بداياته وحياته المبكرة
ولد ليزلي هينسون في لندن، إنجلترا، ونشأ في عائلة ذات خلفية مسرحية. كان والده، جوزيف ليندفيلد هينسون، تاجر نبيذ هاوٍ، وكانت والدته، ليديا ليندا (ني براولي)، مغنية محترفة. أظهر هينسون الصغير اهتمامًا مبكرًا بالترفيه، وشارك في إنتاجات مدرسية وعروض هواة. تلقى تعليمه في مدرسة إيمانويل في واندسوورث، حيث صقل مهاراته التمثيلية.
في عام 1912، تزوج هينسون من الممثلة مادج سوندرز، واستمر زواجهما حتى عام 1946. أنجب الزوجان ثلاثة أطفال: ليزلي جلينفيل، ونيكي، وهيلاري. في عام 1947، تزوج هينسون من هارييت جينارد. وقد أثرت حياته الشخصية في مسيرته المهنية، حيث استوحى الإلهام من تجاربه الشخصية في أعماله الكوميدية.
المسيرة المهنية في المسرح
بدأ هينسون مسيرته المهنية في المسرح في عام 1910، حيث ظهر في العديد من العروض المتنوعة والمسرحيات الموسيقية. سرعان ما اكتسب سمعة طيبة بفضل توقيته الكوميدي الممتاز وحضوره المبهج على خشبة المسرح. في عام 1916، حقق هينسون نجاحًا كبيرًا في مسرحية “Chu Chin Chow”، وهي مسرحية موسيقية استمرت لفترة طويلة في مسرح His Majesty’s Theatre في لندن.
خلال الحرب العالمية الأولى، خدم هينسون في الجيش البريطاني، لكنه استمر في الترفيه عن القوات في العروض المسرحية. بعد الحرب، عاد إلى المسرح، وواصل تقديم عروض ناجحة في مسرحيات موسيقية وكوميدية مختلفة. في عام 1920، شارك هينسون في كتابة وإنتاج وبطولة مسرحية “Sally”، التي حققت نجاحًا كبيرًا في لندن ونيويورك.
في ثلاثينيات وأربعينيات القرن العشرين، أصبح هينسون أحد أبرز نجوم المسرح في بريطانيا. شارك في العديد من المسرحيات الموسيقية الناجحة، بما في ذلك “Follow the Sun” و “Funny Face” و “The Fleet’s Lit Up”. كما أدار هينسون العديد من المسارح في لندن، بما في ذلك مسرح Winter Garden Theatre ومسرح Aldwych Theatre.
- مسرحية “Chu Chin Chow”: كانت نقطة تحول في مسيرته المهنية، حيث أظهرت موهبته الكوميدية وقدرته على جذب الجمهور.
- مسرحية “Sally”: دليل على قدرته الإبداعية، حيث شارك في كتابتها وإنتاجها وبطولتها.
- إدارة المسارح: توسيع لنشاطه الفني وإسهام في إثراء المشهد المسرحي في لندن.
المسيرة المهنية في السينما
بالإضافة إلى عمله المسرحي، شارك هينسون في العديد من الأفلام الكوميدية. ظهر لأول مرة في فيلم “The Audition” عام 1928. على الرغم من أن أفلامه لم تكن ناجحة مثل عروضه المسرحية، إلا أنها سمحت له بالوصول إلى جمهور أوسع وأظهرت تنوعه كمؤدٍ.
من بين الأفلام التي شارك فيها هينسون: “The Girl from Maxims” (1933)، و “The Medicine Man” (1933)، و “Oh, Daddy!” (1935)، و “It’s a Boy” (1933). غالبًا ما لعب هينسون أدوارًا كوميدية وشخصيات غريبة الأطوار، مما سمح له بعرض توقيته الكوميدي وقدرته على الارتجال.
