<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد والتر هامبدن دورتي في بروكلين، نيويورك، لعائلة ذات خلفية أكاديمية. كان والده، جون نيكولاس دورتي، محامياً بارزاً، بينما كانت والدته، أليس هيل (ني هاملتون)، تتمتع بشخصية ثقافية واعية. تلقى هامبدن تعليمه في أكاديمية بروكلين للفنون والعلوم، حيث أظهر شغفاً مبكراً بالأدب والمسرح. بعد ذلك، التحق بجامعة هارفارد، حيث درس الأدب الإنجليزي واللاتينية، مما عزز قاعدة معرفته ومهاراته التحليلية. خلال فترة وجوده في هارفارد، شارك في العديد من الإنتاجات المسرحية الطلابية، مما أتاح له فرصة لتجربة جوانب مختلفة من فن التمثيل وتطوير قدراته.
بداياته المهنية في إنجلترا
بعد تخرجه من جامعة هارفارد، قرر والتر هامبدن أن يسلك طريق التمثيل بشكل احترافي. في عام 1901، سافر إلى إنجلترا، حيث انضم إلى فرقة فرانك بنسون المسرحية الشهيرة. كانت هذه التجربة حاسمة في تشكيل مسيرته المهنية، حيث تعلم الكثير عن فن التمثيل المسرحي الكلاسيكي. لعب أدواراً متنوعة في مسرحيات شكسبير، مما ساعده على إتقان تقنيات الأداء وتطوير فهم عميق للشخصيات الشكسبيرية. عمل هامبدن مع فرقة بنسون لمدة ثلاث سنوات، ثم انضم إلى فرقة أخرى في لندن، حيث استمر في صقل مهاراته وتوسيع خبرته.
العودة إلى الولايات المتحدة والنجاح في برودواي
في عام 1907، عاد والتر هامبدن إلى الولايات المتحدة، مصمماً على تحقيق النجاح في وطنه. بدأ مسيرته في برودواي بأدوار صغيرة، لكنه سرعان ما لفت الانتباه بفضل موهبته وقدرته على تجسيد الشخصيات بشكل مقنع. في عام 1918، حقق هامبدن نجاحاً كبيراً عندما لعب دور البطولة في مسرحية “سيرانو دي برجراك”، وهي مسرحية رومانسية تاريخية كتبها إدموند روستاند. أشاد النقاد بأدائه الاستثنائي، وسرعان ما أصبح هذا الدور مرادفاً لاسمه. قدم هامبدن مسرحية “سيرانو دي برجراك” لأكثر من ألف مرة على مدار مسيرته المهنية، مما جعله واحداً من أبرز الممثلين الذين جسدوا هذه الشخصية.
أدواره البارزة ومسيرته السينمائية
بالإضافة إلى “سيرانو دي برجراك”، قدم والتر هامبدن العديد من الأدوار البارزة الأخرى في المسرح. لعب دور هاملت في مسرحية شكسبير الشهيرة، وقدم أداءً مؤثراً نال استحسان النقاد والجمهور. كما لعب دور ماكبث، وأوثيللو، والملك لير، مما يدل على تنوعه وقدرته على تجسيد الشخصيات المعقدة. إلى جانب المسرح، شارك هامبدن في بعض الأفلام السينمائية، لكنه لم يحقق نفس النجاح الذي حققه على خشبة المسرح. من بين الأفلام التي شارك فيها: “The Hunchback of Notre Dame” (1939) و “All About Eve” (1950).
- سيرانو دي برجراك: الدور الذي اشتهر به وقدمه لأكثر من ألف مرة.
- هاملت: أداء مؤثر في مسرحية شكسبير الشهيرة.
- ماكبث، أوثيلو، الملك لير: أدوار بارزة أخرى في مسرحيات شكسبير.
رئاسة نادي اللاعبين وإسهاماته في المجتمع المسرحي
لم يكن والتر هامبدن مجرد ممثل موهوب، بل كان أيضاً شخصية مؤثرة في المجتمع المسرحي. شغل منصب رئيس نادي اللاعبين المرموق في الفترة من 1928 إلى 1955، وهي الفترة التي شهدت ازدهار النادي وتوسع أنشطته. كان هامبدن حريصاً على دعم المواهب الشابة وتشجيعهم على دخول عالم المسرح. كما كان مهتماً بالحفاظ على التراث المسرحي وتعزيزه، وعمل على جمع المقتنيات الأثرية المتعلقة بالمسرح وعرضها في متحف النادي.
حياته الشخصية
تزوج والتر هامبدن من الممثلة مابيل مور، واستمر زواجهما لسنوات عديدة. كان لديهما ابنة واحدة، وهي الممثلة مارجريت هامبدن، التي سارت على خطى والدها وجدها وأصبحت ممثلة ناجحة. كان هامبدن رجلاً مثقفاً ومحباً للقراءة، وكان يقضي أوقات فراغه في القراءة والكتابة. كان أيضاً مهتماً بالفنون الجميلة والموسيقى، وكان يزور المتاحف والمعارض الفنية بانتظام.
جوائزه وتكريمه
تقديراً لمساهماته البارزة في عالم المسرح، حصل والتر هامبدن على العديد من الجوائز والتكريمات. في عام 1925، حصل على ميدالية جمعية شكسبير الأمريكية، وهي جائزة مرموقة تُمنح للأفراد الذين قدموا إسهامات كبيرة في دراسة أعمال شكسبير والترويج لها. كما حصل على جائزة مؤسسة إدوارد ماكدويل، وهي جائزة تُمنح للفنانين المتميزين في مختلف المجالات الفنية. بالإضافة إلى ذلك، تم تكريمه بالعديد من الجوائز الأخرى من قبل المؤسسات والمنظمات المسرحية المختلفة.
وفاته وإرثه
توفي والتر هامبدن في 11 يونيو 1955، عن عمر يناهز 75 عاماً. ترك وراءه إرثاً فنياً غنياً، حيث يعتبر واحداً من أبرز الممثلين المسرحيين في تاريخ الولايات المتحدة. لا تزال أعماله وأدواره محفورة في ذاكرة عشاق المسرح، وتعتبر مصدر إلهام للأجيال القادمة من الممثلين. بالإضافة إلى ذلك، فإن إسهاماته في المجتمع المسرحي ورئاسته لنادي اللاعبين تظل علامة بارزة في تاريخ المسرح الأمريكي.
خاتمة
كان والتر هامبدن ممثلاً مسرحياً أمريكياً لامعاً، اشتهر بتجسيده لشخصية سيرانو دي برجراك. بالإضافة إلى موهبته التمثيلية الفذة، كان شخصية مؤثرة في المجتمع المسرحي، حيث شغل منصب رئيس نادي اللاعبين. ترك هامبدن إرثاً فنياً غنياً، ولا تزال أعماله وأدواره محفورة في ذاكرة عشاق المسرح.