نشأتها وحياتها المبكرة
ولدت جنيفيف وارد في مدينة نيويورك، وهي ابنة جون وارد، الذي كان يعمل سكرتيراً في القنصلية البريطانية، وجورجيانا كروكيت. تلقت تعليمها في البداية في مدرسة داخلية في مدينة نيويورك، ثم أكملت دراستها في باريس وإيطاليا. أظهرت وارد موهبة موسيقية مبكرة، وبدأت حياتها المهنية كمغنية أوبرا.
مسيرتها المهنية كمغنية أوبرا
بدأت وارد مسيرتها المهنية كمغنية أوبرا في عام 1856 تحت اسم “جنيفيف غيري”. ظهرت لأول مرة في مسرح لا سكالا في ميلانو، إيطاليا. سرعان ما اكتسبت شهرة بفضل صوتها القوي وحضورها المسرحي الجذاب. غنت في العديد من دور الأوبرا المرموقة في جميع أنحاء أوروبا، بما في ذلك باريس ولندن وسانت بطرسبرغ. اشتهرت بأدائها لأدوار مثل نورما في أوبرا “نورما” لفينتشنزو بيليني، وليونورا في أوبرا “إل تروفاتوري” لجوزيبي فيردي.
لسوء الحظ، توقفت مسيرة وارد المهنية كمغنية أوبرا فجأة بسبب مشاكل في الصوت. في عام 1862، فقدت صوتها أثناء أدائها في روسيا، مما أجبرها على الاعتزال من الغناء.
التحول إلى التمثيل المسرحي
بعد فقدانها لصوتها، لم تستسلم وارد وطموحها الفني. بدلاً من ذلك، قررت تغيير مسارها المهني واتجهت إلى التمثيل المسرحي. تلقت دروسًا في التمثيل وبدأت في الظهور على المسرح في الأدوار الثانوية. سرعان ما أثبتت نفسها كممثلة موهوبة وقادرة، وحصلت على أدوار البطولة في العديد من المسرحيات.
كان أول ظهور ناجح لها كممثلة في عام 1867 في لندن، في مسرحية “The Hunchback”. بعد ذلك، قامت بجولة في الولايات المتحدة، حيث حظيت بشعبية كبيرة. اشتهرت وارد بشكل خاص بأدائها للأدوار التراجيدية، وأصبحت واحدة من أبرز الممثلات في عصرها.
أشهر أدوارها المسرحية
- ميترس فورد في “زوجات وندسور المرحات” لشكسبير: أظهرت وارد براعتها الكوميدية في هذا الدور الشهير.
- السيدة ماكبث في “ماكبث” لشكسبير: قدمت وارد تفسيراً قوياً ومؤثراً لهذه الشخصية التراجيدية.
- فولومنيا في “كوريولانوس” لشكسبير: أشاد النقاد بأدائها العميق والمتقن لهذا الدور المعقد.
- الملكة مارغريت في “ريتشارد الثالث” لشكسبير: جسدت وارد شخصية الملكة مارغريت بشغف وإحساس قوي بالظلم.
- ديبوراه في مسرحية “ديبوراه”: كان هذا الدور من بين أكثر الأدوار التي لاقت استحساناً وتقديراً في مسيرتها المهنية.
حياتها الشخصية وزواجها
تزوجت جنيفيف وارد من الكونت دي جيربل في عام 1866. على الرغم من زواجها، استمرت في مسيرتها المهنية كممثلة. كان زواجها مضطربًا، وانفصلت عن زوجها في وقت لاحق من حياتها.
تكريمها
حصلت جنيفيف وارد على وسام الإمبراطورية البريطانية من رتبة السيدة القائدة (DBE) في عام 1921، تقديرًا لمساهماتها في الفن والمسرح. كان هذا التكريم بمثابة اعتراف رسمي بإنجازاتها ومكانتها المرموقة في عالم المسرح.
سنواتها الأخيرة ووفاتها
استمرت وارد في التمثيل حتى سنواتها الأخيرة. توفيت في 18 أغسطس 1922 عن عمر يناهز 85 عامًا. تركت وراءها إرثًا فنيًا غنيًا ومسيرة مهنية حافلة بالإنجازات. تعتبر وارد واحدة من أبرز الشخصيات في تاريخ المسرح، ومثلت نموذجًا للمرأة القوية والموهوبة التي تحدت الصعاب وحققت النجاح في مجال الفن.
إرثها
لا تزال جنيفيف وارد تُذكر حتى اليوم كواحدة من أعظم الممثلات في عصرها. تركت بصمة واضحة في تاريخ المسرح، وألهمت العديد من الفنانين والممثلين. تميزت بقدرتها على تجسيد الشخصيات المعقدة والمختلفة ببراعة وإتقان، وحظيت بتقدير واسع النطاق من الجمهور والنقاد على حد سواء. تعتبر قصة حياتها مثالاً على الإصرار والعزيمة والتغلب على التحديات لتحقيق الأحلام والطموحات.
خاتمة
جنيفيف وارد، ممثلة ومغنية أوبرا بريطانية أمريكية، تميزت بموهبتها المتعددة وقدرتها على التكيف مع التحديات. بدأت حياتها المهنية كمغنية أوبرا واعدة، لكنها اضطرت إلى تغيير مسارها بسبب مشاكل في الصوت. ومع ذلك، لم تستسلم، بل اتجهت إلى التمثيل المسرحي وحققت نجاحًا كبيرًا. اشتهرت بأدائها القوي والمؤثر للأدوار التراجيدية، وحصلت على تقدير واسع النطاق لمساهماتها في الفن والمسرح. تعتبر وارد نموذجًا للمرأة القوية والموهوبة التي تحدت الصعاب وحققت النجاح في مجال الفن.