<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد هيلج ثيس في تروندهايم، وهو ابن المؤرخ يوهان بيتر ثيس (1850-1941) وإلسا مارثا هيلبرج (1869-1954). كان شقيقه هو المؤرخ الأثري، جينز ثيس.
درس ثيس في الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا في الفترة من 1916 إلى 1921، وتخرج كمهندس معماري. خلال سنوات دراسته، طور اهتمامًا عميقًا بالتاريخ المعماري، وخاصة العمارة الرومانية وعمارة العصور الوسطى. هذا الاهتمام المبكر سيشكل مسيرته المهنية لاحقًا.
مسيرته المهنية
بعد الانتهاء من دراسته، بدأ ثيس حياته المهنية كمهندس معماري مستقل. عمل في البداية على مجموعة متنوعة من المشاريع، بما في ذلك المباني السكنية والتجارية. ومع ذلك، سرعان ما وجد شغفه الحقيقي في ترميم المباني التاريخية.
في عام 1928، تم تعيين ثيس رئيسًا للمهندسين المعماريين في ورشة عمل ترميم كاتدرائية نيداروس. كانت كاتدرائية نيداروس، وهي كنيسة العصور الوسطى في تروندهايم، قد تضررت بشدة بسبب الحرائق على مر القرون، وكانت في حالة سيئة من الإهمال. كان ترميم الكاتدرائية مشروعًا ضخمًا ومعقدًا تطلب سنوات عديدة من العمل الدؤوب.
أشرف ثيس على ترميم كاتدرائية نيداروس لأكثر من 40 عامًا. خلال هذا الوقت، قام بإجراء بحث مكثف عن تاريخ الكاتدرائية وهندستها المعمارية. كما قام بتطوير تقنيات جديدة لترميم المباني التاريخية. تحت قيادة ثيس، تم ترميم كاتدرائية نيداروس إلى مجدها السابق، وأصبحت واحدة من أهم المعالم التاريخية في النرويج.
بالإضافة إلى عمله في كاتدرائية نيداروس، شارك ثيس أيضًا في ترميم العديد من المباني التاريخية الأخرى في النرويج. وشمل ذلك قلعة أكرشوس في أوسلو، وكنيسة بورغوند الخشبية.
كان ثيس شخصية محترمة للغاية في مجال الحفاظ على التراث. وكان عضوًا في العديد من المنظمات المهنية، بما في ذلك جمعية المهندسين المعماريين النرويجيين والأكاديمية النرويجية للعلوم والآداب. كما حصل على العديد من الجوائز والأوسمة لعمله في الحفاظ على التراث.
أعماله المعمارية
على الرغم من أن هيلج ثيس اشتهر بعمله في ترميم المباني التاريخية، إلا أنه كان أيضًا مهندسًا معماريًا موهوبًا. صمم العديد من المباني الجديدة، بما في ذلك المباني السكنية والتجارية والكنائس.
تتميز تصاميم ثيس بأسلوبها الكلاسيكي البسيط. لقد كان يؤمن بأهمية استخدام المواد الطبيعية وإنشاء مباني متناغمة مع محيطها.
من بين أبرز أعماله المعمارية:
- فيلا إيلوم في برجن: مثال على تصميمه السكني الذي يدمج البساطة مع الأناقة.
- مبنى الإدارة في شركة تروندهايم للطاقة: يعكس أسلوبه في تصميم المباني التجارية مع التركيز على الوظيفة والجمال.
- الكنائس الصغيرة في مناطق مختلفة من النرويج: تظهر قدرته على تصميم المباني الدينية التي تتناسب مع البيئة المحلية.
مساهماته في الحفاظ على التراث
كانت مساهمات هيلج ثيس في مجال الحفاظ على التراث كبيرة. لقد لعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على العديد من أهم المعالم التاريخية في النرويج للأجيال القادمة.
لقد كان ثيس مدافعًا قويًا عن أهمية الحفاظ على التراث الثقافي. كان يعتقد أن المباني التاريخية هي جزء مهم من هويتنا الثقافية وأنها يمكن أن تعلمنا الكثير عن ماضينا.
كما كان ثيس رائدًا في تطوير تقنيات جديدة لترميم المباني التاريخية. لقد كان يؤمن بأهمية استخدام المواد والتقنيات الأصلية قدر الإمكان عند ترميم المباني التاريخية.
أثرت أفكار ثيس وممارساته في الحفاظ على التراث على العديد من المهندسين المعماريين والمحافظين الآخرين في النرويج وخارجها.
حياته الشخصية
تزوج هيلج ثيس من آنا كارين بيورن في عام 1923. كان لديهم ثلاثة أطفال.
كان ثيس رجلًا مثقفًا ومحبًا للقراءة. كان لديه اهتمام خاص بالتاريخ والفن والأدب. كما كان مسافرًا متعطشًا وزار العديد من البلدان حول العالم.
توفي هيلج ثيس في 1 أغسطس 1972، عن عمر يناهز 74 عامًا.
إرثه
يُذكر هيلج ثيس كواحد من أهم المهندسين المعماريين والمحافظين في التاريخ النرويجي. لقد لعب دورًا حاسمًا في الحفاظ على العديد من أهم المعالم التاريخية في النرويج للأجيال القادمة.
سيستمر إرث ثيس في إلهام المهندسين المعماريين والمحافظين لسنوات عديدة قادمة.
الجوائز والتكريمات
- وسام القديس أولاف من رتبة فارس أولى
- ميدالية القديس هالفارد
- الدكتوراه الفخرية من الجامعة النرويجية للعلوم والتكنولوجيا
خاتمة
هيلج ثيس كان مهندسًا معماريًا نرويجيًا بارزًا ومحافظًا على التراث، اشتهر بعمله كرئيس للمهندسين المعماريين في ترميم كاتدرائية نيداروس. لقد كرس حياته المهنية للحفاظ على المعالم التاريخية في النرويج، وترك إرثًا دائمًا من خلال مساهماته في الحفاظ على التراث الثقافي. تميزت أعماله بالاهتمام بالتفاصيل، والالتزام بالمواد والتقنيات الأصلية، والرؤية الفنية التي جمعت بين الجمال والوظيفة.