مقدمة
مانور جراوند (Manor Ground)، الذي يقع في منطقة بلامستيد (Plumstead) في جنوب شرق لندن، كان ملعبًا لكرة القدم يحمل تاريخًا عريقًا. اشتهر هذا الملعب بأنه الملعب الرئيسي لنادي رويال أرسنال (Royal Arsenal)، الذي أصبح فيما بعد نادي أرسنال (Arsenal) الشهير. شهدت أرض الملعب العديد من اللحظات التاريخية في كرة القدم الإنجليزية، وكانت بمثابة نقطة انطلاق لمسيرة أحد أعرق الأندية في العالم.
تاريخ الملعب
تم افتتاح مانور جراوند في عام 1888، وكان في البداية عبارة عن قطعة أرض غير مجهزة. سرعان ما تم تطويره ليصبح ملعبًا مناسبًا لاستضافة مباريات كرة القدم، حيث تم إضافة مدرجات خشبية بسيطة لتوفير مقاعد للمشاهدين. كان الملعب يقع بالقرب من مصنع الأسلحة الملكي في وولويتش (Woolwich)، وهو ما يفسر ارتباطه الوثيق بنادي رويال أرسنال، الذي تأسس بواسطة عمال المصنع.
شهد الملعب تطورات عديدة على مر السنين، حيث تمت إضافة المزيد من المدرجات والمرافق لتحسين تجربة المشاهدين. ومع ذلك، كان الملعب يعاني من بعض المشاكل، مثل سوء حالة أرضية الملعب وضيق المساحة المتاحة، مما حد من قدرة النادي على تطويره وتوسعته.
نادي رويال أرسنال ومانور جراوند
كان مانور جراوند بمثابة البيت الروحي لنادي رويال أرسنال (لاحقًا نادي أرسنال) لمدة خمس سنوات حافلة بالأحداث. خلال هذه الفترة، شهد الملعب صعود النادي إلى دوري الدرجة الأولى، وهو إنجاز تاريخي ساهم في تعزيز شعبية النادي وزيادة عدد مشجعيه. كان الملعب يمتلئ بالجماهير المتحمسة التي تدعم فريقها بحماس وشغف، مما خلق جوًا حماسيًا ومميزًا في كل مباراة.
- 1888: افتتاح الملعب.
- 1891: انضمام رويال أرسنال إلى الدوري الإنجليزي.
- 1893: صعود رويال أرسنال إلى دوري الدرجة الأولى.
ومع ذلك، لم تخلُ فترة إقامة النادي في مانور جراوند من التحديات. كان النادي يعاني من مشاكل مالية، بالإضافة إلى خلافات مع بعض ملاك الأرض، مما أدى في النهاية إلى اتخاذ قرار بالانتقال إلى ملعب جديد.
أسباب الرحيل عن مانور جراوند
هناك عدة أسباب رئيسية دفعت نادي أرسنال إلى مغادرة مانور جراوند والانتقال إلى ملعب آخر:
- المشاكل المالية: كان النادي يعاني من ضائقة مالية خانقة، وكان غير قادر على تحمل تكاليف صيانة وتطوير الملعب.
- الخلافات مع ملاك الأرض: نشأت خلافات بين إدارة النادي وبعض ملاك الأرض حول شروط الإيجار وحقوق استخدام الملعب.
- ضيق المساحة: كان الملعب يعاني من ضيق المساحة المتاحة، مما حد من قدرة النادي على إضافة المزيد من المدرجات والمرافق لاستيعاب الأعداد المتزايدة من المشجعين.
- الرغبة في التوسع: كانت إدارة النادي تطمح إلى بناء ملعب أكبر وأكثر حداثة يتناسب مع طموحات النادي ورغبته في المنافسة على أعلى المستويات.
نتيجة لهذه الأسباب، اتخذ نادي أرسنال قرارًا صعبًا ولكنه ضروري بالانتقال إلى ملعب هايبري (Highbury) في عام 1913، وهو الملعب الذي أصبح فيما بعد رمزًا من رموز النادي.
ملعب هايبري والانتقال إليه
كان ملعب هايبري بمثابة نقلة نوعية لنادي أرسنال. كان الملعب الجديد أكبر وأكثر حداثة من مانور جراوند، مما سمح للنادي باستيعاب المزيد من المشجعين وزيادة إيراداته. كما كان الملعب يقع في منطقة أكثر مركزية في لندن، مما ساهم في زيادة شعبية النادي وجذب المزيد من المشجعين من مختلف أنحاء المدينة.
شهد ملعب هايبري فترة ذهبية في تاريخ نادي أرسنال، حيث حقق النادي العديد من الألقاب والإنجازات الهامة. أصبح الملعب رمزًا للفخر والاعتزاز لدى مشجعي النادي، وشهد العديد من اللحظات التاريخية التي لا تُنسى.
ما بعد نادي أرسنال
بعد مغادرة نادي أرسنال، تم استخدام مانور جراوند لأغراض أخرى، بما في ذلك استخدامه كملعب للرياضات الأخرى، وموقع لتنظيم الفعاليات والمعارض. ومع مرور الوقت، تدهورت حالة الملعب، وتم هدمه في النهاية في عام 1988. تم بناء مساكن على الموقع الذي كان يشغله الملعب في السابق.
على الرغم من أن مانور جراوند لم يعد موجودًا، إلا أنه لا يزال يحتل مكانة خاصة في قلوب مشجعي أرسنال. يعتبر الملعب بمثابة نقطة انطلاق لمسيرة النادي العريق، ومكانًا شهد بداية قصة حب طويلة بين النادي وجماهيره.
إرث مانور جراوند
لا يزال إرث مانور جراوند حيًا في ذاكرة مشجعي أرسنال. يتذكرون الملعب بحنين وشوق، ويتذكرون اللحظات التاريخية التي شهدها، والذكريات الجميلة التي ارتبطت به. يعتبر الملعب جزءًا لا يتجزأ من تاريخ النادي، ورمزًا للفخر والاعتزاز.
- نقطة انطلاق: كان مانور جراوند بمثابة نقطة انطلاق لمسيرة نادي أرسنال العريق.
- الذكريات: يحمل مشجعو أرسنال ذكريات جميلة عن الملعب واللحظات التاريخية التي شهدها.
- جزء من التاريخ: يعتبر الملعب جزءًا لا يتجزأ من تاريخ النادي ورمزًا للفخر والاعتزاز.
على الرغم من أن الملعب لم يعد موجودًا، إلا أن ذكراه ستظل خالدة في قلوب مشجعي أرسنال إلى الأبد.
خاتمة
كان مانور جراوند في بلامستيد أكثر من مجرد ملعب كرة قدم؛ لقد كان مهدًا لنادي أرسنال، وشاهدًا على بدايات هذا النادي العظيم. على الرغم من التحديات والمشاكل التي واجهها النادي في ذلك الوقت، إلا أن مانور جراوند سيظل دائمًا مكانًا خاصًا في تاريخ أرسنال، ومصدر إلهام للأجيال القادمة من اللاعبين والمشجعين.