مقدمة
كان ويتلو دبليو. إل. أو (31 يوليو 1940 – 12 فبراير 2020) خبيرًا رائدًا في علم الصوت الحيوي متخصصًا في تحديد الموقع بالصدى في الحيتانيات Odontocete. يعتبر عمله حجر الزاوية في فهمنا لكيفية استخدام الدلافين وخنازير البحر وغيرها من الحيتان المسننة للصوت للتنقل والبحث عن الطعام في البيئات البحرية المعقدة. ساهمت أبحاثه الغزيرة في تطوير تقنيات الكشف عن الأجسام تحت الماء وتخفيف آثار الضوضاء البشرية على الثدييات البحرية.
نشأته وتعليمه
ولد ويتلو أو في 31 يوليو 1940. حصل على درجة البكالوريوس في الهندسة الكهربائية من جامعة هاواي عام 1962. ثم واصل تعليمه في جامعة ولاية ميشيغان، حيث حصل على درجة الماجستير في الهندسة الكهربائية عام 1964 والدكتوراه في الهندسة الحيوية عام 1970. خلال فترة دراسته، بدأ أو يهتم بعلم الصوت الحيوي، مدفوعًا برغبته في فهم الآليات المعقدة التي تستخدمها الحيوانات البحرية للتواصل والتنقل.
مسيرته المهنية
بعد حصوله على الدكتوراه، انضم أو إلى مركز علوم المحيط الهادئ التابع للبحرية الأمريكية في هاواي، حيث أمضى معظم حياته المهنية. هناك، قاد برنامجًا بحثيًا مكثفًا يركز على دراسة تحديد الموقع بالصدى في الدلافين. قام وفريقه بتصميم وتنفيذ تجارب مبتكرة لقياس وتحليل الأصوات التي تصدرها الدلافين، فضلاً عن سلوكها في الاستماع والاستجابة لتلك الأصوات. قادته أبحاثه إلى فهم أعمق لقدرات الدلافين المذهلة في تحديد الموقع بالصدى، وكيف تستخدمها للتغلب على التحديات البيئية.
أبرز إسهاماته في علم الصوت الحيوي
تعتبر مساهمات ويتلو أو في علم الصوت الحيوي كبيرة ومتعددة الأوجه. من بين أبرز إسهاماته:
- توصيف دقيق لإشارات تحديد الموقع بالصدى للدلافين: قام أو بتحليل مفصل لخصائص الأصوات التي تصدرها الدلافين أثناء تحديد الموقع بالصدى، بما في ذلك التردد والطول الموجي والسعة. وقد ساعدت هذه التحليلات في فهم كيفية استخدام الدلافين لهذه الإشارات لجمع معلومات حول البيئة المحيطة بها.
- تطوير نماذج رياضية لمحاكاة تحديد الموقع بالصدى للدلافين: قام أو بتطوير نماذج رياضية معقدة تحاكي عملية تحديد الموقع بالصدى التي تقوم بها الدلافين. ساعدت هذه النماذج في فهم العوامل التي تؤثر على دقة وفعالية تحديد الموقع بالصدى، مثل الضوضاء الخلفية وخصائص الهدف.
- دراسة تأثير الضوضاء البشرية على الثدييات البحرية: كان أو من أوائل العلماء الذين أدركوا التأثير المحتمل للضوضاء البشرية على الثدييات البحرية. أجرى أبحاثًا مكثفة حول تأثير الضوضاء الناتجة عن السفن وأجهزة السونار وغيرها من المصادر على سلوك وتواصل الدلافين والحيتان.
- تطوير تقنيات الكشف عن الأجسام تحت الماء: استنادًا إلى فهمه العميق لتحديد الموقع بالصدى للدلافين، قام أو بتطوير تقنيات جديدة للكشف عن الأجسام تحت الماء. يمكن استخدام هذه التقنيات في مجموعة متنوعة من التطبيقات، مثل البحث عن الألغام البحرية ومراقبة البيئة البحرية.
أبحاثه حول تحديد الموقع بالصدى في الدلافين
ركزت أبحاث أو بشكل خاص على فهم الآليات المعقدة التي تستخدمها الدلافين في تحديد الموقع بالصدى. اكتشف أن الدلافين قادرة على تغيير خصائص إشارات تحديد الموقع بالصدى الخاصة بها اعتمادًا على البيئة المحيطة والهدف الذي تحاول تحديده. على سبيل المثال، يمكن للدلافين زيادة تردد إشاراتها في المياه الضحلة لتقليل تأثير التشويش الناتج عن انعكاسات الصوت من قاع البحر. كما اكتشف أن الدلافين تستخدم نوعًا من “الشعاع الصوتي” لتوجيه إشارات تحديد الموقع بالصدى الخاصة بها بدقة نحو الهدف.
