خلفية تاريخية
كانت سلالة كرنويفيتش عائلة نبيلة صربية حكمت زيتا (التي عرفت لاحقًا باسم الجبل الأسود) منذ منتصف القرن الخامس عشر. اكتسبت العائلة نفوذًا كبيرًا بعد انهيار الإمبراطورية الصربية في القرن الرابع عشر، وحافظت على قدر من الاستقلالية في مواجهة القوى المتنافسة، بما في ذلك العثمانيين وجمهورية البندقية.
قبل حكم جوراج، كان والده، إيفان كرنويفيتش، حاكمًا قويًا سعى إلى الحفاظ على استقلال زيتا من خلال سياسة خارجية ماهرة، تتأرجح بين العثمانيين والبندقية. ومع ذلك، بحلول وقت صعود جوراج إلى السلطة، كانت الظروف قد تغيرت، وأصبح التحدي المتمثل في الحفاظ على استقلال زيتا أكثر صعوبة.
فترة حكمه
تولى جوراج كرنويفيتش حكم زيتا في عام 1490 بعد وفاة والده، إيفان كرنويفيتش. ورث وضعًا سياسيًا واقتصاديًا معقدًا. كانت الإمبراطورية العثمانية تتوسع بسرعة في البلقان، وكانت زيتا مهددة باستمرار بالاجتياح. في الوقت نفسه، سعت جمهورية البندقية إلى توسيع نفوذها على طول الساحل الأدرياتيكي، مما أدى إلى منافسة مع زيتا على السيطرة على بعض المناطق الساحلية.
واجه جوراج تحديات داخلية أيضًا. كانت هناك فصائل نبيلة مختلفة تتنافس على السلطة والنفوذ، مما أدى إلى عدم الاستقرار السياسي. بالإضافة إلى ذلك، كانت زيتا تعاني من مشاكل اقتصادية، بما في ذلك الضرائب الباهظة والاضطرابات التجارية.
على الرغم من هذه التحديات، سعى جوراج إلى الحفاظ على استقلال زيتا وتعزيزها. تبنى سياسة خارجية حذرة، وحاول الحفاظ على علاقات جيدة مع كل من العثمانيين والبندقية. كما حاول تعزيز دفاعات زيتا، وتحصين القلاع والمدن الرئيسية.
كان من أهم إنجازات جوراج كرنويفيتش إنشاء أول مطبعة في الأراضي الصربية. تقع المطبعة في دير سيتينيي، وبدأت العمل في عام 1493. أنتجت المطبعة عددًا من الكتب الدينية باللغة الصربية، بما في ذلك الأوكتاف (Oktoih) الذي يعتبر أول كتاب مطبوع باللغة الصربية. كان إنشاء المطبعة إنجازًا ثقافيًا مهمًا ساهم في تطوير الأدب والتعليم الصربي.
في عام 1496، أجبر جوراج على التنازل عن العرش لصالح شقيقه ستيفان الثاني كرنويفيتش. ويعتقد أن هذا القرار كان مدفوعًا بالضغوط الداخلية والخارجية، فضلاً عن الخلافات داخل عائلة كرنويفيتش. بعد تنازله عن العرش، ذهب جوراج إلى المنفى.
المنفى والوفاة
بعد تنازله عن العرش، قضى جوراج كرنويفيتش بقية حياته في المنفى. أولاً، ذهب إلى البندقية، حيث عاش لفترة قصيرة. في وقت لاحق، انتقل إلى الإمبراطورية العثمانية، حيث حصل على منصب رفيع في الحكومة العثمانية. توفي جوراج كرنويفيتش في عام 1514.
أهميته
على الرغم من فترة حكمه القصيرة نسبياً، يعتبر جوراج كرنويفيتش شخصية مهمة في التاريخ الصربي. كان آخر حاكم مستقل لزيتا من سلالة كرنويفيتش، ولعب دورًا مهمًا في الحفاظ على استقلال المنطقة في فترة مضطربة. بالإضافة إلى ذلك، كان إنشاء أول مطبعة في الأراضي الصربية إنجازًا ثقافيًا هامًا ساهم في تطوير الأدب والتعليم الصربي. يعتبر جوراج كرنويفيتش بطلاً وطنياً في الجبل الأسود ويحظى باحترام كبير لإسهاماته في الثقافة والتاريخ الصربيين.
إرثه
لا يزال إرث جوراج كرنويفيتش محسوسًا في الجبل الأسود وصربيا. يُذكر لجهوده في الحفاظ على استقلال زيتا وتعزيز الثقافة الصربية. المطبعة التي أنشأها في دير سيتينيي هي رمز للفخر الوطني، ولا تزال الكتب التي أنتجتها المطبعة تحظى بتقدير كبير.
- المطبعة: كان إنشاء أول مطبعة في الأراضي الصربية إنجازًا ثقافيًا كبيرًا.
- الاستقلال: سعى جوراج للحفاظ على استقلال زيتا في وجه التهديدات الخارجية.
- الإرث الوطني: يُعتبر بطلاً وطنياً في الجبل الأسود وصربيا.
خاتمة
كان جوراج كرنويفيتش آخر لورد صربي من القرون الوسطى لزيتا، وحكم في فترة صعبة شهدت صعود الإمبراطورية العثمانية. على الرغم من فترة حكمه القصيرة، ترك بصمة دائمة على التاريخ والثقافة الصربية. كان إنشاء أول مطبعة في الأراضي الصربية من أبرز إنجازاته، مما ساهم في تطوير الأدب والتعليم. يُذكر جوراج كرنويفيتش كبطل وطني لجهوده في الحفاظ على استقلال زيتا وتعزيز تراثها الثقافي.