التاريخ
يعود تاريخ دودلتون إلى القرن الثامن عشر، عندما استقر فيها عمال المناجم الهولنديون الذين كانوا يعملون في مناجم الحديد المحلية. يُعتقد أن الاسم “دودلتون” مشتق من كلمة هولندية تعني “الوادي الصغير”. ومع ذلك، هناك تفسيرات أخرى للاسم. تشمل القصص الشائعة حول أصل الاسم ما يلي:
- أن سكان القرية كانوا “يدودلون” دائمًا على الطريقة التي كانت تسير بها الأمور.
- أن الأمر استغرق “خربشة” لرسم خريطة للطرق الملتوية.
- أن الجنود البريطانيين أطلقوا على القرية اسم دودلتون لأنهم اعتقدوا أن سكانها كانوا “حمقى”.
على الرغم من أصل اسمها المتواضع، ازدهرت دودلتون في القرن التاسع عشر. أدى وجود مناجم الحديد إلى توفير فرص عمل، وسرعان ما نمت القرية لتضم مدرسة وكنيسة ومكتب بريد والعديد من المتاجر.
بدأ مصير دودلتون في التغير في أوائل القرن العشرين. أدى استنفاد مناجم الحديد إلى هجرة العديد من السكان، وبدأت القرية في التدهور. بحلول الثلاثينيات من القرن الماضي، كان عدد سكان دودلتون أقل من 100 نسمة.
في الخمسينيات من القرن الماضي، قررت ولاية نيويورك شراء أراضي دودلتون وتحويلها إلى جزء من منتزه بير ماونتن. تم إجلاء السكان المتبقين، وهُدمت معظم المباني. اليوم، لا يوجد سوى عدد قليل من الأساسات وبقايا المقبرة للدلالة على وجود دودلتون السابق.
الحياة في دودلتون
كانت الحياة في دودلتون صعبة ولكنها مجزية. كان السكان من عمال الطبقة العاملة الذين اعتمدوا على بعضهم البعض للبقاء على قيد الحياة. كانت القرية معزولة، ولكن كان لدى السكان شعور قوي بالمجتمع.
كانت مناجم الحديد هي الصناعة الرئيسية في دودلتون. عمل معظم الرجال في المناجم، بينما كانت النساء يعتنين بالمنازل والأطفال. كان العمل في المناجم خطيرًا، لكنه كان يوفر حياة كريمة للعديد من العائلات.
كانت المدرسة والكنيسة من المراكز المهمة للمجتمع في دودلتون. كانت المدرسة توفر التعليم للأطفال، وكانت الكنيسة توفر مكانًا للعبادة والتجمع الاجتماعي. كان لدى القرية أيضًا مكتب بريد ومتجر عام يوفر الضروريات للسكان.
كانت الترفيه في دودلتون بسيطًا. استمتع السكان بالصيد وصيد الأسماك والمشي لمسافات طويلة في الجبال المحيطة. كانوا يقيمون أيضًا حفلات الرقص والحفلات الموسيقية والمناسبات الاجتماعية الأخرى.
شراء المنتزه والإخلاء
في أوائل الستينيات، استحوذت لجنة منتزهات باليساد إنترستيت على القرية. كان الهدف هو دمج الأرض في منتزه بير ماونتن/هاريمان الحكومي. كانت الخطة الأولية هي نقل القرية بأكملها إلى موقع آخر، لكن هذا ثبت أنه مكلف للغاية. وبدلاً من ذلك، تم عرض تعويض على السكان لمنازلهم وممتلكاتهم، وتم هدم المنازل بعد ذلك.
لم يكن الإخلاء دائمًا سلميًا، حيث كان بعض السكان مترددين في مغادرة منازلهم. ومع ذلك، بحلول منتصف الستينيات، تم إجلاء القرية بالكامل، وتم هدم المباني. تم ترك الأرض لتعود إلى الطبيعة، واليوم لا يوجد سوى عدد قليل من البقايا للدلالة على وجود دودلتون السابق.
أساطير وقصص الأشباح
نظرًا لتركها مهجورة، أصبحت دودلتون بؤرة لقصص الأشباح والأساطير الحضرية. يزعم البعض أن القرية مسكونة بأشباح السكان السابقين، وأن هناك أصواتًا غريبة ورؤى يمكن سماعها ورؤيتها في الليل.
من بين القصص الشائعة قصة “السيدة السوداء”، وهي شبح امرأة يُقال إنها قُتلت في القرية. يقال إنها تظهر في الليالي المظلمة، وتتجول في الطرقات وتصرخ. قصة أخرى هي قصة “الطفل الباكي”، وهو شبح طفل يُقال إنه مات في القرية. يقال إنه يمكن سماع صراخه في الليل.
على الرغم من عدم وجود دليل علمي على هذه القصص، إلا أنها ساهمت في سمعة دودلتون باعتبارها مكانًا مسكونًا. يزور العديد من الأشخاص القرية كل عام على أمل تجربة نشاط خوارق.
الحياة البرية
مع عدم وجود تطوير بشري كبير، أصبحت المنطقة الآن موطنًا للعديد من أنواع الحيوانات البرية. تشمل الحيوانات التي يمكن العثور عليها في المنطقة الغزلان والدببة والقيوط والثعالب والراكون والأبوسوم. يمكن العثور على مجموعة متنوعة من الطيور أيضًا في المنطقة، بما في ذلك البوم والصقور والنسور.
أحداث حالية
اليوم، دودلتون عبارة عن منطقة غابات تقع داخل منتزه بير ماونتن/هاريمان الحكومي. لا يزال بإمكان الزوار استكشاف بقايا القرية، بما في ذلك الأساسات والمقبرة. هناك العديد من مسارات المشي لمسافات طويلة التي تمر عبر المنطقة، مما يجعلها مكانًا شهيرًا للمشي لمسافات طويلة وركوب الدراجات.
في السنوات الأخيرة، كان هناك اهتمام متزايد بتاريخ دودلتون. تم تشكيل العديد من المجموعات التاريخية والمجتمعية لجمع المعلومات حول القرية والحفاظ عليها. هناك أيضًا جهود جارية لإنشاء متحف أو مركز تفسيري في المنطقة.
خاتمة
كانت دودلتون قرية فريدة من نوعها ذات تاريخ غني. على الرغم من أنها لم تعد موجودة، إلا أن ذاكرتها لا تزال حية من خلال القصص والأساطير التي تنتقل من جيل إلى جيل. إنها شهادة على مرونة الروح الإنسانية وقدرة المجتمعات الصغيرة على الازدهار حتى في ظل الظروف الصعبة.