<![CDATA[
نشأته وتعليمه
ولد ديفيد بورين في مدينة شاوني بولاية أوكلاهوما. تعود جذور عائلته في أوكلاهوما إلى أجيال عديدة، حيث لعب أجداده دوراً بارزاً في تاريخ الولاية. تلقى تعليمه في المدارس العامة في شاوني، وأظهر نبوغاً مبكراً في الدراسة والقيادة.
بعد تخرجه من المدرسة الثانوية، التحق بورين بجامعة ييل، حيث حصل على درجة البكالوريوس في الآداب مع مرتبة الشرف في عام 1963. خلال فترة وجوده في جامعة ييل، برز كقائد طلابي وكان عضواً في جمعية فاي بيتا كابا المرموقة. ثم حصل على منحة رودس للدراسة في كلية جامعة أكسفورد في إنجلترا، حيث حصل على درجة الماجستير في الفلسفة والسياسة والاقتصاد.
بعد الانتهاء من دراسته في أكسفورد، عاد بورين إلى الولايات المتحدة والتحق بكلية الحقوق بجامعة أوكلاهوما. حصل على درجة الدكتوراه في القانون عام 1968، ثم عمل لفترة قصيرة كمدرس في الكلية قبل أن يدخل معترك السياسة.
مسيرته السياسية المبكرة
بدأ بورين مسيرته السياسية في مجلس نواب أوكلاهوما، حيث انتخب في عام 1966. خدم في المجلس لمدة ست سنوات، وصعد بسرعة ليصبح رئيساً للجنة المالية. خلال فترة وجوده في المجلس، ركز بورين على قضايا التعليم والضرائب والتنمية الاقتصادية.
في عام 1974، قرر بورين الترشح لمنصب حاكم ولاية أوكلاهوما. فاز في الانتخابات بسهولة وأصبح أصغر حاكم في تاريخ الولاية. خلال فترة ولايته، عمل بورين على تحسين نظام التعليم في أوكلاهوما، وجذب استثمارات جديدة إلى الولاية، وتحديث البنية التحتية.
أثناء فترة حكمه كحاكم، ركز بورين على إصلاح نظام التعليم، حيث دعا إلى زيادة تمويل المدارس وتحسين جودة المعلمين. كما سعى إلى تنويع اقتصاد أوكلاهوما من خلال جذب صناعات جديدة إلى الولاية.
مسيرته في مجلس الشيوخ الأمريكي
بعد قضاء ثماني سنوات كحاكم، انتخب بورين لعضوية مجلس الشيوخ الأمريكي في عام 1978. خدم في مجلس الشيوخ لمدة 16 عاماً، وأصبح واحداً من أكثر أعضائه نفوذاً واحتراماً. خلال فترة وجوده في مجلس الشيوخ، كان بورين عضواً في العديد من اللجان الهامة، بما في ذلك لجنة المالية ولجنة الاستخبارات.
في مجلس الشيوخ، اشتهر بورين بآرائه المستقلة وتركيزه على قضايا الأمن القومي والسياسة الخارجية. كان مؤيداً قوياً للجيش الأمريكي ولعب دوراً رائداً في صياغة التشريعات المتعلقة بمكافحة الإرهاب.
كان بورين أيضاً مدافعاً عن التجارة الحرة والإصلاح المالي. عمل على خفض الضرائب وتنظيم الإنفاق الحكومي. كان له دور فعال في تمرير العديد من الاتفاقيات التجارية الهامة، بما في ذلك اتفاقية التجارة الحرة لأمريكا الشمالية (نافتا).
الرئاسة لجامعة أوكلاهوما
في عام 1994، استقال بورين من مجلس الشيوخ ليصبح رئيساً لجامعة أوكلاهوما. قاد الجامعة لمدة 24 عاماً، أشرف خلالها على فترة من النمو والتوسع الكبيرين. تحت قيادته، شهدت الجامعة زيادة كبيرة في عدد الطلاب المسجلين، وحصلت على المزيد من التمويل للأبحاث، وحسنت سمعتها الأكاديمية.