بالإضافة إلى ذلك، درس أو كيف تستخدم الدلافين المعلومات الحسية الأخرى، مثل الرؤية واللمس، بالتزامن مع تحديد الموقع بالصدى لجمع معلومات حول البيئة المحيطة بها. اكتشف أن الدلافين قادرة على دمج هذه المعلومات الحسية المختلفة لإنشاء صورة ثلاثية الأبعاد للعالم من حولها.
تأثير الضوضاء البشرية على الثدييات البحرية
كان ويتلو أو رائدًا في دراسة تأثير الضوضاء البشرية على الثدييات البحرية. أدرك أن الضوضاء الناتجة عن السفن وأجهزة السونار وغيرها من المصادر يمكن أن تتداخل مع قدرة الدلافين والحيتان على التواصل والتنقل والبحث عن الطعام. أجرى أبحاثًا مكثفة حول تأثير الضوضاء على سلوك وتواصل الثدييات البحرية، ووجد أن الضوضاء يمكن أن تؤدي إلى مجموعة متنوعة من المشاكل، بما في ذلك:
- تقليل كفاءة البحث عن الطعام: يمكن للضوضاء أن تجعل من الصعب على الدلافين والحيتان تحديد موقع الفريسة.
- التأثير على التواصل الاجتماعي: يمكن للضوضاء أن تجعل من الصعب على الدلافين والحيتان التواصل مع بعضها البعض، مما قد يؤثر على سلوك التزاوج والتعاون.
- زيادة مستويات التوتر: يمكن للضوضاء أن تزيد من مستويات التوتر لدى الدلافين والحيتان، مما قد يؤثر على صحتهم ورفاهيتهم.
- تغيير مسارات الهجرة: يمكن للضوضاء أن تدفع الدلافين والحيتان إلى تغيير مسارات هجرتها، مما قد يؤثر على توزيعها ووصولها إلى مناطق التغذية والتكاثر.
نتيجة لأبحاثه، دعا أو إلى اتخاذ تدابير لتقليل الضوضاء البشرية في البيئة البحرية. اقترح استخدام تقنيات أكثر هدوءًا في السفن وأجهزة السونار، وتقييد الأنشطة التي تولد الضوضاء في المناطق الحساسة للثدييات البحرية.
الجوائز والتكريمات
تقديراً لإسهاماته البارزة في علم الصوت الحيوي، حصل ويتلو أو على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- زمالة جمعية الصوتيات الأمريكية: تم انتخاب أو زميلاً في جمعية الصوتيات الأمريكية في عام 1985، وهي أعلى مرتبة يمكن أن يحصل عليها عضو في الجمعية.
- جائزة ميدالية الفخر من جمعية الصوتيات الأمريكية: حصل أو على جائزة ميدالية الفخر من جمعية الصوتيات الأمريكية في عام 2009، وهي أرفع جائزة تمنحها الجمعية للأفراد الذين قدموا مساهمات بارزة في مجال الصوتيات.
- جائزة الإنجاز مدى الحياة من جمعية الثدييات البحرية: حصل أو على جائزة الإنجاز مدى الحياة من جمعية الثدييات البحرية في عام 2011، تقديراً لمساهماته المتميزة في فهم الثدييات البحرية.
وفاته وإرثه
توفي ويتلو أو في 12 فبراير 2020، عن عمر يناهز 79 عامًا. ترك وراءه إرثًا كبيرًا من الأبحاث والاكتشافات التي غيرت فهمنا لكيفية استخدام الثدييات البحرية للصوت. لا تزال أعماله تلهم الباحثين والمهندسين في جميع أنحاء العالم، وتساهم في تطوير تقنيات جديدة لحماية الثدييات البحرية والحفاظ على البيئة البحرية.
خاتمة
كان ويتلو أو شخصية بارزة في مجال علم الصوت الحيوي، حيث قدم مساهمات كبيرة في فهمنا لتحديد الموقع بالصدى لدى الدلافين وتأثير الضوضاء البشرية على الثدييات البحرية. لقد كان رائداً في هذا المجال، وألهمت أبحاثه العديد من العلماء والباحثين. سيظل إرثه قائماً لسنوات عديدة قادمة، وسيستمر في التأثير على الطريقة التي ندرس بها الثدييات البحرية ونحميها.