نشأته وبداياته
ولد جوزيبي زيريللي في بلدة كاستيلفترانو، صقلية، إيطاليا. هاجر إلى الولايات المتحدة في سن مبكرة، حيث استقر في ديترويت، ميشيغان. بدأ زيريللي حياته المهنية في الجريمة في سن مبكرة، حيث انخرط في أنشطة إجرامية صغيرة مثل السرقة والابتزاز. سرعان ما أثبت نفسه كشخص لا يستهان به، واكتسب سمعة سيئة بسبب عنفه وطموحه.
الصعود إلى السلطة في عصابة ديترويت
بحلول عشرينيات القرن العشرين، كان زيريللي قد صعد بالفعل في صفوف عصابة ديترويت. عمل تحت قيادة زعماء العصابات البارزين مثل فرانك كاميلييري و”بيغ بيتر” فينيكو. اكتسب زيريللي ولاء أعضاء العصابة الآخرين، وأثبت أنه استراتيجي ماهر وقائد فعال. لعب دورًا رئيسيًا في توسيع نفوذ عصابة ديترويت وأنشطتها الإجرامية.
في ذلك الوقت، كانت عصابة ديترويت منخرطة في مجموعة متنوعة من الأنشطة الإجرامية، بما في ذلك التهريب، والمقامرة غير القانونية، والابتزاز، وعمليات القتل. كان زيريللي بارعًا في هذه المجالات، وساعد في تحويل عصابة ديترويت إلى قوة مالية وعنيفة. خلال فترة حظر الكحوليات في الولايات المتحدة، استفادت عصابة ديترويت بشكل كبير من تهريب الكحول، مما عزز مكانة زيريللي داخل المنظمة.
التحالفات والخصومات
بصفته زعيمًا في الجريمة، أقام زيريللي تحالفات مع عصابات إجرامية أخرى في جميع أنحاء الولايات المتحدة. عمل بشكل وثيق مع عائلات الجريمة في شيكاغو ونيويورك، وتبادل المعلومات والتعاون في المشاريع الإجرامية. ومع ذلك، لم تكن جميع علاقات زيريللي ودية. كان لديه خصومات مع عصابات أخرى، وغالبًا ما أدت هذه الخصومات إلى عنف شديد.
كانت إحدى أبرز خصومات زيريللي مع عصابة المنافسة في ديترويت، والمعروفة باسم “مجموعة بيرنا”. أدت الحرب بين العصابتين إلى سلسلة من عمليات القتل والانتقام، مما أدى إلى تفاقم العنف في شوارع ديترويت. في النهاية، تمكنت عصابة زيريللي من السيطرة على المجموعة المنافسة، مما عزز هيمنتها على عالم الجريمة في ديترويت.
العمليات الإجرامية
شاركت عصابة ديترويت تحت قيادة زيريللي في مجموعة واسعة من العمليات الإجرامية. تضمنت هذه العمليات:
- تهريب الكحول والمخدرات: خلال فترة الحظر وبعدها، كان التهريب مصدر دخل رئيسي لعصابة ديترويت. كما انخرطت العصابة في تهريب المخدرات، بما في ذلك الهيروين والكوكايين.
- المقامرة غير القانونية: سيطرت عصابة ديترويت على عدد كبير من نوادي القمار والكازينوهات في منطقة ديترويت، مما أدر عليها أرباحًا كبيرة.
- الابتزاز: استخدمت العصابة الابتزاز لفرض السيطرة على الشركات والنقابات العمالية، وابتزاز الأموال منهم.
- القروض الربوية: قدمت العصابة قروضًا بأسعار فائدة مرتفعة، واستخدمت العنف لتحصيل الديون.
- القتل: ارتكبت عصابة ديترويت العديد من عمليات القتل للتخلص من المنافسين وتأكيد السيطرة.
العلاقات مع الشخصيات العامة
بفضل نفوذه وثروته، أقام زيريللي علاقات مع شخصيات عامة بارزة، بما في ذلك السياسيين ورجال الأعمال والمحامين. سمحت له هذه العلاقات بالتأثير على الحكومة وإنفاذ القانون، وكذلك حماية أنشطته الإجرامية من التدخل. يُشاع أنه قام برشوة المسؤولين وتورط في أنشطة غير قانونية للحفاظ على سلطته.
المحاكمات والإدانات
على الرغم من براعة زيريللي في تجنب الاعتقال، فقد واجه عدة مرات اتهامات جنائية. ومع ذلك، نظرًا لذكائه وقدرته على ترهيب الشهود والتلاعب بنظام العدالة، فقد تمكن في الغالب من تجنب الإدانة. ومع ذلك، في عام 1974، أدين زيريللي بتهمة التهرب الضريبي وحُكم عليه بالسجن.
إرث زيريللي
ترك جوزيف زيريللي إرثًا دائمًا في عالم الجريمة المنظمة. خلال فترة قيادته، أصبحت عصابة ديترويت واحدة من أكثر عائلات الجريمة نفوذًا في الولايات المتحدة. أظهرت قدرة زيريللي على قيادة العصابة من خلال العنف والفساد مدى قدرته على السيطرة. ألهمت حياته العديد من الأفلام والبرامج التلفزيونية، مما عزز مكانته كشخصية أسطورية في تاريخ الجريمة.
وفاته
توفي جوزيف زيريللي في 30 أكتوبر 1977، عن عمر يناهز 79 عامًا. توفي بسبب مضاعفات صحية في ديترويت، ميشيغان. على الرغم من وفاته، استمر تأثير زيريللي على عصابة ديترويت والمنظمات الإجرامية الأخرى. كان موته بمثابة نهاية حقبة في تاريخ الجريمة المنظمة، لكن إرثه بقي حيًا.
خاتمة
كان جوزيف زيريللي شخصية قوية ومثيرة للجدل في عالم الجريمة. من خلال صعوده من مهاجر شاب إلى زعيم عصابة قوي، ترك زيريللي بصمة لا تمحى على تاريخ الجريمة المنظمة. كان ذكيًا وقاسيًا، واستخدم العنف والفساد للحفاظ على سلطته وتوسيع نطاق أنشطته الإجرامية. على الرغم من محاولات إنفاذ القانون للحد من نفوذه، فقد تمكن زيريللي من السيطرة على عالم الجريمة في ديترويت لسنوات عديدة. إرثه، سواء كان إيجابيًا أو سلبيًا، يذكرنا دائمًا بعصر مظلم في التاريخ الأمريكي.
المراجع
- موسوعة بريتانيكا – جوزيف زيريللي
- Biography.com – جوزيف زيريللي
- Find a Grave – جوزيف زيريللي
- The Mob Museum – جوزيف زيريللي
“`