تاريخ الملعب
بدأ كل شيء في عام 1925 عندما انتقل هيدينجتون يونايتد، الذي كان يلعب في دوري أكسفوردشاير سينيور ليج، إلى ملعب مانور جراوند. قبل ذلك، كان الفريق يلعب في مواقع مختلفة، ولكن لم يكن أي منها مناسبًا لتلبية طموحات النادي المتزايدة. كان الموقع في مانور رود مثاليًا بسبب قربه من وسط المدينة وسهولة الوصول إليه. في البداية، كان الملعب متواضعًا للغاية، حيث كانت المدرجات بسيطة ومحدودة، ولكن مع مرور الوقت، خضع الملعب للعديد من التجديدات والتوسعات لزيادة سعته وتحسين المرافق.
في السنوات الأولى، كان الملعب يتسع لعدة آلاف من المتفرجين، ومع صعود هيدينجتون يونايتد في سلم كرة القدم الإنجليزية، ازدادت الحاجة إلى زيادة السعة. شهدت الستينيات والسبعينيات من القرن الماضي توسعات كبيرة، بما في ذلك بناء مدرجات جديدة وتحديث المرافق القائمة. في ذروته، كان ملعب مانور جراوند يستوعب ما يزيد عن 20,000 متفرج، مما جعله مكانًا صاخبًا ومثيرًا في أيام المباريات.
تصميم الملعب ومميزاته
كان ملعب مانور جراوند يتميز بتصميمه التقليدي، حيث كانت المدرجات تحيط بالملعب من جميع الجوانب الأربعة. كانت المدرجات الرئيسية تقع على طول الخط الجانبي للملعب، وتوفر أفضل رؤية للملعب. كانت هناك أيضًا مدرجات خلف المرميين، حيث كان المشجعون الأكثر حماسة يتجمعون لتشجيع فريقهم. كان الملعب يتميز بأجوائه الحماسية، خاصة في مباريات الديربي والمباريات المهمة.
على الرغم من أن الملعب لم يكن يتمتع بالفخامة التي تتمتع بها الملاعب الحديثة، إلا أنه كان يتميز بسحره الخاص وشخصيته المميزة. كان الملعب مكانًا يشعر فيه المشجعون بالانتماء والفخر، وكان بمثابة مركز اجتماعي للمجتمع المحلي. كانت هناك العديد من الحكايات والقصص التي ارتبطت بالملعب، مما جعله جزءًا لا يتجزأ من تاريخ أكسفورد يونايتد.
بمرور السنوات، أصبح الملعب قديمًا وغير قادر على تلبية المعايير الحديثة لملاعب كرة القدم. كانت هناك مخاوف بشأن السلامة والمرافق المحدودة، مما دفع النادي إلى البحث عن بديل. بعد سنوات من التخطيط والبحث، تم اتخاذ قرار ببناء ملعب جديد تمامًا، وهو ملعب كاسام.
أحداث تاريخية
شهد ملعب مانور جراوند العديد من الأحداث التاريخية في تاريخ أكسفورد يونايتد. من بين أبرز هذه الأحداث:
- الصعود إلى دوري الدرجة الأولى: في عام 1985، حقق أكسفورد يونايتد إنجازًا تاريخيًا بالصعود إلى دوري الدرجة الأولى (الدوري الإنجليزي الممتاز حاليًا). كانت هذه هي المرة الأولى في تاريخ النادي التي يصل فيها إلى أعلى مستوى في كرة القدم الإنجليزية.
- الفوز بكأس الرابطة: في عام 1986، فاز أكسفورد يونايتد بكأس الرابطة، وهو أكبر لقب في تاريخ النادي. تغلب الفريق على كوينز بارك رينجرز في المباراة النهائية التي أقيمت على ملعب ويمبلي.
- مباريات أوروبية: شارك أكسفورد يونايتد في كأس الكؤوس الأوروبية في عام 1986، ولعب بعض المباريات التاريخية على ملعب مانور جراوند.
- العديد من مباريات الكأس: استضاف الملعب العديد من مباريات الكأس المثيرة على مر السنين، بما في ذلك مباريات ضد فرق كبيرة مثل مانشستر يونايتد وليفربول.
كانت هذه الأحداث بمثابة لحظات فخر واعتزاز لمشجعي أكسفورد يونايتد، ولا تزال ذكراها حية في قلوبهم حتى اليوم.
الانتقال إلى ملعب كاسام
في عام 2001، انتقل أكسفورد يونايتد إلى ملعب كاسام الجديد، وهو ملعب حديث ومتطور يتسع لأكثر من 12,500 متفرج. كان الانتقال إلى ملعب جديد بمثابة بداية حقبة جديدة في تاريخ النادي، حيث تم توفير مرافق أفضل للاعبين والمشجعين.
تم هدم ملعب مانور جراوند بعد فترة وجيزة من انتقال أكسفورد يونايتد إلى ملعب كاسام. تم بناء مساكن جديدة على موقع الملعب السابق، مما أدى إلى تغيير شكل المنطقة المحيطة. ومع ذلك، لا يزال الملعب يحتل مكانة خاصة في ذاكرة مشجعي أكسفورد يونايتد، الذين يتذكرونه بحنين وشوق.
إرث ملعب مانور جراوند
على الرغم من أن ملعب مانور جراوند لم يعد موجودًا، إلا أنه لا يزال جزءًا مهمًا من تاريخ أكسفورد يونايتد. كان الملعب بمثابة المقر الرئيسي للنادي لما يقرب من قرن من الزمان، وشهد العديد من اللحظات الحاسمة في مسيرة الفريق. كان الملعب مكانًا يشعر فيه المشجعون بالانتماء والفخر، وكان بمثابة مركز اجتماعي للمجتمع المحلي.
لا تزال ذكريات ملعب مانور جراوند حية في قلوب مشجعي أكسفورد يونايتد، الذين يتذكرونه بحنين وشوق. يعتبر الملعب رمزًا لتاريخ النادي وتقاليده، وسيظل دائمًا جزءًا لا يتجزأ من هوية أكسفورد يونايتد.
حتى بعد الانتقال إلى ملعب كاسام، بقي ملعب مانور جراوند في ذاكرة الكثيرين. فقد كان الملعب شاهدًا على أيام مجد النادي، وعلى تطوره ونموه. لقد كان أكثر من مجرد ملعب، بل كان بيتًا للنادي وجماهيره.
خاتمة
ملعب مانور جراوند كان القلب النابض لنادي أكسفورد يونايتد لمدة طويلة. شهد الملعب لحظات تاريخية وأيامًا لا تُنسى، وسيبقى دائمًا جزءًا عزيزًا من تاريخ النادي. على الرغم من أن الملعب قد هُدم، إلا أن ذكراه ستبقى حية في قلوب المشجعين والأجيال القادمة.