<![CDATA[
مقدمة
هيزل ينغ لي (بالإنجليزية: Hazel Ying Lee)، ولدت في 24 أغسطس 1912 وتوفيت في 25 نوفمبر 1944، كانت طيارة أمريكية خدمت في سلاح الجو النسائي (Women Airforce Service Pilots – WASP) خلال الحرب العالمية الثانية. كانت واحدة من أوائل النساء الأمريكيات من أصل صيني اللاتي حصلن على رخصة طيران، وأول امرأة صينية أمريكية تخدم في سلاح الجو الأمريكي.
نشأتها وتعليمها
ولدت هيزل ينغ لي في بورتلاند، أوريغون، لعائلة صينية مهاجرة. كان لديها شغف بالطيران منذ صغرها، وعلى الرغم من التحديات والعقبات التي واجهتها كامرأة صينية في ذلك الوقت، إلا أنها لم تتخل عن حلمها. عملت في وظائف مختلفة لتمويل دروس الطيران، وحصلت على رخصتها في عام 1932. واجهت هيزل تمييزًا عنصريًا وجنسيًا في سعيها لتحقيق حلمها، لكنها أصرت على المضي قدمًا.
بعد حصولها على رخصة الطيران، عملت هيزل كطيارة خاصة وقامت برحلات استعراضية. حاولت الانضمام إلى سلاح الجو الأمريكي قبل الحرب العالمية الثانية، لكنها رُفضت بسبب جنسها وعرقها. ومع ذلك، لم تستسلم، وعندما تأسس سلاح الجو النسائي (WASP) خلال الحرب، تقدمت بطلب وانضمت إليه.
الخدمة في سلاح الجو النسائي (WASP)
تأسس سلاح الجو النسائي (WASP) في عام 1943 لتمكين الطيارين الذكور من الانضمام إلى القتال في الخارج، بينما تقوم النساء بنقل الطائرات والمشاركة في مهام غير قتالية داخل الولايات المتحدة. قامت نساء WASP بمهام حيوية مثل نقل الطائرات من المصانع إلى القواعد الجوية، وتدريب الطيارين الجدد، وقيادة الطائرات المستهدفة في مهام التدريب على المدفعية.
انضمت هيزل ينغ لي إلى WASP في عام 1943 وتمركزت في قاعدة رومولوس العسكرية في ميشيغان. كانت واحدة من 1074 امرأة طيارة تخرجت من برنامج WASP. خلال فترة خدمتها، قامت بنقل مجموعة متنوعة من الطائرات، بما في ذلك القاذفات والمقاتلات، وسافرت عبر أنحاء الولايات المتحدة. أظهرت مهارات عالية في الطيران والتزامًا كبيرًا بواجباتها.
كانت حياة الطيارين في WASP محفوفة بالمخاطر، حيث تعرضوا لحوادث وإصابات. ومع ذلك، كان لديهم إصرار قوي على خدمة بلدهم والمساهمة في المجهود الحربي. كانت هيزل ينغ لي مثالًا للشجاعة والتفاني، وقد حظيت بتقدير زملائها ورؤسائها.
الحياة الشخصية
كانت هيزل امرأة مستقلة وقوية، ومحبة للمغامرة. عرفت بحس الفكاهة لديها وشخصيتها الاجتماعية. كانت تحظى بشعبية كبيرة بين زملائها في WASP وكانت صديقة مخلصة. تزوجت هيزل من الطيار كوينتن تيلفورد، الذي التقت به أثناء خدمتها في WASP.
وفاتها
توفيت هيزل ينغ لي في 25 نوفمبر 1944، عن عمر يناهز 32 عامًا، في حادث تحطم طائرة. كانت تقوم بنقل طائرة P-63 Kingcobra من مصنع في بيل، نيويورك إلى قاعدة في مونتانا عندما اصطدمت طائرتها بطائرة أخرى أثناء الهبوط في مطار Great Falls في مونتانا. توفيت متأثرة بجراحها بعد يومين. كانت واحدة من 38 امرأة من WASP لقين حتفهن أثناء الخدمة.
في البداية، لم يُسمح بدفن طياري WASP في المقابر العسكرية، ولكن في عام 2016، تم تغيير هذه السياسة، وأعيد دفن هيزل ينغ لي مع مرتبة الشرف العسكرية في مقبرة أرلينغتون الوطنية.
