مقدمة
ويغمور آبي هي دير كاثوليكي سابق يقع على بعد حوالي ميل واحد (2 كيلومتر) شمال قرية ويغمور في هيرفوردشاير، إنجلترا. تأسس الدير عام 1179 وكان يضم رهبانًا من نظام القديس أوغسطين. استمر الدير في العمل حتى عام 1530، عندما تم حله في عهد الملك هنري الثامن.
تاريخ الدير
تأسس دير ويغمور في عام 1179 على يد رالف دي مورتيمر، اللورد النورماندي لويغمور. كان رالف قد تعهد بتأسيس دير إذا نجا من معركة، وعندما عاد سالمًا، أوفى بوعده. تم بناء الدير في الأصل لمجموعة من الرهبان من نظام القديس أوغسطين، الذين جاءوا من دير القديس فيكتور في باريس.
خلال القرون التالية، نما دير ويغمور ليصبح واحدًا من أغنى وأهم الأديرة في منطقة الحدود الويلزية. امتلك الدير مساحات واسعة من الأراضي، وقام الرهبان بتربية الأغنام وزراعة المحاصيل. كما قاموا بتشغيل مطحنة للحبوب وقاموا بتعدين الحديد.
كان الدير أيضًا مركزًا للتعليم والثقافة. كان للرهبان مكتبة كبيرة وقاموا بنسخ المخطوطات. كما قاموا بتعليم الأولاد المحليين في مدرسة الدير.
في عام 1530، تم حل دير ويغمور في عهد الملك هنري الثامن. كان هنري قد انفصل عن الكنيسة الكاثوليكية وأعلن نفسه رئيسًا للكنيسة الإنجليزية. أمر بحل الأديرة والاستيلاء على ممتلكاتها.
تم تسليم دير ويغمور إلى الملك، وتم تفكيك المباني. تم استخدام بعض الحجارة لبناء منازل أخرى في المنطقة. اليوم، لم يتبق سوى القليل من الدير الأصلي، ولكن لا تزال هناك بعض الأطلال التي يمكن رؤيتها.
هندسة الدير
كان دير ويغمور عبارة عن مجمع كبير من المباني، بما في ذلك الكنيسة، والمساكن الرهبانية، والمطبخ، والمخبز، والمستوصف، والإسطبلات، ومباني أخرى. كانت الكنيسة هي أكبر مبنى في المجمع، وكانت عبارة عن هيكل مثير للإعجاب على الطراز القوطي.
تم بناء الكنيسة من الحجر الرملي المحلي. كان لها صحن طويل وجناحين ومذبح. كانت هناك أيضًا برج كبير فوق التقاطع بين الصحن والجناحين.
كانت المساكن الرهبانية تقع إلى الجنوب من الكنيسة. كانت هذه المباني عبارة عن مجموعة من الغرف التي كان الرهبان يعيشون ويعملون فيها. كان هناك أيضًا قاعة طعام حيث كان الرهبان يتناولون وجباتهم.
كان المطبخ والمخبز يقعان إلى الغرب من المساكن الرهبانية. تم استخدام هذه المباني لإعداد الطعام للرهبان. كان المستوصف يقع إلى الشرق من المساكن الرهبانية. تم استخدام هذا المبنى لرعاية المرضى والجرحى.
كانت الإسطبلات تقع إلى الشمال من الكنيسة. تم استخدام هذه المباني لإيواء خيول الدير. كانت هناك أيضًا عدد من المباني الأخرى في المجمع، بما في ذلك ورشة عمل ومخزن ومبنى للضيوف.
أطلال الدير اليوم
اليوم، لم يتبق سوى القليل من دير ويغمور الأصلي. ومع ذلك، لا تزال هناك بعض الأطلال التي يمكن رؤيتها. وتشمل هذه الأطلال أجزاء من الكنيسة، والمساكن الرهبانية، والبوابة.
تعتبر الأطلال الآن من المعالم التاريخية المحمية. يمكن للزوار استكشاف الموقع والتعرف على تاريخ الدير. يتم الاحتفاظ بالموقع من قبل منظمة التراث الإنجليزي.
