نشأته وبداياته
ولد جيوفاني سكاليسا في بلدة كاستلفيترانو الصقلية الصغيرة، وهاجر إلى الولايات المتحدة مع عائلته في أوائل القرن العشرين. استقرت العائلة في البداية في منطقة “ليتل إيتالي” في شيكاغو، حيث سرعان ما انخرط سكاليسا الشاب في حياة الشارع والجريمة. بدأ حياته الإجرامية في سن مبكرة، حيث شارك في عمليات سرقة صغيرة وابتزاز. وسرعان ما لفت انتباه شخصيات بارزة في عالم الجريمة المنظمة في شيكاغو، بفضل شجاعته ومهاراته القتالية.
في بداية العشرينات من عمره، انضم سكاليسا إلى عصابة “نورث سايد”، التي كانت تسيطر على جزء كبير من تجارة الكحول غير المشروعة في شيكاغو خلال فترة الحظر. كان يقود هذه العصابة في الأصل دين أوبانيون، وهو رجل عصابات ذكي وطموح. سرعان ما صعد سكاليسا في الرتب داخل العصابة، وأصبح أحد أقرب حلفاء أوبانيون وأكثرهم ثقة.
الحرب مع آل كابوني
كانت عصابة “نورث سايد” في صراع دائم مع عصابة “شيكاغو آوتفيت” (Chicago Outfit) المنافسة، التي كان يقودها ألفونس كابوني، المعروف على نطاق واسع باسم آل كابوني. كانت هاتان العصابتان تتنافسان على السيطرة على تجارة الكحول غير المشروعة وغيرها من العمليات الإجرامية في شيكاغو. اندلعت حرب دموية بين العصابتين، مما أدى إلى مقتل العشرات من رجال العصابات من كلا الجانبين.
لعب جون سكاليسا دورًا رئيسيًا في حرب عصابة “نورث سايد” ضد آل كابوني. كان معروفًا بشجاعته ومهاراته في استخدام الأسلحة، وشارك في العديد من عمليات إطلاق النار والاغتيالات ضد رجال كابوني. كان سكاليسا أيضًا مسؤولاً عن تخطيط وتنفيذ العديد من العمليات الناجحة ضد عصابة “شيكاغو آوتفيت”.
إحدى أبرز العمليات التي شارك فيها سكاليسا كانت محاولة اغتيال آل كابوني في عام 1926. قام سكاليسا ومجموعة من رجال عصابة “نورث سايد” بنصب كمين لموكب كابوني أثناء مروره في أحد شوارع شيكاغو. أطلق رجال العصابة النار على سيارة كابوني، لكن كابوني نجا بأعجوبة من الهجوم. أدت محاولة الاغتيال الفاشلة إلى تصعيد الحرب بين العصابتين.
سقوط عصابة نورث سايد
على الرغم من نجاحاتها الأولية، بدأت عصابة “نورث سايد” في التراجع في أواخر العشرينات. قُتل دين أوبانيون في عام 1924، مما أدى إلى فراغ في السلطة داخل العصابة. تولى هيمي فايس قيادة العصابة بعد أوبانيون، لكنه لم يكن يتمتع بنفس الكاريزما والقيادة التي كان يتمتع بها أوبانيون. قُتل فايس أيضًا في عام 1926، مما زاد من إضعاف العصابة.
بعد وفاة فايس، تولى جورج “باغز” موران قيادة عصابة “نورث سايد”. كان موران رجل عصابات قاسياً وطموحاً، لكنه كان أيضًا متهورًا وغير موثوق به. ارتكب موران العديد من الأخطاء التي أضرت بعصابة “نورث سايد”، بما في ذلك إثارة غضب آل كابوني.
في عام 1929، قرر آل كابوني القضاء على عصابة “نورث سايد” مرة واحدة وإلى الأبد. قام كابوني بتجنيد مجموعة من القتلة المأجورين، وأمرهم بقتل جميع كبار قادة عصابة “نورث سايد”. في 14 فبراير 1929، نفذ القتلة المأجورون ما أصبح يعرف باسم “مذبحة عيد الحب” (Saint Valentine’s Day Massacre).
في “مذبحة عيد الحب”، قام القتلة المأجورون بقتل سبعة من رجال عصابة “نورث سايد”، بمن فيهم ثاني أكبر زعيم في العصابة ألبرت كاسيلو. نجا جورج موران من المذبحة لأنه كان متأخراً عن الاجتماع. كانت “مذبحة عيد الحب” بمثابة ضربة قاضية لعصابة “نورث سايد”، وأنهت فعليًا وجودها كقوة رئيسية في عالم الجريمة في شيكاغو.
موت جون سكاليسا
لم يكن جون سكاليسا من بين ضحايا “مذبحة عيد الحب”، لكنه لم يعش طويلاً بعدها. في 7 مايو 1929، قُتل سكاليسا بالرصاص أثناء جلوسه في سيارته في شيكاغو. لم يتم القبض على قاتل سكاليسا، لكن يُعتقد على نطاق واسع أن آل كابوني أمر بقتله.
كان موت جون سكاليسا بمثابة نهاية حقبة في عالم الجريمة في شيكاغو. كان سكاليسا واحدًا من أكثر رجال العصابات شراسة وفاعلية في عصابة “نورث سايد”، ولعب دورًا رئيسيًا في حرب العصابات ضد آل كابوني. بموته، فقدت عصابة “نورث سايد” أحد أبرز قادتها، وأصبح آل كابوني بلا منازع سيد عالم الجريمة في شيكاغو.
إرثه
لا يزال جون سكاليسا شخصية مثيرة للجدل في تاريخ الجريمة في شيكاغو. يعتبره البعض مجرمًا عنيفًا وقاتلًا، بينما يعتبره البعض الآخر بطلاً شعبيًا دافع عن مصالحه ضد آل كابوني القوي. بغض النظر عن الرأي فيه، لا شك في أن جون سكاليسا كان شخصية مهمة في تاريخ الجريمة المنظمة في الولايات المتحدة.
- كان جون سكاليسا شخصية بارزة في عصابة “نورث سايد” في شيكاغو خلال فترة حظر الكحول.
- لعب دورًا رئيسيًا في حرب العصابات ضد آل كابوني.
- قُتل بالرصاص في عام 1929، ويُعتقد على نطاق واسع أن آل كابوني أمر بقتله.
- لا يزال شخصية مثيرة للجدل في تاريخ الجريمة في شيكاغو.
خاتمة
كان جون سكاليسا شخصية محورية في عالم الجريمة المنظمة في شيكاغو خلال فترة حظر الكحول. من خلال دوره القيادي في عصابة “نورث سايد” وصراعه الدموي مع آل كابوني، ترك بصمة لا تُمحى على تاريخ الجريمة في المدينة. على الرغم من سمعته كشخصية عنيفة ومتهورة، إلا أنه يظل شخصية مثيرة للجدل ومحط اهتمام المؤرخين والمهتمين بعالم الجريمة حتى يومنا هذا.