نشأته وتعليمه
ولد جون إيسلمونت في أبردين، اسكتلندا، في عام 1874. تلقى تعليمه في جامعة أبردين، حيث درس الطب وتخرج منها بدرجة بكالوريوس في الطب والجراحة (M.B., Ch.B.). خلال فترة دراسته، أظهر إيسلمونت تفوقاً أكاديمياً واهتماماً بالعلوم والإنسانيات على حد سواء. كما كان يتمتع بشخصية محبوبة واجتماعية، مما جعله يحظى بتقدير زملائه وأساتذته.
حياته المهنية
بعد تخرجه، عمل الدكتور إيسلمونت كطبيب في مستشفى للأمراض العقلية في اسكتلندا. وقد أتاحت له هذه التجربة فرصة التعامل مع مجموعة متنوعة من الحالات المرضية وفهم التحديات التي يواجهها المرضى النفسيون وعائلاتهم. بالإضافة إلى عمله في المستشفى، كان إيسلمونت يمارس الطب الخاص ويقدم الرعاية الصحية للمرضى في مجتمعه المحلي.
اعتناقه للديانة البهائية
تعرف جون إيسلمونت على الديانة البهائية في عام 1914 من خلال صديق له. وقد أثارت تعاليم هذه الديانة اهتمامه العميق، خاصة تلك التي تدعو إلى وحدة العالم والسلام العالمي والمساواة بين الجنسين. بعد دراسة متأنية وتأمل عميق، اقتنع إيسلمونت بصحة هذه التعاليم وأعلن اعتناقه للديانة البهائية. لقد وجد في هذه الديانة إجابات للأسئلة الوجودية التي كانت تشغل باله، ورأى فيها قوة دافعة لتحقيق التغيير الإيجابي في العالم.
مساهماته في الديانة البهائية
بعد اعتناقه للديانة البهائية، كرس جون إيسلمونت حياته لخدمة هذه الديانة ونشر تعاليمها. وقد قام بذلك من خلال عدة طرق، بما في ذلك الكتابة والترجمة وإلقاء المحاضرات والمشاركة في الأنشطة البهائية المختلفة. كان إيسلمونت يتمتع بقدرة فائقة على التواصل مع الآخرين وإيصال الأفكار المعقدة بطريقة بسيطة وواضحة. كما كان يتمتع بروح الدعابة والتفاؤل، مما جعله شخصية محبوبة ومؤثرة في المجتمع البهائي.
كتاب “بهاء الله والعصر الجديد”:
يعتبر كتاب “بهاء الله والعصر الجديد” (Baháʼu’lláh and the New Era) أشهر أعمال جون إيسلمونت وأكثرها تأثيراً. نشر هذا الكتاب لأول مرة في عام 1923، وسرعان ما أصبح مرجعاً أساسياً للمهتمين بالديانة البهائية. يقدم الكتاب عرضاً شاملاً لتعاليم الديانة البهائية وتاريخها وأهدافها، ويشرح كيف يمكن لهذه التعاليم أن تساهم في حل المشاكل التي تواجه العالم المعاصر. ترجم الكتاب إلى العديد من اللغات، ولا يزال يُقرأ ويُدرس على نطاق واسع حتى اليوم.
يتميز كتاب “بهاء الله والعصر الجديد” بأسلوبه الواضح والمباشر، وقدرته على تقديم الأفكار المعقدة بطريقة سهلة الفهم. كما يتميز الكتاب بمنهجه العلمي والموضوعي، حيث يعتمد على الأدلة والحقائق لدعم ادعاءاته. بالإضافة إلى ذلك، يعكس الكتاب شخصية المؤلف المتفائلة والمحبة للإنسانية، ورؤيته الواضحة لمستقبل أفضل للعالم.
مساهمات أخرى:
- الترجمة: قام جون إيسلمونت بترجمة العديد من النصوص البهائية من الفارسية والعربية إلى الإنجليزية، مما ساهم في إتاحة هذه النصوص لجمهور أوسع من القراء.
- المحاضرات: ألقى إيسلمونت العديد من المحاضرات حول الديانة البهائية في مختلف أنحاء بريطانيا وأوروبا، مما ساهم في تعريف الناس بهذه الديانة وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنها.
- الأنشطة البهائية: شارك إيسلمونت في العديد من الأنشطة البهائية المختلفة، مثل تنظيم المؤتمرات والندوات، والمشاركة في المشاريع الاجتماعية والإنسانية.
وفاته
توفي جون إيسلمونت في عام 1925 عن عمر يناهز 51 عاماً، بعد صراع مع المرض. وقد ترك رحيله فراغاً كبيراً في المجتمع البهائي، ولكن إرثه لا يزال حياً حتى اليوم من خلال كتاباته ومساهماته. يعتبر إيسلمونت شخصية ملهمة للبهائيين في جميع أنحاء العالم، ومثالاً يحتذى به في التفاني والإخلاص لخدمة الإنسانية.
تأثيره وإرثه
كان لجون إيسلمونت تأثير كبير على نشر وتعزيز الديانة البهائية في الغرب. فقد ساهم كتابه “بهاء الله والعصر الجديد” في تعريف الناس بهذه الديانة وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنها. كما ألهمت كتاباته ومحاضراته العديد من الأشخاص لاعتناق الديانة البهائية والعمل على تحقيق أهدافها. بالإضافة إلى ذلك، كان إيسلمونت نموذجاً يحتذى به في التفاني والإخلاص لخدمة الإنسانية، وقدوة حسنة للبهائيين في جميع أنحاء العالم.
لا يزال إرث جون إيسلمونت حياً حتى اليوم من خلال كتاباته ومساهماته. فكتابه “بهاء الله والعصر الجديد” لا يزال يُقرأ ويُدرس على نطاق واسع، ويستمر في إلهام الناس في جميع أنحاء العالم. كما أن مساهماته الأخرى في ترجمة النصوص البهائية وإلقاء المحاضرات والمشاركة في الأنشطة البهائية المختلفة لا تزال تؤثر في المجتمع البهائي وتساهم في تحقيق أهداف الديانة البهائية.
خاتمة
كان جون إيسلمونت شخصية بارزة في تاريخ الديانة البهائية، حيث كرس حياته لخدمة هذه الديانة ونشر تعاليمها. من خلال كتابه “بهاء الله والعصر الجديد” ومساهماته الأخرى، ترك إيسلمونت بصمة واضحة في المجتمع البهائي وساهم في تعريف الناس بالديانة البهائية وتصحيح المفاهيم الخاطئة عنها. يعتبر إيسلمونت شخصية ملهمة للبهائيين في جميع أنحاء العالم، ومثالاً يحتذى به في التفاني والإخلاص لخدمة الإنسانية.