الأهمية التاريخية
يعد دير ويغمور موقعًا تاريخيًا مهمًا لأنه يمثل جزءًا من تاريخ إنجلترا في العصور الوسطى. كان الدير مركزًا دينيًا وتعليميًا وثقافيًا مهمًا. لعب الرهبان دورًا مهمًا في المجتمع المحلي، وقدموا التعليم والرعاية للمحتاجين.
كان حل الدير في عام 1530 حدثًا مهمًا في تاريخ إنجلترا. كان هذا جزءًا من إصلاح الملك هنري الثامن، الذي أدى إلى انفصال إنجلترا عن الكنيسة الكاثوليكية. كان لحل الأديرة تأثير كبير على المجتمع الإنجليزي، حيث فقد الكثير من الناس وظائفهم ومنازلهم.
اليوم، لا يزال دير ويغمور يمثل تذكيرًا بتاريخ إنجلترا. تعتبر الأطلال وجهة سياحية شهيرة، وتجذب الزوار من جميع أنحاء العالم.
الدور الاجتماعي والثقافي للدير
لم يكن دير ويغمور مجرد مركز ديني، بل كان أيضًا مركزًا اجتماعيًا وثقافيًا مهمًا للمجتمع المحيط. لعب الرهبان دورًا حيويًا في حياة الناس المحليين من خلال:
- التعليم: قام الرهبان بتعليم الأولاد المحليين في مدرسة الدير، مما ساهم في رفع مستوى التعليم في المنطقة.
- الرعاية الصحية: قدم الدير الرعاية الصحية للمرضى والجرحى في المستوصف، مما جعله مركزًا طبيًا مهمًا.
- الدعم الاقتصادي: من خلال إدارة الأراضي والمزارع، وفر الدير فرص عمل للسكان المحليين، مما ساهم في دعم الاقتصاد المحلي.
- الضيافة: كان الدير يوفر الضيافة للمسافرين والحجاج، مما جعله مكانًا للراحة والتوقف على الطرق التجارية.
- حفظ المعرفة: من خلال مكتبة الدير ونسخ المخطوطات، ساهم الرهبان في حفظ المعرفة ونشرها.
بالإضافة إلى ذلك، كان الدير يلعب دورًا مهمًا في الحفاظ على التقاليد المحلية وتعزيزها. كان الرهبان يشاركون في الاحتفالات الدينية والاجتماعية، مما عزز الروابط بين الدير والمجتمع المحلي.
الأساطير والحكايات المرتبطة بالدير
مثل العديد من المواقع التاريخية القديمة، يرتبط دير ويغمور بالعديد من الأساطير والحكايات المحلية. تشمل بعض هذه القصص:
- كنز مدفون: يقال أن هناك كنزًا مدفونًا في مكان ما داخل أراضي الدير، مخبأ من قبل الرهبان قبل حل الدير لتجنب الاستيلاء عليه من قبل الملك هنري الثامن.
- شبح الراهب: يزعم البعض أنهم رأوا شبح راهب يتجول في أطلال الدير ليلاً، ربما يبحث عن الكنز المفقود أو يحرس الموقع المقدس.
- الممرات السرية: هناك شائعات عن وجود ممرات سرية تربط الدير بقرية ويغمور المجاورة، والتي ربما استخدمها الرهبان للهروب في حالة الخطر أو لتهريب البضائع.
- قوة الشفاء: يعتقد البعض أن مياه البئر الموجودة في أراضي الدير لها قوة شفاء، وأنها كانت تستخدم في الماضي لعلاج الأمراض.
على الرغم من أن هذه القصص قد لا تكون صحيحة من الناحية التاريخية، إلا أنها تساهم في سحر وجاذبية دير ويغمور، وتجعله مكانًا مثيرًا للاهتمام للاستكشاف.
خاتمة
دير ويغمور هو موقع تاريخي مهم يمثل جزءًا من تاريخ إنجلترا في العصور الوسطى. على الرغم من أن الدير لم يعد موجودًا، إلا أن الأطلال لا تزال قائمة كتذكير بأهمية هذا الموقع في الماضي. يمكن للزوار استكشاف الموقع والتعرف على تاريخ الدير، بالإضافة إلى الاستمتاع بجمال الطبيعة المحيطة.