إرثها وتكريمها
تعتبر هيزل ينغ لي رائدة في مجال الطيران ورمزًا للمرأة الصينية الأمريكية. قصتها تلهم الأجيال الشابة لتحقيق أحلامهم والتغلب على العقبات. تم تكريمها بعدة طرق، بما في ذلك:
- إطلاق اسمها على قاعة محاضرات في متحف الطيران في أوريغون.
- إدراجها في قاعة مشاهير النساء في أوريغون.
- إنتاج فيلم وثائقي عن حياتها بعنوان “Hazel Ying Lee: A Chinese American Pilot in World War II”.
- تكريمها في العديد من المعارض والمتاحف التي تحتفي بدور المرأة في الحرب العالمية الثانية.
تعكس حياة هيزل ينغ لي أهمية المثابرة والتصميم في تحقيق الأهداف، وتجسد قصة نجاح ملهمة للمرأة في مجال الطيران.
تحديات واجهتها هيزل ينغ لي
واجهت هيزل ينغ لي العديد من التحديات بسبب جنسها وعرقها في فترة كانت تشهد تمييزًا كبيرًا. من بين هذه التحديات:
- التمييز العنصري: عانت هيزل من التمييز بسبب أصولها الصينية في مجتمع كان يميل إلى تفضيل البيض. هذا التمييز جعل من الصعب عليها الحصول على فرص متساوية في مجال الطيران.
- التمييز الجنسي: في ذلك الوقت، كان يُنظر إلى الطيران على أنه مجال يهيمن عليه الرجال، وكانت النساء يواجهن صعوبة في إثبات قدراتهن. تعرضت هيزل للتقليل من شأنها والتشكيك في مهاراتها بسبب جنسها.
- صعوبة الحصول على التمويل: كان من الصعب على هيزل الحصول على التمويل اللازم لدروس الطيران والتدريب، حيث كانت تواجه صعوبات مالية وعراقيل بسبب التمييز.
- القيود المفروضة على النساء في الجيش: في البداية، لم يكن يُسمح للنساء بالانضمام إلى سلاح الجو الأمريكي، مما حد من فرص هيزل للمشاركة في المجهود الحربي.
على الرغم من هذه التحديات، لم تستسلم هيزل واستمرت في العمل بجد لتحقيق حلمها في أن تصبح طيارة. كانت مثالًا للشجاعة والإصرار والتغلب على الصعاب.
دور المرأة في الحرب العالمية الثانية
لعبت المرأة دورًا حاسمًا في الحرب العالمية الثانية، حيث ساهمت في المجهود الحربي في مختلف المجالات. من بين الأدوار التي قامت بها المرأة:
- الخدمة في الجيش: انضمت آلاف النساء إلى الجيش في وحدات مثل سلاح الجو النسائي (WASP) ووحدات التمريض. قامت النساء بأدوار مهمة مثل نقل الطائرات وتقديم الرعاية الطبية للجنود.
- العمل في المصانع: مع توجه الرجال إلى الحرب، تولت النساء وظائف في المصانع لإنتاج الأسلحة والمعدات الحربية. أصبحت النساء قوة عاملة أساسية في دعم المجهود الحربي.
- الدعم المدني: شاركت النساء في جمع التبرعات والتطوع في المستشفيات ودعم الجنود وعائلاتهم. لعبت النساء دورًا حيويًا في الحفاظ على الروح المعنوية للمجتمع خلال الحرب.
ساهمت المرأة في الحرب العالمية الثانية بشكل كبير، وأظهرت قدرات عالية في مختلف المجالات. لقد ساعدت مساهماتهن في تحقيق النصر للحلفاء وفتحت الباب أمام المزيد من الفرص للمرأة في المستقبل.
خاتمة
هيزل ينغ لي كانت طيارة رائدة وشخصية ملهمة تحدت التمييز وكسرت الحواجز لتحقيق أحلامها. خدمت بشجاعة في سلاح الجو النسائي خلال الحرب العالمية الثانية وساهمت في المجهود الحربي. قصتها تذكرنا بأهمية المثابرة والإصرار في تحقيق الأهداف والتغلب على التحديات. ستبقى هيزل ينغ لي رمزًا للشجاعة والتفاني والإلهام للأجيال القادمة.