مقدمة
ويليام إل. سودر، الحاصل على وسام كندا ووسام كولومبيا البريطانية (27 مايو 1926 – 19 ديسمبر 2007)، كان رجل أعمال كندياً وفاعلاً للخير. شغل سابقاً منصب رئيس مجلس إدارة شركة إنبرسا (Inbrea).
نشأته وتعليمه
ولد ويليام لورانس سودر في وينيبيغ، مانيتوبا، في 27 مايو 1926. تلقى تعليمه في مدارس وينيبيغ المحلية، ثم التحق بجامعة مانيتوبا حيث حصل على بكالوريوس في الهندسة المدنية عام 1948. خلال فترة دراسته الجامعية، كان سودر نشطاً في الأنشطة اللامنهجية، بما في ذلك مشاركته في فريق كرة القدم بالجامعة.
مسيرته المهنية
بدأ ويليام سودر مسيرته المهنية في مجال الهندسة المدنية، لكنه سرعان ما انتقل إلى عالم الأعمال. في الخمسينيات من القرن الماضي، انضم إلى شركة إنبرسا، وهي شركة متخصصة في الاستثمارات العقارية والتطوير. بفضل رؤيته الثاقبة ومهاراته القيادية، تدرج سودر في المناصب داخل الشركة، حتى أصبح رئيساً لمجلس الإدارة.
تحت قيادته، نمت إنبرسا لتصبح واحدة من أبرز شركات التطوير العقاري في كندا. لعبت الشركة دوراً محورياً في تطوير العديد من المشاريع العقارية الكبرى في كولومبيا البريطانية وألبرتا ومقاطعات أخرى. اشتهر سودر بنهجه الاستثماري الحكيم وقدرته على تحديد الفرص الواعدة في السوق العقاري.
بالإضافة إلى دوره في إنبرسا، شغل سودر مناصب قيادية في العديد من الشركات والمؤسسات الأخرى. كان عضواً في مجلس إدارة بنك مونتريال، وشركة النفط الكندية، والعديد من الشركات الأخرى. كما كان ناشطاً في العديد من المنظمات المدنية والخيرية.
إسهاماته في مجال العمل الخيري
كان ويليام سودر فاعلاً للخير سخياً، حيث قدم تبرعات كبيرة للعديد من المؤسسات التعليمية والصحية والثقافية. كان يؤمن بأهمية التعليم ودعم البحث العلمي، وقدم تبرعات كبيرة لجامعة كولومبيا البريطانية وجامعة سيمون فريزر وجامعات أخرى.
في عام 2003، قدم سودر تبرعاً بقيمة 20 مليون دولار لكلية إدارة الأعمال في جامعة كولومبيا البريطانية، والتي أطلق عليها اسمه تكريماً له. تعتبر كلية سودر لإدارة الأعمال اليوم واحدة من أفضل كليات إدارة الأعمال في كندا، وتشتهر ببرامجها الأكاديمية المتميزة وأبحاثها المبتكرة.
بالإضافة إلى دعمه للتعليم، قدم سودر تبرعات كبيرة للمستشفيات والمراكز الصحية. كان يؤمن بأهمية توفير الرعاية الصحية عالية الجودة لجميع الكنديين، وقدم تبرعات لدعم البحث الطبي وتحسين الخدمات الصحية.
كما دعم سودر العديد من المؤسسات الثقافية، بما في ذلك المتاحف والمعارض الفنية ودور الأوبرا. كان يؤمن بأهمية الفنون في إثراء حياة الناس وتعزيز التفاهم الثقافي.
أوسمة وتكريمات
تقديراً لإنجازاته في مجال الأعمال ومساهماته في المجتمع، حصل ويليام سودر على العديد من الأوسمة والتكريمات، بما في ذلك:
- وسام كندا
- وسام كولومبيا البريطانية
- الدكتوراه الفخرية من جامعة كولومبيا البريطانية
- الدكتوراه الفخرية من جامعة سيمون فريزر
كما تم تكريمه من قبل العديد من المنظمات الأخرى، بما في ذلك غرفة التجارة الكندية، ورابطة مديري الأعمال الكندية، والعديد من المنظمات الخيرية.
