مقدمة
برايان روبرتسون، الحائز على وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE) (1 أبريل 1925 – 18 نوفمبر 2002)، كان قيّمًا فنيًا ومديرًا فنيًا إنجليزيًا وصفته مجلة “Studio International” بأنه شخصية محورية في المشهد الفني البريطاني في فترة ما بعد الحرب. لعب دورًا حاسمًا في تقديم العديد من الفنانين العالميين البارزين إلى الجمهور البريطاني، كما ساهم في دعم وتعزيز الفنانين البريطانيين الصاعدين.
الحياة المبكرة والتعليم
ولد برايان روبرتسون في لندن وتلقى تعليمه في مدرسة هيليبيري الإعدادية. أظهر اهتمامًا مبكرًا بالفن، وقام بزيارة المعارض الفنية والمتاحف بانتظام منذ صغره. بعد الانتهاء من المدرسة، التحق بمعهد كورتولد للفن، حيث درس تاريخ الفن تحت إشراف مؤرخين بارزين مثل أنتوني بلنت ونيكولاس بيفر.
مسيرته المهنية
بدأ روبرتسون مسيرته المهنية في مجال الفن ككاتب وناقد فني، حيث كتب لمجموعة متنوعة من المنشورات الفنية والأدبية. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة كصوت نقدي متميز يتمتع بفهم عميق للفن الحديث والمعاصر. في عام 1952، عُين أمينًا مساعدًا في وايت تشابل غاليري في لندن، وهي مؤسسة فنية رائدة لعبت دورًا مهمًا في تعزيز الفن الحديث في بريطانيا.
وايت تشابل غاليري: خلال فترة عمله في وايت تشابل غاليري، أشرف روبرتسون على تنظيم العديد من المعارض الهامة التي ساهمت في تعريف الجمهور البريطاني بفنانين عالميين بارزين مثل جاكسون بولوك، ومارك روثكو، وروبرت راوشنبرغ. كما دعم الفنانين البريطانيين الصاعدين مثل ريتشارد هاميلتون، وإدواردو باولوزي، وديفيد هوكني.
معرض بينالي البندقية: في عام 1960، تم اختيار روبرتسون ليكون المفوض البريطاني في معرض بينالي البندقية، وهو أحد أهم المعارض الفنية الدولية. قدم في الجناح البريطاني أعمالًا لفنانين بريطانيين مثل باربرا هيبورث، وبن نيكولسون، وفرويزر براون.
مدير الفنون في المجلس الثقافي البريطاني: في عام 1964، عين روبرتسون مديرًا للفنون في المجلس الثقافي البريطاني. في هذا الدور، كان مسؤولاً عن الترويج للفن والثقافة البريطانية في الخارج، ودعم الفنانين البريطانيين من خلال المنح والبرامج الأخرى.
معرض هايوارد: في عام 1968، استقال روبرتسون من منصبه في المجلس الثقافي البريطاني لتولي منصب مدير معرض هايوارد، وهو معرض فني كبير يقع في مركز ساوث بانك في لندن. أشرف على تنظيم عدد من المعارض الهامة في هايوارد غاليري، بما في ذلك معارض استعادية لأعمال هنري مور، وف Francis Bacon، وألكسندر كالدر.
الاستقالة والخلافات: استقال روبرتسون من منصبه كمدير لمعرض هايوارد في عام 1974 وسط خلافات حول السياسات المالية والإدارية للمعرض. بعد استقالته، عمل كمستشار فني مستقل وكتب على نطاق واسع عن الفن.
إسهاماته وأسلوبه
تميز روبرتسون بأسلوبه النقدي المباشر والصريح، وقدرته على تحديد المواهب الفنية الواعدة. كان مدافعًا قويًا عن الفن الحديث والمعاصر، وسعى إلى تعريف الجمهور بأعمال الفنانين المبتكرين والمتحدين. لعب دورًا مهمًا في تشكيل المشهد الفني البريطاني في فترة ما بعد الحرب، وساهم في تعزيز مكانة لندن كمركز فني عالمي.
دعم الفنانين البريطانيين: كان روبرتسون ملتزمًا بدعم الفنانين البريطانيين، وقدم لهم فرصًا لعرض أعمالهم على نطاق واسع. كان يعتقد أن بريطانيا تمتلك جيلًا جديدًا من الفنانين الموهوبين الذين يستحقون الاعتراف الدولي.
الترويج للفن الحديث: كان روبرتسون مؤمنًا بقوة الفن الحديث في تحدي المفاهيم التقليدية وإثارة النقاش. سعى إلى تقديم الفن الحديث للجمهور بطريقة جذابة ومفهومة.
الرؤية النقدية: تميزت كتابات روبرتسون برؤيتها النقدية الثاقبة وقدرتها على تحليل الأعمال الفنية بعمق. كان يتمتع بأسلوب كتابة واضح ومباشر، مما جعله كاتبًا فنيًا مؤثرًا ومحترمًا.
حياته الشخصية
كان روبرتسون شخصية اجتماعية بارزة في عالم الفن، وكان لديه العديد من الأصدقاء والمعارف بين الفنانين والكتاب والنقاد. كان معروفًا بذكائه وسحره وشخصيته الجذابة.
- زواجه: تزوج روبرتسون من الفنانة جاين فورمان، وأنجبا طفلين.
الجوائز والتكريمات
تقديراً لإسهاماته في مجال الفن، حصل روبرتسون على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- وسام الإمبراطورية البريطانية (OBE).
- زمالة كلية الفنون الملكية.
أعماله المنشورة
نشر روبرتسون العديد من الكتب والمقالات حول الفن، بما في ذلك:
- Jackson Pollock (1960)
- Private View (مع جون ريس وجوردون كوبي) (1965)
- Drawings by Wyndham Lewis (مع مايكيل بلويه) (1969)
- John Golding (1993)
تأثيره وإرثه
لا يزال يُذكر برايان روبرتسون كشخصية مؤثرة في تاريخ الفن البريطاني. ساهم في تشكيل المشهد الفني في فترة ما بعد الحرب، ودعم الفنانين الموهوبين، وروّج للفن الحديث والمعاصر. لا تزال رؤيته النقدية وأفكاره حول الفن ذات صلة اليوم.
خاتمة
كان برايان روبرتسون شخصية محورية في عالم الفن البريطاني في القرن العشرين. بصفته قيّمًا ومديرًا فنيًا وناقدًا، لعب دورًا حاسمًا في تعزيز الفن الحديث والمعاصر، ودعم الفنانين البريطانيين الصاعدين، وتقديم الفنانين العالميين إلى الجمهور البريطاني. لا يزال إرثه يلهم ويؤثر في عالم الفن اليوم.