خلال فترة رئاسته، ركز بورين على تحسين نوعية التعليم المقدم للطلاب. قام بتعيين أعضاء هيئة تدريس متميزين، ووسع البرامج الأكاديمية، وأنشأ مراكز بحثية جديدة. كما عمل على زيادة التنوع في الحرم الجامعي وجذب الطلاب من جميع أنحاء العالم.
بالإضافة إلى تركيزه على الأكاديميين، كان بورين أيضاً ملتزماً بتحسين الحياة الطلابية في جامعة أوكلاهوما. قام ببناء مساكن جديدة للطلاب، وحسن المرافق الترفيهية، وأنشأ برامج جديدة لدعم الطلاب.
مبادرات السياسة الخارجية
بعد تقاعده من رئاسة جامعة أوكلاهوما، واصل بورين نشاطه في مجال السياسة الخارجية. أسس مركز ديفيد بورين للدراسات الدولية في جامعة أوكلاهوما، والذي يهدف إلى تعزيز التفاهم العالمي وتشجيع الحوار بين الثقافات المختلفة.
كما شارك بورين في عدد من المنظمات الدولية، بما في ذلك مجلس العلاقات الخارجية ولجنة آسيا والمحيط الهادئ. سافر على نطاق واسع حول العالم، والتقى بقادة ومسؤولين حكوميين من مختلف البلدان.
ظل بورين صوتاً بارزاً في قضايا السياسة الخارجية، حيث دعا إلى اتباع نهج أكثر تعاوناً وتعدد الأطراف في التعامل مع التحديات العالمية. يعتقد أن الولايات المتحدة يجب أن تعمل مع حلفائها وشركائها لحل المشاكل المشتركة، مثل الإرهاب وتغير المناخ والفقر.
الجوائز والتكريمات
حصل ديفيد بورين على العديد من الجوائز والتكريمات طوال حياته المهنية، تقديراً لخدماته المتميزة في مجال السياسة والتعليم والشؤون الدولية. تشمل هذه الجوائز وسام الحرية الرئاسي، وهو أعلى وسام مدني في الولايات المتحدة.
كما حصل على العديد من الدرجات الفخرية من الجامعات والكليات في جميع أنحاء العالم. تم تسمية العديد من المباني والمراكز في جامعة أوكلاهوما باسمه، تكريماً لإسهاماته في الجامعة.
الحياة الشخصية
تزوج ديفيد بورين من مولي شي وهو أب لأربعة أطفال. يعيش حالياً في نورمان بولاية أوكلاهوما.
إرثه
يُذكر ديفيد بورين كواحد من أبرز الشخصيات السياسية في تاريخ أوكلاهوما. كان له دور فعال في تشكيل سياسات الولاية والأمة. كما كان له تأثير كبير على التعليم العالي، حيث قاد جامعة أوكلاهوما خلال فترة من النمو والتحسين الكبيرين.
يعتبر بورين نموذجاً للقائد الملتزم بالخدمة العامة. كرس حياته المهنية لتحسين حياة الآخرين، سواء من خلال عمله في الحكومة أو من خلال عمله في التعليم. سيظل إرثه يلهم الأجيال القادمة من القادة والمسؤولين العموميين.
خاتمة
ديفيد بورين شخصية بارزة في تاريخ أوكلاهوما والولايات المتحدة. مسيرته المهنية المتميزة في السياسة والتعليم والشؤون الدولية تجعله نموذجاً للقائد الملتزم بالخدمة العامة. من خلال عمله كحاكم لولاية أوكلاهوما، وعضو في مجلس الشيوخ الأمريكي، ورئيس لجامعة أوكلاهوما، ترك بورين بصمة لا تُمحى على الولاية والأمة.