مقدمة
الشق الحجاجي السفلي هو فجوة تشريحية هامة تقع في الجمجمة، وتحديدًا بين العظم الوتدي (الجناح الكبير) وعظم الفك العلوي. يربط هذا الشق بين تجويف الحجاج (محجر العين) من الأمام وحفرة تحت الصدغ والجناح الحنكي من الخلف. يلعب الشق الحجاجي السفلي دورًا حاسمًا في مرور الأعصاب والأوعية الدموية التي تغذي منطقة الوجه والعين.
التشريح والموقع
يُعد الشق الحجاجي السفلي فتحة طويلة وغير منتظمة الشكل تقع في الجزء الخلفي من الحجاج. يحده من الأعلى الجناح الكبير للعظم الوتدي، ومن الأسفل عظم الفك العلوي وعظم الحنك. يمتد الشق من الجانب الوحشي (الخارجي) للحجاج إلى الجانب الإنسي (الداخلي)، حيث يلتقي بالشق الحجاجي العلوي.
حدود الشق الحجاجي السفلي:
- الحد العلوي: الجناح الكبير للعظم الوتدي.
- الحد السفلي: عظم الفك العلوي وعظم الحنك.
- الحد الإنسي: الجسم الوتدي.
- الحد الوحشي: عظم الوجنة.
الأجزاء الرئيسية للشق الحجاجي السفلي:
- الجزء الإنسي: الأصغر، وينقل الفرع الوجني للعصب الفكي العلوي وبعض الأوعية الدموية.
- الجزء الوحشي: الأكبر، وينقل العصب الوجني الصدغي، والعصب الوجني الوجهي، والأوردة الحجاجية السفلية، وفروع من الشريان الفكي العلوي.
المحتويات التشريحية
يمر عبر الشق الحجاجي السفلي العديد من الهياكل التشريحية الهامة، بما في ذلك:
- الأعصاب:
- العصب تحت الحجاجي: فرع من العصب الفكي العلوي (الفرع الثاني من العصب ثلاثي التوائم) الذي يوفر الإحساس للجلد تحت الحجاج، والجفن السفلي، والأنف العلوي، والشفة العليا.
- العصب الوجني: فرع من العصب الفكي العلوي ينقسم إلى فرعين:
- العصب الوجني الصدغي: يوفر الإحساس للجلد في منطقة الصدغ.
- العصب الوجني الوجهي: يوفر الإحساس للجلد على عظم الوجنة.
- الألياف العصبية اللاودية الذاهبة إلى العقدة الجناحية الحنكية: تنقل هذه الألياف إشارات لاودية إلى الغدة الدمعية عبر العصب الوجني.
- الأوعية الدموية:
- الشريان تحت الحجاجي: فرع من الشريان الفكي العلوي يرافق العصب تحت الحجاجي.
- الأوردة الحجاجية السفلية: تصب في الضفيرة الوريدية الجناحية.
الأهمية السريرية
نظرًا لموقعه الاستراتيجي ومحتوياته الهامة، فإن الشق الحجاجي السفلي عرضة للإصابة بمجموعة متنوعة من الحالات المرضية. تشمل بعض المشكلات السريرية المرتبطة بالشق الحجاجي السفلي ما يلي:
- كسور الحجاج: يمكن أن تؤدي كسور عظام الحجاج، وخاصة عظم الفك العلوي والعظم الوتدي، إلى إصابة الهياكل التي تمر عبر الشق الحجاجي السفلي. قد تتسبب هذه الإصابات في تلف الأعصاب والأوعية الدموية، مما يؤدي إلى أعراض مثل فقدان الإحساس في الوجه، وشلل عضلات الوجه، وازدواج الرؤية.
- أورام الحجاج: يمكن أن تضغط الأورام التي تنشأ في الحجاج أو تنتشر إليه على الهياكل التي تمر عبر الشق الحجاجي السفلي، مما يؤدي إلى أعراض عصبية.
- التهاب النسيج الخلوي الحجاجي: يمكن أن ينتشر التهاب النسيج الخلوي الحجاجي، وهو عدوى بكتيرية تصيب الأنسجة الرخوة المحيطة بالعين، إلى الشق الحجاجي السفلي، مما يؤدي إلى مضاعفات خطيرة مثل التهاب السحايا وتخثر الجيب الكهفي.
