نشأته وبداية حياته المهنية
ولد إيفان إيرا فاربر في 30 يونيو 1922. حصل على درجة البكالوريوس من جامعة ديوك، ثم حصل على درجة الماجستير في علم المكتبات من جامعة كولومبيا. بدأ حياته المهنية في المكتبات في وقت مبكر، حيث عمل في مكتبات مختلفة قبل أن ينتقل إلى كلية إيرلهام.
مسيرته المهنية في كلية إيرلهام
انضم فاربر إلى كلية إيرلهام في عام 1957، حيث شغل منصب أمين المكتبة ورئيسها. خلال فترة عمله، أحدث فاربر تغييرات كبيرة في المكتبة، حيث قام بتحديث المجموعات، وتوسيع الخدمات المقدمة للطلاب وأعضاء هيئة التدريس. كان فاربر يولي اهتمامًا خاصًا لتعليم استخدام المكتبات، معتقدًا أن الطلاب يجب أن يكونوا قادرين على البحث بفعالية عن المعلومات. قام بتطوير برامج تعليمية مبتكرة لتعليم مهارات البحث، والتي أصبحت نموذجًا يحتذى به في العديد من المكتبات الأخرى.
إسهاماته في تعليم استخدام المكتبات
كان فاربر رائدًا في مجال تعليم استخدام المكتبات. لقد أدرك أهمية تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للبحث عن المعلومات وتقييمها واستخدامها بشكل فعال. طور فاربر برنامجًا تعليميًا شاملاً لتعليم استخدام المكتبات في كلية إيرلهام، والذي تضمن دروسًا حول كيفية استخدام الفهارس، وأدوات البحث عبر الإنترنت، ومصادر المعلومات الأخرى. كان منهجه يركز على مساعدة الطلاب على أن يصبحوا متعلمين مستقلين قادرين على البحث عن المعلومات بأنفسهم.
أحد أبرز إسهامات فاربر في مجال تعليم استخدام المكتبات كان تركيزه على “التعليم الموجه نحو المهام”. بدلاً من مجرد تدريس مهارات البحث الأساسية، قام فاربر بتصميم برامج تعليمية تركز على المهام التي يواجهها الطلاب في دراساتهم. على سبيل المثال، كان يطلب من الطلاب إجراء بحث حول موضوع معين، ثم يوجههم خلال عملية العثور على المعلومات وتقييمها واستخدامها في أوراقهم البحثية. ساعد هذا النهج الطلاب على فهم أهمية مهارات البحث في سياق دراساتهم.
بالإضافة إلى عمله في كلية إيرلهام، كان فاربر ناشطًا في العديد من المنظمات المهنية المتعلقة بالمكتبات. شغل مناصب قيادية في جمعية الكليات والمكتبات البحثية (ACRL)، وشارك في تطوير معايير تعليم استخدام المكتبات. كما قام بنشر العديد من المقالات والمساهمات في الكتب حول موضوع تعليم استخدام المكتبات، مما ساعد على نشر أفكاره وممارساته على نطاق واسع.
تطوير المجموعات المكتبية
بالإضافة إلى عمله في تعليم استخدام المكتبات، كان فاربر أيضًا مسؤولاً عن تطوير مجموعات المكتبة في كلية إيرلهام. قام بتحديث المجموعات بشكل منتظم، وإضافة مواد جديدة لتلبية احتياجات الطلاب وأعضاء هيئة التدريس. كان يولي اهتمامًا خاصًا لاختيار الكتب والدوريات عالية الجودة التي تدعم المناهج الدراسية. كما عمل على تحسين الوصول إلى المعلومات من خلال استخدام التكنولوجيا، بما في ذلك إدخال الفهارس عبر الإنترنت والوصول إلى قواعد البيانات الإلكترونية.
تحت قيادة فاربر، أصبحت مكتبة إيرلهام مركزًا حيويًا للتعلم والبحث. ساعدت المجموعات القوية والخدمات المبتكرة الطلاب وأعضاء هيئة التدريس على النجاح في دراساتهم وأبحاثهم. كما ساهمت المكتبة في تعزيز ثقافة التعلم والبحث في الحرم الجامعي.