حياته الشخصية
تزوج ويليام سودر من مارلين سودر، وأنجبا ثلاثة أطفال. كان سودر رجلاً متواضعاً ومحبوباً، وكان يحظى باحترام كبير من قبل زملائه وأصدقائه. كان يتمتع بحياة اجتماعية نشطة، وكان يحب السفر واللعب الغولف وقضاء الوقت مع عائلته وأصدقائه.
وفاته وإرثه
توفي ويليام سودر في 19 ديسمبر 2007، عن عمر يناهز 81 عاماً. ترك وراءه إرثاً كبيراً كرجل أعمال ناجح وفاعل خير سخي ومواطن ملتزم. ستظل مساهماته في المجتمع الكندي محفورة في الذاكرة، وسيستمر إرثه في إلهام الأجيال القادمة.
لقد كان ويليام سودر شخصية بارزة في المجتمع الكندي، وترك بصمة واضحة في مجال الأعمال والعمل الخيري. سيظل اسمه مرتبطاً بالنجاح والابتكار والعطاء. لقد كان مثالاً يحتذى به في القيادة والمسؤولية الاجتماعية، وسيظل إرثه حياً في قلوب وعقول أولئك الذين عرفوه وعملوا معه.
تأثيره على جامعة كولومبيا البريطانية
تبرع ويليام سودر بمبلغ كبير من المال لكلية الأعمال في جامعة كولومبيا البريطانية، مما ساهم في تطويرها لتصبح واحدة من أفضل كليات إدارة الأعمال في كندا. ساهمت تبرعاته في دعم البحث العلمي وتطوير البرامج الأكاديمية المبتكرة وتوفير المنح الدراسية للطلاب الموهوبين.
بفضل دعم سودر، تمكنت كلية الأعمال في جامعة كولومبيا البريطانية من جذب أفضل الأساتذة والباحثين من جميع أنحاء العالم. كما تمكنت الكلية من تطوير برامج أكاديمية متخصصة تلبي احتياجات سوق العمل المتغيرة.
اليوم، تعتبر كلية سودر لإدارة الأعمال واحدة من أكثر الكليات تميزاً في جامعة كولومبيا البريطانية. تخرج منها العديد من القادة والمديرين التنفيذيين الذين يلعبون دوراً هاماً في الاقتصاد الكندي والعالمي.
أمثلة على مبادراته الخيرية الأخرى
- دعم المستشفيات والمراكز الصحية: قدم تبرعات كبيرة للمستشفيات والمراكز الصحية في كولومبيا البريطانية ومقاطعات أخرى.
- دعم المؤسسات الثقافية: قدم تبرعات للمتاحف والمعارض الفنية ودور الأوبرا.
- دعم المنظمات الاجتماعية: قدم تبرعات للمنظمات التي تعمل على مكافحة الفقر والجوع والتشرد.
الدروس المستفادة من حياته
يمكن استخلاص العديد من الدروس الهامة من حياة ويليام سودر، بما في ذلك:
- أهمية التعليم: كان سودر يؤمن بأهمية التعليم ودعم البحث العلمي.
- أهمية العمل الجاد والمثابرة: كان سودر يعمل بجد ومثابرة لتحقيق أهدافه.
- أهمية العطاء للمجتمع: كان سودر فاعلاً للخير سخياً، وقدم تبرعات كبيرة للعديد من المؤسسات الخيرية.
- أهمية القيادة والمسؤولية الاجتماعية: كان سودر قائداً مسؤولاً، وكان يهتم بمصلحة المجتمع.
خاتمة
كان ويليام سودر شخصية استثنائية، ترك بصمة واضحة في المجتمع الكندي. سيظل اسمه مرتبطاً بالنجاح والابتكار والعطاء. لقد كان مثالاً يحتذى به في القيادة والمسؤولية الاجتماعية، وسيستمر إرثه حياً في قلوب وعقول أولئك الذين عرفوه وعملوا معه. لقد كان رجل أعمال ناجحاً وفاعلاً للخير سخياً ومواطناً ملتزماً، وستظل مساهماته في المجتمع الكندي محفورة في الذاكرة.