تاريخ الفرقة
تشكلت فرقة رجال بيمبروك في أوائل تسعينيات القرن السادس عشر، وربما حوالي عام 1592 أو 1593، تحت رعاية هنري هربرت، إيرل بيمبروك الثاني. في ذلك الوقت، كانت رعاية النبلاء ضرورية لفرق التمثيل، حيث توفر لهم الحماية القانونية والمالية. كانت الفرق تحمل اسم راعيها، مما يدل على ولائها وارتباطها به.
كانت الفترة التي ظهرت فيها فرقة رجال بيمبروك فترة تنافسية للغاية في عالم المسرح الإنجليزي. كانت هناك بالفعل فرق راسخة مثل رجال اللورد تشامبرلين (الذين أصبحوا لاحقًا رجال الملك) ورجال الأميرال، الذين يتمتعون بشعبية كبيرة ويقدمون عروضًا في مسارح مشهورة في لندن. ومع ذلك، سعت فرقة رجال بيمبروك إلى حجز مكان لأنفسهم في هذا المشهد المزدهر.
في عام 1592، كانت الفرقة في يورك. في مايو 1593، قدموا عرضًا في نيوينغتون بومرز. ومع ذلك، يبدو أن الفرقة قد مرت بتشكيلة غير مستقرة، مع إعادة تنظيم كبيرة في عام 1593. على وجه الخصوص، انضم إليهم روبرت براون، وهو ممثل معروف. أدى هذا التعاون إلى ظهور اسم الفرقة في سجلات هينسلو، حيث أشار إليه في دفتر يومياته باسم “براونز مين”.
أداء الفرقة
قدم رجال بيمبروك عروضًا في مسارح مختلفة في لندن وخارجها. لسوء الحظ، لم ينج الكثير من الوثائق التفصيلية حول أدائهم، مما يجعل من الصعب إعادة بناء ذخيرتهم بدقة. ومع ذلك، من المعروف أنهم قاموا بأداء عدد قليل من المسرحيات التي تركت بصمة في تاريخ المسرح الإليزابيثي.
من بين المسرحيات المرتبطة برجال بيمبروك: “إدوارد الثالث”، وهي مسرحية تاريخية يُعتقد أنها كتبت بالتعاون مع ويليام شكسبير. تروي المسرحية قصة الملك إدوارد الثالث وإنجازاته العسكرية. “هملت”، على الرغم من أنها ليست النسخة الشهيرة التي كتبها شكسبير لاحقًا، إلا أن هناك نسخة سابقة من “هملت” عُرضت بواسطة رجال بيمبروك. يُشار إلى هذه النسخة غالبًا باسم “هملت الأور” أو “هملت القديم”، ويُعتقد أنها كانت مصدرًا لشكسبير عندما كتب نسخته الخاصة.
كما قدموا مسرحيات مثل “The Taming of A Shrew”، التي يُنظر إليها على أنها مقدمة لمسرحية شكسبير الأكثر شهرة “The Taming of the Shrew”. تشترك المسرحيتان في أوجه تشابه في الحبكة والشخصيات، مما يشير إلى وجود صلة بينهما.
بالإضافة إلى ذلك، قاموا بتقديم “حياة وموت جاك سترو”، وهي مسرحية تصور ثورة الفلاحين عام 1381. تعكس هذه المسرحية اهتمام الجمهور الإليزابيثي بالتاريخ والقضايا الاجتماعية.
من المهم ملاحظة أن تحديد المسرحيات التي عُرضت حصريًا بواسطة رجال بيمبروك أمر صعب بسبب الطبيعة المجزأة للسجلات المسرحية في تلك الفترة. ومع ذلك، فإن المسرحيات المذكورة أعلاه مرتبطة بالفرقة من خلال أدلة مختلفة، مثل سجلات دفتر يوميات فيليب هينسلو وشهادات معاصرة.
حل الفرقة وتأثيرها
لسوء الحظ، لم تدم فرقة رجال بيمبروك طويلاً. واجهت الفرقة صعوبات مالية وقانونية أدت في النهاية إلى حلها في عام 1593 أو 1594. كانت إحدى المشكلات الرئيسية هي انتهاكهم لبراءة اختراع اللورد تشامبرلين، والتي منحت رجال اللورد تشامبرلين حقوقًا حصرية لأداء المسرحيات في لندن. أدى هذا النزاع القانوني إلى تفاقم الصعوبات المالية التي تواجهها الفرقة.
على الرغم من عمرها القصير، تركت فرقة رجال بيمبروك إرثًا دائمًا في تاريخ المسرح الإنجليزي. لقد ساهموا في تطوير الدراما الإليزابيثية من خلال تقديم مسرحيات جديدة ومثيرة للجمهور. بالإضافة إلى ذلك، لعبت الفرقة دورًا في تشكيل مسيرة بعض أبرز الممثلين والكتاب المسرحيين في تلك الفترة.
أحد الجوانب الهامة لإرث رجال بيمبروك هو ارتباطهم بنسخة مبكرة من “هملت”. في حين أن مسرحية شكسبير “هملت” هي بلا شك النسخة الأكثر شهرة وتأثيرًا، إلا أن وجود “هملت الأور” الذي قدمه رجال بيمبروك يسلط الضوء على التطور التدريجي للقصة وتطورها. من المحتمل أن شكسبير قد استلهم من “هملت الأور” عندما كتب نسخته الخاصة، مما يدل على أهمية عمل رجال بيمبروك في تشكيل أحد أعظم المسرحيات في الأدب الإنجليزي.
علاوة على ذلك، ساهم رجال بيمبروك في المشهد المسرحي الأوسع من خلال توفير منصة للممثلين والكتاب المسرحيين الناشئين. على الرغم من أن أسماء العديد من أعضاء الفرقة قد ضاعت في التاريخ، فمن الواضح أنهم لعبوا دورًا في جلب المواهب الجديدة إلى المسرح. من خلال تقديم مجموعة متنوعة من المسرحيات، بما في ذلك المسرحيات التاريخية والمأساوية والكوميدية، قام رجال بيمبروك بتلبية أذواق مختلفة للجمهور وساعدوا في إثراء المشهد المسرحي الإليزابيثي.
تعتبر قصة رجال بيمبروك بمثابة تذكير بالتحديات والشكوك التي تواجهها فرق التمثيل في العصر الإليزابيثي. المنافسة الشديدة، والقيود القانونية، والصعوبات المالية، كلها ساهمت في صعود وهبوط العديد من الفرق. على الرغم من أن رجال بيمبروك لم يحققوا نفس مستوى النجاح الدائم الذي حققه رجال اللورد تشامبرلين أو رجال الأميرال، إلا أن مساهماتهم في المسرح الإنجليزي لا تزال تستحق التقدير.
الخلاصة
كان رجال إيرل بيمبروك فرقة تمثيلية إليزابيثية لعبت دورًا مهمًا في تطوير الدراما الإنجليزية. على الرغم من أن مسيرتهم كانت قصيرة ومضطربة، إلا أنهم قدموا مسرحيات مهمة مثل “هملت الأور” ومسرحيات تاريخية أخرى. ساهمت الفرقة في إثراء المشهد المسرحي الإليزابيثي وساعدت في تشكيل مسيرة بعض أبرز الممثلين والكتاب المسرحيين في تلك الفترة. على الرغم من التحديات التي واجهوها، ترك رجال بيمبروك إرثًا دائمًا في تاريخ المسرح الإنجليزي.