- متلازمة الشق الحجاجي: هي مجموعة من الأعراض التي تنتج عن تلف الهياكل التي تمر عبر الشق الحجاجي العلوي والسفلي. تشمل الأعراض الشائعة شلل عضلات العين، وتدلي الجفن، وتوسع حدقة العين، وفقدان الإحساس في الوجه.
- التهاب الأعصاب: يمكن أن يؤثر التهاب الأعصاب، مثل التهاب العصب تحت الحجاجي، على الأعصاب التي تمر عبر الشق الحجاجي السفلي، مما يؤدي إلى ألم في الوجه أو فقدان الإحساس.
التصوير التشخيصي
تعتبر تقنيات التصوير التشخيصي ضرورية لتقييم الشق الحجاجي السفلي والكشف عن أي تشوهات. تشمل طرق التصوير الشائعة ما يلي:
- التصوير المقطعي المحوسب (CT): يوفر التصوير المقطعي المحوسب صورًا تفصيلية للعظام والأنسجة الرخوة في الحجاج، مما يسمح بتقييم كسور العظام والأورام والتهابات الأنسجة الرخوة.
- التصوير بالرنين المغناطيسي (MRI): يوفر التصوير بالرنين المغناطيسي صورًا ممتازة للأنسجة الرخوة، مما يجعله مفيدًا لتقييم الأورام والتهابات الأعصاب والأوعية الدموية.
العلاج
يعتمد علاج الحالات المرضية التي تؤثر على الشق الحجاجي السفلي على السبب الكامن وراء المشكلة. قد يشمل العلاج:
- الأدوية: يمكن استخدام المضادات الحيوية لعلاج التهابات الأنسجة الرخوة، ويمكن استخدام الستيرويدات القشرية لتقليل الالتهاب.
- الجراحة: قد تكون الجراحة ضرورية لإصلاح كسور العظام، وإزالة الأورام، أو تخفيف الضغط على الأعصاب والأوعية الدموية.
- العلاج الطبيعي: يمكن استخدام العلاج الطبيعي لتحسين قوة العضلات ووظيفتها بعد إصابة الأعصاب.
دراسات الحالة
دراسة الحالة 1: مريض يعاني من كسر في عظم الفك العلوي نتيجة حادث سيارة. أظهر التصوير المقطعي المحوسب وجود كسر يمتد إلى الشق الحجاجي السفلي، مما أدى إلى ضغط على العصب تحت الحجاجي. تلقى المريض علاجًا جراحيًا لإصلاح الكسر وتخفيف الضغط على العصب، مما أدى إلى تحسن في الإحساس في الوجه.
دراسة الحالة 2: مريض يعاني من ورم في الحجاج يضغط على الشق الحجاجي السفلي. أظهر التصوير بالرنين المغناطيسي وجود ورم يضغط على العصب الوجني والأوردة الحجاجية السفلية. خضع المريض لعملية جراحية لإزالة الورم، مما أدى إلى تحسن في الرؤية وتخفيف الألم.
الأبحاث المستقبلية
تتضمن مجالات البحث المستقبلية المتعلقة بالشق الحجاجي السفلي ما يلي:
- تطوير تقنيات تصوير أكثر دقة لتقييم الهياكل التي تمر عبر الشق الحجاجي السفلي.
- تطوير علاجات جديدة لإصابات الأعصاب والأوعية الدموية التي تحدث في الشق الحجاجي السفلي.
- دراسة دور الشق الحجاجي السفلي في انتشار الأورام والالتهابات.
خاتمة
الشق الحجاجي السفلي هو فجوة تشريحية مهمة تقع في الجمجمة، تربط الحجاج بحفرة تحت الصدغ والجناح الحنكي. يمر عبر هذا الشق العديد من الأعصاب والأوعية الدموية الحيوية التي تغذي منطقة الوجه والعين. يمكن أن تؤدي الإصابات والأورام والالتهابات التي تصيب الشق الحجاجي السفلي إلى مجموعة متنوعة من المشكلات السريرية. يتطلب التشخيص والعلاج المناسبين فهمًا شاملاً لتشريح ووظيفة هذا الشق.