مقدمة
كالينغا ماغا أو غانغاراجا كالينغا فيجاباهو (بالتاميلية: கலிங்க மாகன்، وبالسنهالية: කාලිංග මාඝ)، كان غازيًا من مملكة كالينغا في الهند، والذي استولى على عرش مملكة راجاراتا في سريلانكا من باراكراما باندو في عام 1215 م. حكم لمدة 21 عامًا، من 1215 إلى 1236 م، بجيش قوامه 24000 جندي كالينغي. يُنظر إلى عهده على أنه فترة تدهور كبير في سريلانكا، حيث تميز بالوحشية والاضطرابات.
أصوله وخلفيته
على الرغم من أن كالينغا ماغا معروف تقليديًا بأنه من كالينغا (أوديشا الحديثة في الهند)، إلا أن بعض المؤرخين يعتقدون أنه قد يكون من مملكة جامبي (ماليزيا الحديثة) أو حتى من جنوب الهند. يُعتقد أنه ينتمي إلى سلالة كالينغا الشرقية، وهي سلالة قوية حكمت أجزاء كبيرة من الهند الشرقية في العصور الوسطى. يُشير اسمه “غانغاراجا” إلى ارتباط محتمل بعائلة غانغا الشرقية الحاكمة.
الاستيلاء على السلطة
في عام 1215 م، قاد كالينغا ماغا قوة غزو كبيرة إلى سريلانكا، مستغلاً حالة الضعف السياسي والفوضى التي كانت تعاني منها المملكة. تمكن من هزيمة باراكراما باندو، آخر ملوك مملكة راجاراتا، والاستيلاء على العرش. قام ماغا بنقل العاصمة إلى بولاثيناس، وهي مدينة تقع في شمال وسط سريلانكا.
عهده وسياساته
تميز عهد كالينغا ماغا بالوحشية والقمع. قام بتدمير العديد من المعابد البوذية والأديرة، واستولى على كنوزها. فرض ضرائب باهظة على السكان، وصادر الأراضي والممتلكات. قام بتعيين مسؤولين كالينغيين في المناصب الرئيسية في الحكومة، مما أدى إلى تهميش السكان المحليين.
يذكر <أرسل أومال> ( الرسول ) كيف قام كاليغا بتعذيب الناس وقتلهم. قام بقطع أيديهم وأرجلهم، وأنفهم، وقطع رؤوسهم. قام بتعذيبهم بجعلهم يدورون على عجلات من الفخار، وأجبرهم على الانحناء ثم قتلهم، وأخذ ممتلكاتهم ودمر منازلهم.
قام بتقويض المؤسسات السياسية والاقتصادية والاجتماعية التقليدية في سريلانكا. أدت سياساته إلى تدهور الزراعة والتجارة، واندلاع المجاعات والأوبئة. فر العديد من السكان المحليين إلى المناطق الجبلية أو إلى الممالك الجنوبية بحثًا عن الأمان.
- التدمير الديني والثقافي: دمر ماغا العديد من المعابد البوذية والهندوسية، مما أدى إلى خسارة لا تقدر بثمن للتراث الثقافي للجزيرة.
- الاستغلال الاقتصادي: فرض ضرائب باهظة وصادر الأراضي، مما أدى إلى إفقار السكان المحليين وتعطيل الاقتصاد.
- القمع السياسي: قام بتعيين مسؤولين أجانب في المناصب الرئيسية، مما أدى إلى تهميش السكان المحليين وقمع المعارضة.
المقاومة ضد كالينغا ماغا
على الرغم من وحشية حكمه، واجه كالينغا ماغا مقاومة شرسة من السكان المحليين. قاد الأمراء والزعماء المحليون العديد من الثورات والانتفاضات ضد حكمه. كانت مملكة دامبادينيا، تحت قيادة الملك فيجاباهو الثالث، مركزًا رئيسيًا للمقاومة. تمكن فيجاباهو الثالث وخلفاؤه من استعادة أجزاء كبيرة من سريلانكا من سيطرة كالينغا ماغا.
نهاية حكمه وخلافته
انتهى حكم كالينغا ماغا في عام 1236 م، عندما هُزم على يد الملك باراكراما باهو الثاني من مملكة دامبادينيا. تمكن باراكراما باهو الثاني من توحيد سريلانكا وطرد الغزاة الكالينغيين. على الرغم من فترة حكمه القصيرة نسبيًا، كان لكالينغا ماغا تأثير عميق على تاريخ سريلانكا. يُنظر إلى عهده على أنه فترة تدهور كبير، ويُذكر بوحشيته وقسوته.
بعد وفاة ماغا، تقاتل عدد من الأمراء والزعماء المحليين على السلطة. في نهاية المطاف، تمكن باراكراما باهو الثاني من مملكة دامبادينيا من توحيد سريلانكا وطرد الغزاة الكالينغيين.
تأثيره وإرثه
على الرغم من أن حكم كالينغا ماغا كان قصيرًا نسبيًا، إلا أنه كان له تأثير عميق على تاريخ سريلانكا. أدت سياساته إلى تدهور كبير في المملكة، وأثرت سلبًا على الاقتصاد والمجتمع والثقافة. ومع ذلك، فقد أدى حكمه أيضًا إلى توحيد سريلانكا تحت قيادة باراكراما باهو الثاني، وبداية عصر جديد من الازدهار والاستقرار.
- التدهور الاقتصادي والاجتماعي: أدت سياسات ماغا إلى تدهور الزراعة والتجارة، واندلاع المجاعات والأوبئة، وتشريد السكان.
- التحول السياسي: أدى حكم ماغا إلى تغيير في السلطة من الشمال إلى الجنوب، وصعود مملكة دامبادينيا كقوة مهيمنة.
- الإرث الثقافي: على الرغم من تدميره للمعابد والأديرة، إلا أن حكم ماغا ساهم أيضًا في تطوير أشكال فنية ومعمارية جديدة.
أهميته التاريخية
يعتبر كالينغا ماغا شخصية مهمة في تاريخ سريلانكا، على الرغم من أنه يُذكر في الغالب بشكل سلبي. يمثل عهده فترة من الفوضى والاضطرابات، ولكنه يمثل أيضًا نقطة تحول في تاريخ الجزيرة. أدى حكمه إلى تغييرات كبيرة في السلطة والسياسة والاقتصاد، وكان له تأثير دائم على المجتمع والثقافة السريلانكية.
تستمر ذكراه كمثال على الغزو الأجنبي والوحشية، وكذلك على المقاومة والمرونة التي أظهرها الشعب السريلانكي في مواجهة الشدائد.
خاتمة
كان كالينغا ماغا غازيًا من مملكة كالينغا الذي استولى على عرش سريلانكا في عام 1215 م. تميز عهده بالوحشية والتدمير، وأدى إلى تدهور كبير في المملكة. على الرغم من ذلك، واجه مقاومة شرسة من السكان المحليين، وفي النهاية هُزم على يد الملك باراكراما باهو الثاني. يُذكر كالينغا ماغا كشخصية سلبية في تاريخ سريلانكا، ولكن لعبه دوره في تشكيل مسار تاريخها.