على الرغم من أن هينسون لم يحقق نفس مستوى النجاح في الأفلام كما فعل في المسرح، إلا أن مساهماته في السينما الكوميدية البريطانية كانت كبيرة. ساعدت أفلامه في ترسيخ مكانته كواحد من أبرز الكوميديين في عصره.
أسلوبه الكوميدي
تميز أسلوب هينسون الكوميدي بالفكاهة الجسدية والتعبيرات الوجهية المبالغ فيها والتفاعل المباشر مع الجمهور. كان معروفًا بقدرته على الارتجال وإضفاء لمسة شخصية على عروضه، مما جعله محبوبًا لدى الجماهير. غالبًا ما كان هينسون يدمج الأغاني والرقص في أعماله الكوميدية، مما أضاف بُعدًا آخر لعروضه.
كان هينسون بارعًا في خلق شخصيات مضحكة وغريبة الأطوار. غالبًا ما كان يلعب أدوارًا لشخصيات بسيطة وساذجة تجد نفسها في مواقف كوميدية. كان توقيته الكوميدي لا تشوبه شائبة، وكان يعرف كيف يثير الضحك من الجمهور ببساطة من خلال تعابير وجهه أو إيماءاته.
بالإضافة إلى الفكاهة الجسدية، كان هينسون معروفًا أيضًا بذكائه السريع وقدرته على إطلاق النكات والتعليقات الذكية. كان قادرًا على التواصل مع الجمهور على مستوى شخصي، مما جعله يبدو ودودًا وقريبًا.
- الفكاهة الجسدية: جزء أساسي من أسلوبه، حيث استخدم حركاته وتعابير وجهه لخلق مواقف مضحكة.
- الارتجال: سمة مميزة لعروضه، حيث كان يضيف لمسته الشخصية ويجعل كل عرض فريدًا.
- التفاعل مع الجمهور: كان يتواصل مع الجمهور بشكل مباشر، مما جعله محبوبًا وقريبًا منهم.
تكريمه
حصل ليزلي هينسون على وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة قائد (CBE) في عام 1951 تقديرًا لإسهاماته في مجال الترفيه. كان هذا التكريم بمثابة اعتراف بموهبته الاستثنائية وتفانيه في عمله.
بالإضافة إلى وسام الإمبراطورية البريطانية، تم تكريم هينسون بالعديد من الجوائز والأوسمة الأخرى طوال حياته المهنية. كان يحظى باحترام كبير من قبل زملائه الفنانين والجمهور على حد سواء.
لا يزال يُذكر ليزلي هينسون كواحد من أعظم الكوميديين البريطانيين في القرن العشرين. لقد ألهمت موهبته وإبداعه أجيالًا من الفنانين الكوميديين، وسيظل إرثه حيًا في قلوب محبيه.
حياته اللاحقة ووفاته
في السنوات اللاحقة من حياته، استمر هينسون في العمل في المسرح والتلفزيون. ظهر في العديد من البرامج التلفزيونية الكوميدية، واستمر في تقديم عروض مسرحية حتى وقت قريب من وفاته. في عام 1956، نشر هينسون سيرته الذاتية بعنوان “My Crazy Life”، والتي قدمت نظرة ثاقبة لحياته المهنية والشخصية.
توفي ليزلي هينسون في 2 ديسمبر 1957، عن عمر يناهز 66 عامًا. ترك وراءه إرثًا غنيًا من الأعمال الكوميدية التي ستظل تثير الضحك والإعجاب لأجيال قادمة.
خاتمة
كان ليزلي هينسون شخصية بارزة في عالم الترفيه البريطاني، اشتهر بموهبته الكوميدية الفريدة وحضوره المحبوب. من خلال عمله في المسرح والسينما، أسعد هينسون الملايين من الناس وألهم أجيالًا من الفنانين الكوميديين. سيظل يُذكر كواحد من أعظم الكوميديين في القرن العشرين، وسيستمر إرثه في إلهامنا وإمتاعنا لسنوات عديدة قادمة.