الحياة المبكرة والتعليم
ولد ويليام هنري روبرتوس في واشنطن العاصمة، في 14 نوفمبر 1889. التحق بأكاديمية الولايات المتحدة البحرية في عام 1907 وتخرج منها في عام 1911. بعد تخرجه، حصل على تكليف كملازم ثانٍ في قوات مشاة البحرية الأمريكية.
الخدمة العسكرية المبكرة
بعد حصوله على التكليف، خدم روبرتوس في مواقع مختلفة، بما في ذلك بنما ونيكاراغوا والصين. خلال الحرب العالمية الأولى، خدم في فرنسا مع الفرقة الخامسة لمشاة البحرية. بعد الحرب، شغل مناصب مختلفة في штабе وقوات التدريب.
الحرب العالمية الثانية
عند اندلاع الحرب العالمية الثانية، كان روبرتوس برتبة عقيد. في عام 1942، تمت ترقيته إلى عميد وتعيينه مساعدًا لقائد الفرقة الأولى لمشاة البحرية. شارك في معركة جوادالكانال، حيث لعب دورًا حاسمًا في قيادة الدفاعات الأمريكية. أظهر روبرتوس خلال هذه المعركة شجاعة ومهارة قيادية فائقة، مما ساهم في تحقيق النصر الأمريكي في جوادالكانال.
في عام 1943، تمت ترقية روبرتوس إلى رتبة لواء وتعيينه قائدًا للفرقة الأولى لمشاة البحرية. قاد الفرقة خلال معركة كيب جلوستر ومعركة بيليو. كانت معركة بيليو من أكثر المعارك دموية في حرب المحيط الهادئ، وقد تعرض روبرتوس لانتقادات بسبب إصراره على مواصلة الهجوم على الرغم من الخسائر الفادحة. ومع ذلك، فقد أشاد به أيضًا العديد من جنوده لاهتمامه بهم وشجاعته الشخصية.
خلال معركة بيليو، عانى روبرتوس من الإرهاق الشديد والإجهاد. تم إعادته إلى الولايات المتحدة في نوفمبر 1944، حيث تم إدخاله إلى المستشفى. توفي في 25 مارس 1945، بسبب احتشاء عضلة القلب. دُفن في المقبرة الوطنية بأرلينغتون.
عقيدة البندقية
أحد أهم إسهامات روبرتوس في تاريخ مشاة البحرية الأمريكية هو صياغة “عقيدة البندقية”. كتب روبرتوس هذه العقيدة في عام 1942 أثناء خدمته في جوادالكانال. تهدف العقيدة إلى غرس شعور بالمسؤولية والفخر لدى كل جندي من مشاة البحرية تجاه بندقيته. تعتبر العقيدة جزءًا أساسيًا من تدريب مشاة البحرية حتى يومنا هذا.
نص “عقيدة البندقية”:
- بندقتي هي رفيقتي. هي حياتي. يجب أن أتقنها كما أتقن حياتي.
- بدوني، بندقتي عديمة الفائدة. بدوني، بندقتي عديمة الفائدة. يجب أن أطلق بندقتي بدقة. يجب أن أطلق النار بشكل أفضل من عدوي الذي يحاول قتلي. يجب أن أطلق النار عليه قبل أن يطلق النار علي. سأفعل…
- أنا وبندقيتي نعرف أن ما يهم في هذه الحرب ليس الرصاصات التي نطلقها، ولا الضوضاء التي نصدرها، ولا الدخان الذي نصنعه. نحن نعرف أن ما يهم هو الضربات. سأضرب…
- بندقتي إنسانية، حتى مثلي، لأنها حياتي. وهكذا، سأتعلمها كأخ. سأتعلم نقاط ضعفها، قوتها، أجزاءها، ملحقاتها، ومخازنها. سأحافظ على بندقتي نظيفة وجاهزة. سنصبح جزءًا من بعضنا البعض. سأفعل…
- أمام الله، أقسم هذا العقيدة. بندقتي وأنا حماة أمتي، نحن المدافعون عن حياتي. نحن سادة عدونا، نحن منقذو حياتي. فليكن ذلك حتى لا يكون هناك عدو، بل سلام فقط. آمين.
