التأسيس والسنوات الأولى
تعود جذور بوفالو بيسونز إلى أواخر الثلاثينيات، عندما بدأت مجموعة من رجال الأعمال المحليين في استكشاف إمكانية إقامة فريق هوكي محترف في بوفالو. في ذلك الوقت، كانت المدينة بالفعل موطنًا لفريق بوفالو بايفيرز، وهو فريق من دوري الهوكي الدولي (IHL). ومع ذلك، شعر رجال الأعمال أن هناك مجالًا لفريق ثانٍ، فريق يمكن أن يتنافس في دوري أعلى ويجذب قاعدة جماهيرية أوسع.
في عام 1940، أصبحت رؤيتهم حقيقة واقعة عندما مُنحت بوفالو امتيازًا في دوري الهوكي الأمريكي، والذي كان آنذاك أحد أبرز دوريات الهوكي الصغيرة في أمريكا الشمالية. تم تسمية الفريق الجديد بـ “بيسونز”، وهو اسم يعكس تاريخ المدينة الغني كمركز لتجارة الفراء وصيد البيسون. لعب الفريق مبارياته على أرضه في ساحة ذكرى الحرب، وهي ساحة متعددة الأغراض تتسع لـ 12 ألف متفرج.
كان موسم بيسونز الأول ناجحًا بشكل معقول، حيث احتلوا المركز الرابع في القسم الغربي من الدوري. ومع ذلك، كان عليهم الانتظار حتى موسم 1942-1943 قبل تحقيق أول بطولة لهم، حيث فازوا بكأس كالدير المرموقة. كان هذا إنجازًا كبيرًا للفريق والمدينة، وأسس بيسونز كقوة يجب حسابها في دوري الهوكي الأمريكي.
العصر الذهبي
شهدت الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي العصر الذهبي لبوفالو بيسونز. خلال هذه الفترة، كانوا باستمرار من بين أفضل الفرق في دوري الهوكي الأمريكي، وفازوا بأربع بطولات أخرى لكأس كالدير في 1945-1946، 1962-1963، 1969-1970. كان نجاح بيسونز مدفوعًا بمزيج من المواهب الشابة واللاعبين المخضرمين، بالإضافة إلى التدريب الفعال من قبل سلسلة من المدربين المهرة.
من بين اللاعبين البارزين الذين ارتدوا زي بيسونز خلال هذه الفترة:
- دون سيمينكو: مهاجم قوي كان معروفًا بتسجيل الأهداف وقدراته القتالية.
- جوني باوير: حارس مرمى أسطوري قضى عدة مواسم مع بيسونز قبل أن يصبح نجمًا في دوري الهوكي الوطني (NHL).
- فرد غلوفر: مدافع موثوق به كان معروفًا بتقييمه القوي وقدرته على لعب كل المواقف.
لم يقتصر نجاح بيسونز على الجليد فحسب؛ لقد كانوا أيضًا قوة رئيسية في المجتمع المحلي. لعب الفريق دورًا نشطًا في العديد من الجمعيات الخيرية وفعاليات خدمة المجتمع، وأصبح لاعبوه أسماء مألوفة في بوفالو. لقد ساعدوا في تعزيز الشعور بالفخر المدني والوحدة، وأصبحوا جزءًا لا يتجزأ من هوية المدينة.
التحديات والانتقال
على الرغم من نجاحهم على الجليد وخارجه، واجه بيسونز عددًا من التحديات في أواخر الستينيات. كان أحد أهم هذه التحديات هو ظهور دوري الهوكي الوطني (NHL) كدوري الهوكي الأول في أمريكا الشمالية. مع توسع دوري الهوكي الوطني إلى مدن جديدة وزيادة شعبيته، أصبح من الصعب على دوري الهوكي الأمريكي التنافس على حضور المشجعين والدولارات الإعلانية.
تحد آخر واجهه بيسونز هو الشيخوخة في ساحة ذكرى الحرب. بحلول أواخر الستينيات، بدأت الساحة تظهر عليها علامات التقادم، وكانت تفتقر إلى وسائل الراحة والمرافق الحديثة التي يتوقعها المشجعون. أدى ذلك إلى انخفاض الحضور والإيرادات، مما زاد من صعوبة بقاء الفريق قادرًا على المنافسة.
في عام 1970، اتخذ مالكو بيسونز قرارًا صعبًا ببيع الفريق لمجموعة من المستثمرين في فانكوفر، كولومبيا البريطانية. تم نقل الفريق إلى فانكوفر وأعيدت تسميته بفانكوفر كانوكس، وانتهت بذلك حقبة في تاريخ هوكي بوفالو. كان رحيل بيسونز بمثابة ضربة قوية للمجتمع المحلي، الذي فقد فريقًا كان عزيزًا عليه لعقود.
الإرث الدائم
على الرغم من اختفاء بوفالو بيسونز منذ أكثر من 50 عامًا، إلا أن إرثهم لا يزال حيًا حتى اليوم. يتذكر العديد من المشجعين ذكرياتهم العزيزة عن الذهاب إلى مباريات بيسونز في ساحة ذكرى الحرب، والهتاف للفريق، والاحتفال بانتصاراتهم. لا يزال اسم “بيسونز” مرتبطًا ارتباطًا وثيقًا بتاريخ هوكي بوفالو، وغالبًا ما يتم استخدامه للإشارة إلى فرق الهوكي الأخرى في المدينة.
في عام 2011، تم إحياء اسم بيسونز عندما أعيدت تسمية فريق البيسبول الصغير التابع للدوري الصغير في بوفالو، باسم بوفالو بيسونز. هذا يمثل إشارة إلى الماضي ويعكس الإرث الدائم للفريق الأصلي.
علاوة على ذلك، ساعد بيسونز في تمهيد الطريق لفرق هوكي أخرى في بوفالو، بما في ذلك فريق بوفالو سابرز التابع لدوري الهوكي الوطني، والذي تأسس عام 1970. بدون نجاح وشعبية بيسونز، قد لا يكون السابرز موجودين اليوم. لقد أثبتوا أن بوفالو كانت مدينة هوكي، وأن هناك سوقًا لفريق دوري الهوكي الوطني.
إلى جانب ذلك، يظل دوري الهوكي الأمريكي (AHL) اليوم دوريًا هامًا لتطوير اللاعبين الصاعدين في دوري الهوكي الوطني (NHL). العديد من اللاعبين النجوم في دوري الهوكي الوطني حاليًا بدأوا مسيرتهم المهنية في دوري الهوكي الأمريكي، مما يبرز أهمية هذا الدوري في تطوير مواهب الهوكي.
خاتمة
كان بوفالو بيسونز فريقًا مميزًا في تاريخ دوري الهوكي الأمريكي. من خلال تأسيسهم في عام 1940 وحتى انتقالهم في عام 1970، قدموا للمشجعين لحظات لا تُنسى وأسسوا هوية هوكي قوية في مدينة بوفالو. على الرغم من أن الفريق لم يعد موجودًا، إلا أن إرثهم لا يزال حيًا في ذكريات المشجعين وفي تأثيرهم على تاريخ هوكي بوفالو. سيظل بوفالو بيسونز إلى الأبد جزءًا مهمًا من تراث الهوكي في المدينة.