الجوائز والتكريمات
حصل إيفان إيرا فاربر على العديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لمساهماته في مجال علم المكتبات. تم تكريمه من قبل جمعية الكليات والمكتبات البحثية (ACRL) وغيرها من المنظمات المهنية. يعكس هذا التقدير إسهاماته الكبيرة في تطوير تعليم استخدام المكتبات وتحسين خدمات المكتبات.
إرثه
ترك إيفان إيرا فاربر إرثًا دائمًا في مجال علم المكتبات. أثرت أفكاره وممارساته على جيل من أمناء المكتبات والمعلمين، ولا تزال برامجه وأساليبه التعليمية تستخدم في العديد من المكتبات والكليات في جميع أنحاء العالم. يعتبر فاربر رائدًا في مجال تعليم استخدام المكتبات، وساهم في تطوير هذا المجال ليصبح جزءًا حيويًا من التعليم العالي.
أعماله المنشورة
كتب فاربر العديد من المقالات والمساهمات في الكتب حول موضوع علم المكتبات وتعليم استخدام المكتبات. ساهمت هذه الأعمال في نشر أفكاره وممارساته على نطاق واسع، وأثرت على جيل من أمناء المكتبات والمعلمين. من بين أعماله الأكثر شهرة:
- “The Process of Research”
- “Library Instruction: A Handbook for Academic Librarians”
تأثيره على علم المكتبات
كان تأثير إيفان إيرا فاربر على علم المكتبات كبيرًا. لقد ساعد في تغيير الطريقة التي تنظر بها المكتبات إلى دورها في التعليم. لقد أدرك أهمية تزويد الطلاب بالمهارات اللازمة للبحث عن المعلومات وتقييمها واستخدامها بشكل فعال. كما ساهم في تطوير معايير تعليم استخدام المكتبات، وساعد على جعل هذا المجال جزءًا حيويًا من التعليم العالي.
من خلال عمله في كلية إيرلهام، وفي المنظمات المهنية، وعبر كتاباته، ساعد فاربر في تعزيز قيمة المكتبات في مجتمعات التعلم. لقد أظهر أن المكتبات ليست مجرد مستودعات للمعلومات، ولكنها مراكز نشطة للتعلم والبحث.
نصائح مستوحاة من فاربر
يمكن لأمناء المكتبات والمعلمين الاستفادة من نصائح فاربر التالية:
- ركز على تعليم الطلاب كيفية البحث عن المعلومات وتقييمها واستخدامها.
- صمم برامج تعليمية تركز على المهام التي يواجهها الطلاب في دراساتهم.
- استخدم التكنولوجيا لتحسين الوصول إلى المعلومات.
- كن ناشطًا في المنظمات المهنية المتعلقة بالمكتبات.
- شارك أفكارك وممارساتك مع الآخرين من خلال الكتابة والعروض التقديمية.
تقييم لعمل فاربر
يُعتبر عمل إيفان إيرا فاربر في تعليم استخدام المكتبات وتطوير المجموعات ذا قيمة كبيرة. ساعد على تغيير الطريقة التي تنظر بها المكتبات إلى دورها في التعليم، وساهم في تطوير هذا المجال ليصبح جزءًا حيويًا من التعليم العالي. لقد ترك إرثًا دائمًا في مجال علم المكتبات، ولا تزال أفكاره وممارساته تستخدم في العديد من المكتبات والكليات في جميع أنحاء العالم.
السنوات الأخيرة
تقاعد إيفان إيرا فاربر من كلية إيرلهام، لكنه ظل نشطًا في مجال علم المكتبات حتى سنواته الأخيرة. واصل كتابة المقالات والمشاركة في المؤتمرات والندوات. توفي في 12 فبراير 2009، تاركًا إرثًا دائمًا في مجال علم المكتبات.
خاتمة
إيفان إيرا فاربر كان شخصية بارزة في مجال علم المكتبات، خاصة في مجال تعليم استخدام المكتبات. من خلال عمله في كلية إيرلهام، ومساهماته في المنظمات المهنية، وأعماله المنشورة، أحدث فاربر تأثيرًا دائمًا على هذا المجال. كان رائدًا في تطوير برامج تعليمية مبتكرة لتعليم مهارات البحث، وساعد في تغيير الطريقة التي تنظر بها المكتبات إلى دورها في التعليم. يعتبر إرثه بمثابة تذكير بأهمية المكتبات في تعزيز التعلم والبحث.