الأوسمة والجوائز
حصل اللواء روبرتوس على العديد من الأوسمة والجوائز خلال مسيرته العسكرية، بما في ذلك:
- وسام الخدمة المتميزة للبحرية
- نجمة الفضة
- وسام القلب الأرجواني
- وسام حملة الحرب العالمية الأولى
- وسام الخدمة الدفاعية الأمريكية
- وسام حملة آسيا والمحيط الهادئ
- وسام النصر في الحرب العالمية الثانية
الإرث
يُذكر ويليام إتش. روبرتوس كقائد عسكري متميز ومؤلف “عقيدة البندقية”. ساهمت قيادته وشجاعته في تحقيق النصر الأمريكي في الحرب العالمية الثانية. تستمر “عقيدة البندقية” في إلهام مشاة البحرية حتى يومنا هذا، وتذكرهم بأهمية المسؤولية والفخر في خدمتهم.
الحياة الشخصية
تزوج روبرتوس من دوروثي هيغنز وأنجبا ابنة واحدة اسمها دوروثي روبرتوس. كان معروفًا بين زملائه بكونه شخصًا مثقفًا ومحبًا للقراءة، وكان يتمتع باحترام كبير من قبل مرؤوسيه.
معركة بيليو: نظرة فاحصة
تعد معركة بيليو، التي قاد فيها روبرتوس الفرقة الأولى لمشاة البحرية، واحدة من أكثر المعارك التي لا تزال تثير الجدل في تاريخ مشاة البحرية. تميزت المعركة بضراوتها وخسائرها الفادحة، واستمرت لأكثر من شهرين. كان الهدف من العملية هو السيطرة على الجزيرة لإنشاء قاعدة جوية يمكن استخدامها في العمليات المستقبلية ضد الفلبين. واجهت قوات المارينز مقاومة يابانية شرسة، حيث استخدم اليابانيون تكتيكات دفاعية جديدة أدت إلى إطالة أمد المعركة وزيادة الخسائر.
أدت الخسائر الفادحة والوقت الطويل الذي استغرقته المعركة إلى انتقادات لروبرتوس وقراراته القيادية. ومع ذلك، يرى آخرون أنه كان ملتزمًا بتحقيق الهدف الاستراتيجي للمعركة، وأن الظروف الصعبة والمقاومة اليابانية الشرسة كانت عوامل رئيسية في الخسائر الفادحة.
تأثير “عقيدة البندقية” على التدريب العسكري
“عقيدة البندقية” ليست مجرد مجموعة من الكلمات، بل هي فلسفة تهدف إلى تعزيز العلاقة بين الجندي وسلاحه. من خلال فهم بندقيتهم والاعتناء بها، يصبح الجنود أكثر فعالية في القتال. يتم تدريس العقيدة لمجندي مشاة البحرية في وقت مبكر من تدريبهم، وهي جزء لا يتجزأ من هويتهم كجنود مشاة بحرية. تساهم العقيدة في تعزيز الانضباط والمسؤولية والفخر بين الجنود، مما يجعلهم أكثر استعدادًا لمواجهة تحديات القتال.
ويليام روبرتوس في الثقافة الشعبية
على الرغم من أنه ليس اسمًا مألوفًا، إلا أن ويليام روبرتوس ترك بصمة واضحة في تاريخ مشاة البحرية. يتم تذكره من خلال “عقيدة البندقية” التي لا تزال تُستخدم حتى اليوم. بالإضافة إلى ذلك، يتم دراسة قيادته في معركة بيليو في الكليات العسكرية كدراسة حالة حول التحديات التي تواجه القادة في ظروف القتال الصعبة.
خاتمة
كان ويليام هنري روبرتوس لواءً بارزًا في قوات مشاة البحرية الأمريكية، اشتهر بقيادته خلال الحرب العالمية الثانية وصياغة “عقيدة البندقية”. على الرغم من الجدل الذي أحاط ببعض قراراته القيادية، إلا أنه يُذكر كقائد شجاع ومخلص، وستظل “عقيدة البندقية” التي صاغها جزءًا أساسيًا من هوية مشاة البحرية الأمريكية.