<![CDATA[
مقدمة
السير غابرييل هورن، الحائز على دكتوراه في الطب، ودكتوراه في العلوم، وزميل في الجمعية الملكية، وزميل الكلية الملكية للأطباء (9 ديسمبر 1927 – 2 أغسطس 2012) كان عالم أعصاب بريطانيًا وأستاذًا في العلوم الطبيعية. اشتهر هورن بأبحاثه الرائدة في علم الأعصاب، وخاصةً دراساته حول الآليات العصبية الكامنة وراء التعلم والذاكرة، وخاصةً في الدجاج. وقد قدم مساهمات كبيرة في فهمنا لدونة الدماغ والأسس البيولوجية للسلوك.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد غابرييل هورن في لندن عام 1927. تلقى تعليمه في مدرسة لندن الثانوية، ثم التحق بكلية لندن الجامعية، حيث درس الطب. حصل على بكالوريوس الطب والجراحة عام 1951. بعد الانتهاء من دراسته الطبية، خدم هورن في الفيلق الطبي بالجيش الملكي.
بعد خدمته العسكرية، عاد هورن إلى الأوساط الأكاديمية، حيث حصل على درجة الدكتوراه في العلوم من جامعة لندن عام 1960. كانت أطروحته تركز على تأثير التحفيز الحسي على نشاط الدماغ.
المسيرة الأكاديمية
بدأ هورن مسيرته الأكاديمية في جامعة كامبريدج، حيث عمل كمحاضر في علم وظائف الأعضاء. في عام 1968، تم تعيينه أستاذًا لعلم الحيوان في جامعة كامبريدج، وهو المنصب الذي شغله حتى تقاعده عام 1995. خلال فترة وجوده في كامبريدج، أسس هورن مختبرًا عصبيًا نشطًا للغاية، والذي جذب الباحثين من جميع أنحاء العالم.
كان هورن أستاذًا زائرًا في العديد من المؤسسات المرموقة، بما في ذلك معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا (MIT) وجامعة كاليفورنيا، لوس أنجلوس (UCLA).
أبحاثه
تركزت أبحاث غابرييل هورن على فهم الآليات العصبية الكامنة وراء التعلم والذاكرة. كان رائدًا في استخدام الدجاج كنموذج حيواني لدراسة هذه العمليات. أظهر هورن أن منطقة معينة في دماغ الدجاج، تسمى منطقة النشاط الوسيط (IMHV)، تلعب دورًا حاسمًا في التعلم والذاكرة البصرية.
اكتشف هورن أن التدريب البصري يؤدي إلى تغييرات في بنية ووظيفة الخلايا العصبية في منطقة النشاط الوسيط (IMHV). على وجه الخصوص، وجد أن التدريب يزيد من حجم نقاط الاشتباك العصبي (المشابك) في هذه المنطقة. تشير هذه النتائج إلى أن اللدونة المشبكية، وهي قدرة المشابك على التغير في القوة، هي آلية أساسية للتعلم والذاكرة.
بالإضافة إلى دراساته حول الدجاج، أجرى هورن أيضًا أبحاثًا على الحيوانات الأخرى، بما في ذلك القوارض والرئيسيات. وقد ساهمت هذه الدراسات في فهمنا العام للآليات العصبية للتعلم والذاكرة.
أهم المساهمات
يمكن تلخيص أهم مساهمات غابرييل هورن في علم الأعصاب بما يلي:
- تحديد منطقة النشاط الوسيط (IMHV) في دماغ الدجاج كمنطقة حرجة للتعلم والذاكرة البصرية.
- إظهار أن التدريب البصري يؤدي إلى تغييرات في بنية ووظيفة الخلايا العصبية في منطقة النشاط الوسيط (IMHV).
- إثبات أن اللدونة المشبكية هي آلية أساسية للتعلم والذاكرة.
- تقديم مساهمات كبيرة في فهمنا العام للآليات العصبية للتعلم والذاكرة.
الجوائز والتكريمات
حصل غابرييل هورن على العديد من الجوائز والتكريمات لعمله الرائد في علم الأعصاب، بما في ذلك:
- انتخابه زميلًا في الجمعية الملكية (FRS) عام 1986.
- منحه جائزة الزمالة الفخرية في الكلية الملكية للأطباء (FRCP).
- حصوله على وسام CBE (قائد الإمبراطورية البريطانية).
- تنصيبه فارسًا (Knighthood) عام 2002 لخدماته في علم الأعصاب.
الحياة الشخصية
تزوج غابرييل هورن من أليس هورن، وأنجبا ثلاثة أطفال. كان لديه اهتمامات واسعة النطاق خارج نطاق العلوم، بما في ذلك الموسيقى والفنون والأدب. كان معروفًا بحسه الفكاهي ودفئه وشخصيته الجذابة.
وفاته وإرثه
توفي غابرييل هورن في 2 أغسطس 2012 عن عمر يناهز 84 عامًا. لقد ترك وراءه إرثًا دائمًا في مجال علم الأعصاب. لا تزال أبحاثه تلهم الباحثين حتى اليوم. يُذكر هورن على نطاق واسع كواحد من أبرز علماء الأعصاب في جيله. لقد ساهم عمله بشكل كبير في فهمنا للدماغ والأسس البيولوجية للسلوك.
كان غابرييل هورن أيضًا معلمًا ومتحدثًا ملهمًا. لقد قام بتدريب العديد من الطلاب والزملاء الذين أصبحوا قادة في مجال علم الأعصاب. كان معروفًا بقدرته على شرح المفاهيم المعقدة بطريقة واضحة وجذابة. كان هورن شخصية محترمة ومحبوبة في المجتمع العلمي.
خاتمة
كان السير غابرييل هورن عالم أعصاب بريطانيًا بارزًا قدم مساهمات كبيرة في فهم الآليات العصبية الكامنة وراء التعلم والذاكرة. من خلال أبحاثه الرائدة، وخاصةً دراساته على الدجاج، كشف هورن عن الدور الحاسم لمنطقة النشاط الوسيط (IMHV) ودور اللدونة المشبكية في هذه العمليات المعرفية. أكسبته مساهماته العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك انتخابه زميلًا في الجمعية الملكية وتنصيبه فارسًا. سيستمر إرث غابرييل هورن في إلهام الباحثين في مجال علم الأعصاب لسنوات قادمة.