<![CDATA[
حياته المبكرة ومسيرته المهنية
ولد هنري ألفريد جونز في لندن عام 1865، وهو ابن هنري جونز، صانع الساعات، وزوجته، ريبيكا (ني بلومفيلد). بدأ ليتون مسيرته المهنية في المسرح في سن مبكرة، حيث ظهر لأول مرة على خشبة المسرح في عام 1875. في البداية، استخدم اسم “هنري لي”، ثم “هنري ليتون” بحلول عام 1884.
بدأ ليتون مسيرته المهنية في شركة D’Oyly Carte Opera في عام 1884، حيث لعب مجموعة متنوعة من الأدوار الصغيرة. سرعان ما صعد في الرتب وأصبح أحد الممثلين الكوميديين الرئيسيين في الشركة. اشتهر ليتون بصوته الغنائي القوي وشخصيته الكوميدية الجذابة. لقد لعب مجموعة واسعة من الأدوار في أوبرا جيلبرت وسوليفان، بما في ذلك السير جوزيف بورتر في “إتش إم إس بينافور”، والجنرال ستانلي في “قراصنة بنزانس”، وكو-كو في “الميكادو”، وبونتيفيس في “روديجور”، وجايكس في “اليومن أوف ذا جارد”، وتارا في “أوتوبيا، المحدودة”، والدوق من بلازا تورو في “غوندوليرز”.
كان ليتون معروفًا أيضًا ببراعته في الارتجال. غالبًا ما كان يضيف إلى حواره الخاص، مما يجعله أكثر تسلية للجمهور. كان ليتون يتمتع بشعبية كبيرة لدى جمهور جيلبرت وسوليفان، وكان يُعتبر أحد أعظم الممثلين الكوميديين في عصره.
تزوج ليتون مرتين. تزوج أولاً من لويزا فينيس في عام 1888. توفيت في عام 1904. في عام 1906، تزوج ليتون من دوروثي كريستين. كان لديه ثلاثة أبناء وابنتان.
أدواره البارزة في أوبرا جيلبرت وسوليفان
كان هنري ليتون نجمًا لامعًا في عالم أوبرا جيلبرت وسوليفان، حيث أثرى كل دور تولاه بلمسة فريدة من الكوميديا والبراعة. فيما يلي بعض من أبرز أدواره التي لا تُنسى:
- السير جوزيف بورتر في “إتش إم إس بينافور” (H.M.S. Pinafore): أظهر ليتون هنا قدرته على تجسيد الشخصيات ذات المكانة الاجتماعية العالية بطريقة هزلية، مما جعل الجمهور يضحك على مفارقات السلطة والنفوذ.
- الجنرال ستانلي في “قراصنة بنزانس” (The Pirates of Penzance): قدم ليتون أداءً لا يُنسى كجنرال يعاني من ضعف الذاكرة، مما أضاف بعدًا كوميديًا إلى القصة التي تتناول الواجب والشرف.
- كو-كو في “الميكادو” (The Mikado): يعتبر هذا الدور من أشهر أدواره، حيث برع ليتون في تجسيد شخصية الجلاد الذي يحاول النجاة بحياته بشتى الطرق، مما أظهر موهبته في الكوميديا الجسدية والحوار الذكي.
- بونتيفيس في “روديجور” (Ruddigore): أضفى ليتون على هذا الدور لمسة من السخرية اللاذعة، حيث جسد شخصية الشرير الذي يتوب عن أفعاله الشريرة بطريقة غير متوقعة.
- جايكس في “اليومن أوف ذا جارد” (The Yeomen of the Guard): قدم ليتون أداءً مؤثرًا كجايكس، السجان الذي يحمل سرًا يهدد حياة أحد السجناء، مما أظهر قدرته على التعبير عن المشاعر الإنسانية المعقدة من خلال الكوميديا.
- تارا في “أوتوبيا، المحدودة” (Utopia, Limited): لعب ليتون دور الملك تارا، الذي يسعى إلى تحديث مملكته بطرق غير تقليدية، مما أدى إلى سلسلة من المواقف الكوميدية التي سلطت الضوء على التحديات التي تواجه التغيير والتحديث.
- الدوق من بلازا تورو في “غوندوليرز” (The Gondoliers): أظهر ليتون هنا قدرته على تجسيد الشخصيات الأرستقراطية المتغطرسة بطريقة مضحكة، مما جعل الجمهور يستمتع بمفارقات التقاليد الاجتماعية والطبقية.
تكريمه ووفاته
حصل ليتون على لقب فارس في عام 1930 لخدماته في مجال الموسيقى. تقاعد من شركة D’Oyly Carte Opera في عام 1934. توفي في لندن عام 1936 عن عمر يناهز 71 عامًا.
كان السير هنري ليتون شخصية بارزة في عالم المسرح والموسيقى في عصره. سيظل يُذكر بموهبته الكوميدية الفذة وصوته الغنائي القوي ومساهماته القيمة في أوبرا جيلبرت وسوليفان. لقد ترك إرثًا غنيًا يستمر في إلهام وإمتاع الأجيال القادمة.
تأثيره وإرثه
كان تأثير هنري ليتون على عالم المسرح والموسيقى كبيرًا. لقد ساعد في الترويج لأوبرا جيلبرت وسوليفان وأدخل البهجة على قلوب الآلاف من الناس. لقد كان فنانًا موهوبًا ومتعدد الاستخدامات، وسيظل يُذكر كواحد من أعظم الممثلين الكوميديين في عصره.
استمر إرث هنري ليتون في التأثير على الأجيال اللاحقة من الفنانين. لا تزال أدواره الكوميدية تُدرس وتُقلد حتى اليوم، ولا تزال أوبرا جيلبرت وسوليفان تحظى بشعبية كبيرة في جميع أنحاء العالم. لقد كان ليتون شخصية بارزة في تاريخ المسرح والموسيقى، وسيظل يُذكر لمساهماته القيمة في هذا المجال.
حياته الشخصية
إلى جانب مسيرته المهنية الناجحة، كان هنري ليتون يتمتع بحياة شخصية غنية. كان معروفًا بكرمه وحبه لعائلته وأصدقائه. كان أيضًا محبًا للطبيعة، وغالبًا ما كان يقضي وقتًا في التنزه في الريف.
كان ليتون رجلاً متواضعًا ومتفانيًا في عمله. كان دائمًا على استعداد لمساعدة الآخرين، وكان يتمتع بشعبية كبيرة لدى زملائه الفنانين. كان يتمتع بروح الدعابة، وكان دائمًا قادرًا على إضفاء البهجة على أي موقف.
كان هنري ليتون شخصية محبوبة ومحترمة في المجتمع. لقد ترك بصمة لا تُمحى على عالم المسرح والموسيقى، وسيظل يُذكر كواحد من أعظم الفنانين في عصره.
خاتمة
كان السير هنري ليتون ممثلاً ومغنيًا إنجليزيًا بارزًا، اشتهر بكونه الممثل الكوميدي الرئيسي لشركة D’Oyly Carte Opera لمدة 34 عامًا. لعب مجموعة واسعة من الأدوار في أوبرا جيلبرت وسوليفان، وأظهر موهبة فذة في الكوميديا والارتجال. حصل على لقب فارس في عام 1930، وتقاعد في عام 1934، وتوفي في عام 1936. ترك إرثًا غنيًا يستمر في إلهام وإمتاع الأجيال القادمة.