نشأته وبداياته
ولد محمد تقي بهجت الفومني في مدينة فومن بمحافظة جيلان في إيران. نشأ في أسرة متدينة ملتزمة بتعاليم الإسلام. تلقى تعليمه الأولي في مسقط رأسه، حيث تعلم القراءة والكتابة وحفظ القرآن الكريم. في سن مبكرة، أظهر اهتمامًا كبيرًا بالعلوم الدينية، مما دفعه إلى السعي وراء المعرفة والالتحاق بالحوزات العلمية.
بدأ دراسته الدينية في سن مبكرة، حيث درس المقدمات والعلوم الأولية في فومن. ثم انتقل إلى مدينة قم، مركز الدراسات الشيعية في إيران، لمواصلة دراسته. في قم، تتلمذ على يد كبار العلماء والمراجع، واكتسب منهم علمًا جمًا وخبرة واسعة في مختلف العلوم الإسلامية.
مسيرته العلمية
في مدينة قم، درس آية الله بهجت على يد عدد من أبرز علماء الحوزة العلمية، منهم:
- آية الله العظمى السيد محمد الحجة الكوهكمري: تلقى على يديه دروسًا في الفقه والأصول.
- آية الله العظمى السيد حسين البروجردي: درس عنده الفقه والأصول.
- آية الله الشيخ مرتضى الحائري: درس عنده الفقه والأصول.
- آية الله السيد محمد حسين الطباطبائي: درس عنده الفلسفة والعرفان.
حصل آية الله بهجت على درجة الاجتهاد، وهي أعلى درجة علمية في الحوزة العلمية الشيعية، مما سمح له باستنباط الأحكام الشرعية من مصادرها الأصلية. أصبح من أبرز العلماء والمدرسين في الحوزة العلمية في قم، ودرس الفقه والأصول والتفسير والحديث لعدد كبير من الطلاب. تميز أسلوبه بالعمق والتبسيط، مما جعله قادرًا على توصيل المعارف الدينية المعقدة إلى طلابه بطريقة سهلة وميسرة.
زهده وورعه
اشتهر آية الله بهجت بزهده وورعه وتقواه. كان يعيش حياة بسيطة، بعيدًا عن مظاهر الدنيا وزخرفها. كان يولي اهتمامًا كبيرًا بالعبادة والأعمال الصالحة، ويحث أتباعه على الالتزام بالدين والأخلاق. كان معروفًا بتواضعه ولطفه، وكان يتعامل مع الناس باحترام وتقدير.
كان يخصص معظم وقته للدراسة والبحث والعبادة. كان يحرص على أداء الصلوات في أوقاتها، وقراءة القرآن الكريم، والدعاء والتضرع إلى الله. كان يعتبر الزهد والورع من أهم الصفات التي يجب أن يتحلى بها العالم والمتعلم. كان يرى أن العلم يجب أن يقترن بالعمل والأخلاق الحميدة، وأن الهدف من العلم هو الوصول إلى الله والتقرب منه.
تأثيره الروحي والأخلاقي
كان لآية الله بهجت تأثير كبير على أتباعه ومريديه. كان يُنظر إليه على أنه مرشد روحي وأخلاقي، وكان الناس يطلبون منه النصح والإرشاد في أمور دينهم ودنياهم. كان يتميز بقدرته على التأثير في الآخرين، وتوجيههم نحو طريق الحق والخير.
كان يحث أتباعه على:
- التمسك بالدين والأخلاق الحميدة.
- التحلي بالصبر والتحمل في مواجهة الصعاب.
- الإخلاص في العمل والعبادة.
- التعاون والتكافل الاجتماعي.
- الابتعاد عن المعاصي والذنوب.
ترك آية الله بهجت إرثًا روحيًا وأخلاقيًا كبيرًا، ولا يزال أتباعه ومريدوه يستفيدون من نصائحه وإرشاداته حتى اليوم. يعتبر رمزًا للزهد والورع والتقوى، وقدوة حسنة للعلماء والمسلمين.
أعماله ومؤلفاته
بالإضافة إلى تدريسه وإرشاده، ترك آية الله بهجت عددًا من المؤلفات القيمة التي لا تزال مرجعًا للباحثين والطلاب. من أبرز مؤلفاته:
- رسالة توضيح المسائل: كتاب فقهي يوضح الأحكام الشرعية للمقلدين.
- رسالة عملية: مجموعة من الفتاوى والأحكام الشرعية.
- التعليقات على العروة الوثقى: تعليقات على كتاب العروة الوثقى للسيد محمد كاظم اليزدي.
- مناسك الحج: كتاب يوضح مناسك الحج والعمرة.
تعكس هذه المؤلفات عمق معرفته بالعلوم الإسلامية، وقدرته على تبسيط المفاهيم المعقدة وتقديمها للقارئ بطريقة واضحة وميسرة.
وفاته
توفي آية الله العظمى محمد تقي بهجت الفومني في 17 مايو 2009، عن عمر يناهز 92 عامًا. أقيمت له مراسم تشييع مهيبة في مدينة قم، حضرها الملايين من محبيه وأتباعه من مختلف أنحاء العالم. دفن في حرم السيدة معصومة في قم، حيث أصبح قبره مزارًا للزوار من جميع أنحاء العالم.
إرثه
ترك آية الله بهجت إرثًا علميًا وروحيًا كبيرًا. فقد أثرى الساحة العلمية بمؤلفاته وتلاميذه، وألهم الملايين من الناس في جميع أنحاء العالم. لا يزال ذكره حيًا في قلوب محبيه، وتستمر تعاليمه وإرشاداته في توجيه الناس نحو طريق الحق والخير. يعتبر رمزًا للزهد والورع والتقوى، وقدوة حسنة للعلماء والمسلمين.
خاتمة
كان آية الله العظمى محمد تقي بهجت الفومني عالمًا ربانيًا، جمع بين العلم والعمل، والزهد والتقوى. ترك إرثًا علميًا وروحيًا كبيرًا، ولا يزال أتباعه ومريدوه يستفيدون من نصائحه وإرشاداته حتى اليوم. كان مثالًا للعالم العامل، والمرشد الروحي، والقدوة الحسنة للمسلمين.
المراجع
- ويكيبيديا العربية – محمد تقي بهجت الفومني
- الموقع الرسمي لآية الله بهجت (بالفارسية) – السيرة الذاتية
- موقع الحوزة – محمد تقي بهجت الفومني
- إسلام كويست – محمد تقي بهجت الفومني
“`