النشأة والتكوين الجيولوجي
تكونت طبقات أولدمان خلال العصر الطباشيري المتأخر، وتحديدًا في مرحلة الكامبانيان، أي قبل حوالي 83.6 إلى 72.1 مليون سنة. خلال هذه الفترة، كانت منطقة ألبرتا مغطاة بسهول ساحلية شاسعة وبأنهار متعرجة تصب في بحر داخلي ضخم يُعرف باسم بحر نيوبرارا الداخلي. هذه البيئة الرطبة والدافئة كانت مثالية لتراكم الرواسب الرسوبية التي شكلت فيما بعد تكوين أولدمان.
يتكون تكوين أولدمان بشكل أساسي من:
- الأحجار الرملية: تشكلت من رمال الأنهار والجداول.
- الأحجار الطينية: تكونت من الطين والطمي الذي ترسب في السهول الفيضية والمستنقعات.
- أحجار الغرين: وهي مزيج من الرمل والطين.
- طبقات الفحم: تكونت من بقايا النباتات المتراكمة في المستنقعات.
تتراوح سماكة تكوين أولدمان بين 50 و 150 مترًا، وتتميز بتنوع في أنواع الصخور والرواسب، مما يعكس التغيرات البيئية التي حدثت خلال فترة ترسيبه.
الأهمية الأحفورية
يشتهر تكوين أولدمان بغناه بالأحافير، وخاصة أحافير الديناصورات. تم العثور على العديد من أنواع الديناصورات في هذا التكوين، مما ساهم في فهمنا لتنوع الديناصورات التي عاشت في أمريكا الشمالية خلال العصر الطباشيري المتأخر.
من بين الديناصورات الهامة التي تم اكتشافها في تكوين أولدمان:
- ديناصورات الهادروصورات (Hadrosaurs): وهي ديناصورات نباتية ذات منقار يشبه منقار البط، مثل Corythosaurus و Lambeosaurus.
- ديناصورات القرنيات (Ceratopsians): وهي ديناصورات نباتية ذات قرون ودرع عظمي حول الرقبة، مثل Chasmosaurus و Centrosaurus.
- ديناصورات الأورنيثوميميدات (Ornithomimids): وهي ديناصورات شبيهة بالنعام، مثل Struthiomimus.
- ديناصورات التيرانوصورات (Tyrannosaurs): وهي ديناصورات لاحمة ضخمة، مثل Albertosaurus.
- ديناصورات الباكيسيفالوصورات (Pachycephalosaurs): وهي ديناصورات ذات جماجم سميكة، مثل Stegoceras.
بالإضافة إلى الديناصورات، تم العثور أيضًا على أحافير لأنواع أخرى من الحيوانات في تكوين أولدمان، مثل السلاحف والتماسيح والأسماك والطيور والثدييات الصغيرة. كما تم العثور على بقايا نباتية متحجرة، مثل أوراق الأشجار وجذوعها، مما يساعد على إعادة بناء البيئة التي كانت موجودة خلال العصر الطباشيري المتأخر.
التقسيمات الفرعية لتكوين أولدمان
يتم تقسيم تكوين أولدمان أحيانًا إلى وحدات فرعية أصغر بناءً على الاختلافات في أنواع الصخور والرواسب. ومع ذلك، لا يوجد اتفاق عالمي على هذه التقسيمات الفرعية، وتختلف الممارسة من منطقة إلى أخرى. بشكل عام، يمكن تمييز بعض الوحدات الرئيسية بناءً على وجود طبقات معينة من الأحجار الرملية أو الطينية أو الفحم.
من المهم ملاحظة أن الحدود بين تكوين أولدمان والتكوينات الجيولوجية الأخرى المحيطة به قد تكون غير واضحة في بعض الأحيان، مما يجعل عملية تحديد حدود التكوين أمرًا صعبًا.
العلاقة مع التكوينات الأخرى
يقع تكوين أولدمان فوق تكوين دينمور، ويغطيه تكوين بار باو. هذه التكوينات الثلاثة تمثل جزءًا من سلسلة رسوبية أوسع ترسبت خلال العصر الطباشيري المتأخر في منطقة ألبرتا. دراسة العلاقات بين هذه التكوينات تساعد على فهم التغيرات البيئية والجيولوجية التي حدثت خلال هذه الفترة.
تكوين دينمور (Dinosaur Park Formation): يقع فوق تكوين أولدمان ويشتهر أيضًا بغناه بأحافير الديناصورات. غالبًا ما يتم دراسة هذين التكوينين معًا لفهم التطور الزمني للديناصورات في المنطقة.
تكوين بار باو (Bearpaw Formation): يمثل رواسب بحرية ترسبت عندما غمر البحر الداخلي المنطقة مرة أخرى. يمثل هذا التكوين تحولًا في البيئة من بيئة قارية إلى بيئة بحرية.
الأبحاث والاستكشافات الحديثة
تستمر الأبحاث والاستكشافات في تكوين أولدمان حتى اليوم، حيث يقوم العلماء باستمرار باكتشاف أحافير جديدة وتحليل البيانات الجيولوجية لفهم أفضل لتاريخ الحياة على الأرض. تستخدم التقنيات الحديثة، مثل التصوير ثلاثي الأبعاد والتحليل الكيميائي، لتحليل الأحافير والرواسب بشكل أكثر تفصيلاً.
تلعب المتاحف والمؤسسات البحثية دورًا هامًا في الحفاظ على الأحافير المكتشفة في تكوين أولدمان وعرضها للجمهور. كما يتم إجراء برامج تعليمية لتوعية الناس بأهمية هذا التكوين وأهمية الحفاظ على التراث الأحفوري.
الأهمية الاقتصادية
بالإضافة إلى أهميته العلمية، لتكوين أولدمان أهمية اقتصادية أيضًا. تحتوي بعض طبقات الفحم في التكوين على كميات كبيرة من الفحم، والتي يمكن استخدامها كوقود. كما أن الأحجار الرملية في التكوين يمكن استخدامها في البناء.
ومع ذلك، يجب أن يتم استغلال هذه الموارد بحذر لحماية البيئة والحفاظ على التراث الأحفوري. يجب أن يتم إجراء تقييمات بيئية شاملة قبل البدء في أي مشاريع تعدين أو بناء.
خاتمة
تكوين أولدمان هو وحدة طبقية هامة من العصر الطباشيري المتأخر، تشتهر بغناها بالأحافير، وخاصة أحافير الديناصورات. يوفر هذا التكوين نافذة على الحياة القديمة في أمريكا الشمالية خلال فترة ازدهار الديناصورات، ويساهم في فهمنا لتطور الحياة على الأرض. تستمر الأبحاث والاستكشافات في هذا التكوين حتى اليوم، مما يؤدي إلى اكتشافات جديدة وفهم أعمق لتاريخ الحياة.