حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت بوليت كوبر في نيويورك ونشأت في عائلة يهودية. حصلت على درجة البكالوريوس في الصحافة من جامعة نيويورك. بدأت حياتها المهنية كصحفية حرة، وكتبت مقالات لمجموعة متنوعة من المنشورات.
كتاباتها عن السيانتولوجيا
بدأت كوبر في البحث عن السيانتولوجيا في أواخر الستينيات، بعد أن سمعت شائعات عن ممارسات الكنيسة المثيرة للجدل. في عام 1971، نشرت كتابًا بعنوان “الخطر! السيانتولوجيا”، والذي كان نقدًا شاملاً للكنيسة. يزعم الكتاب أن السيانتولوجيا هي عبارة عن عملية احتيال تستغل أتباعها ماليًا وعاطفيًا. كما اتهم الكتاب الكنيسة بممارسة غسيل الدماغ، والتلاعب النفسي، والمضايقات.
أثار كتاب كوبر غضب كنيسة السيانتولوجيا، التي أطلقت حملة واسعة النطاق لتشويه سمعتها وإسكاتها. تضمنت الحملة عمليات تجسس، وتشهير، ومحاولات لتلفيق أدلة ضدها. قامت الكنيسة بزرع جواسيس في حياة كوبر، وسرقة وثائقها الشخصية، ونشر معلومات كاذبة عنها في وسائل الإعلام.
عملية القبعة البيضاء
في عام 1973، بدأت كنيسة السيانتولوجيا عملية سرية تسمى “عملية القبعة البيضاء” بهدف تدمير بوليت كوبر. تضمنت هذه العملية سلسلة من الإجراءات غير القانونية، بما في ذلك:
- سرقة وثائق من وكالات حكومية ومحاولة توريط كوبر في جرائم.
- كتابة رسائل تهديد باسم كوبر وإرسالها إلى مسؤولي السيانتولوجيا.
- رفع دعاوى قضائية كاذبة ضد كوبر.
- نشر معلومات كاذبة عن كوبر في وسائل الإعلام.
بلغت العملية ذروتها في عام 1977 عندما اتهمت كوبر بتهمة كاذبة تتعلق بإرسال رسائل تهديد إلى كنيسة السيانتولوجيا. كانت الأدلة ضدها ضعيفة، لكنها واجهت خطر السجن لمدة تصل إلى 15 عامًا. دافعت كوبر عن نفسها بقوة ضد التهم، وفي النهاية تم إسقاط القضية في عام 1979.
الدعوى القضائية ضد السيانتولوجيا
بعد إسقاط التهم الجنائية، رفعت كوبر دعوى قضائية ضد كنيسة السيانتولوجيا بتهمة التشهير والتحرش. استمرت القضية لسنوات عديدة، وفي النهاية استقرت كوبر مع الكنيسة في عام 1984. لم يتم الكشف عن شروط التسوية، ولكن يُعتقد أن كوبر تلقت مبلغًا كبيرًا من المال.
تأثير قضية بوليت كوبر
كانت قضية بوليت كوبر علامة فارقة في تاريخ علاقة كنيسة السيانتولوجيا بوسائل الإعلام والجمهور. كشفت القضية عن التكتيكات العدوانية التي تستخدمها الكنيسة لإسكات منتقديها. كما ساعدت القضية في زيادة الوعي العام حول السيانتولوجيا وممارساتها المثيرة للجدل.
أصبحت كوبر رمزًا لحرية التعبير ومقاومة الترهيب. بعد التسوية، واصلت الكتابة والتحدث عن السيانتولوجيا وغيرها من القضايا المثيرة للجدل. ألفت العديد من الكتب الأخرى، بما في ذلك “وجه الحرب: مذكرات امرأة في فيتنام” و “23 دقيقة للنجاة”.
حياة بوليت كوبر لاحقًا
استمرت بوليت كوبر في الكتابة والتحدث علنًا. في عام 2018، نشرت مذكراتها بعنوان “The Scandal of Scientology”. تروي المذكرات بالتفصيل تجربتها مع كنيسة السيانتولوجيا والمعركة القانونية التي تلت ذلك.
تعيش كوبر حاليًا في فلوريدا وتواصل الدفاع عن حرية التعبير وحقوق الإنسان. لا تزال قضيتها مصدر إلهام للصحفيين والناشطين الذين يعملون على كشف الفساد وسوء السلوك.
تعتبر بوليت كوبر مثالًا على الشجاعة والمثابرة في مواجهة قوى قوية. لقد كرست حياتها لفضح الحقيقة والدفاع عن حقوق الآخرين، حتى عندما كان ذلك يعني تعريض نفسها للخطر.
أعمالها
- الخطر! السيانتولوجيا (The Scandal of Scientology): نشر عام 1971، وهو الكتاب الذي أثار غضب كنيسة السيانتولوجيا وأدى إلى حملة المضايقة.
- وجه الحرب: مذكرات امرأة في فيتنام (Face of War: A Woman’s View of Vietnam): كتاب يصف تجاربها كصحفية في فيتنام.
- 23 دقيقة للنجاة (23 Minutes to Survive): كتاب يتناول قصص النجاة من الكوارث الطبيعية.
ردود فعل كنيسة السيانتولوجيا
لطالما نفت كنيسة السيانتولوجيا ارتكاب أي مخالفات في قضية بوليت كوبر. تدعي الكنيسة أن كوبر كانت جزءًا من مؤامرة لتشويه سمعة السيانتولوجيا، وأنها كانت ضحية لمعلومات مضللة. ومع ذلك، فإن الأدلة تدعم بقوة مزاعم كوبر بأنها كانت ضحية لحملة مضايقة من قبل الكنيسة.
الدروس المستفادة من قضية بوليت كوبر
تقدم قضية بوليت كوبر العديد من الدروس المهمة حول قوة الشركات الكبرى، وأهمية حرية التعبير، وضرورة محاسبة المسؤولين. كما تسلط الضوء على التحديات التي يواجهها الصحفيون والناشطون الذين يعملون على كشف الفساد وسوء السلوك.
إرث بوليت كوبر
سيظل اسم بوليت كوبر مرتبطًا بالشجاعة والمثابرة في مواجهة الظلم. لقد ألهمت قصتها العديد من الأشخاص للدفاع عن حقوقهم والتحدث علنًا ضد إساءة استخدام السلطة. تظل كوبر رمزًا لحرية التعبير ومقاومة الترهيب.
خاتمة
بوليت كوبر هي صحفية ومؤلفة أمريكية تعرضت للمضايقة من قبل كنيسة السيانتولوجيا بسبب كتاباتها المنتقدة لها. رفعت دعوى قضائية ضد الكنيسة واستقرت معها لاحقًا. أصبحت قضيتها رمزًا لحرية التعبير ومقاومة الترهيب. قضية كوبر لا تزال تذكرنا بأهمية الدفاع عن حرية التعبير وحقوق الإنسان في مواجهة القوى القوية.