مقدمة
آنا ماري هان (اسمها الأصلي فيلسر؛ 7 يوليو 1906 – 7 ديسمبر 1938) كانت قاتلة متسلسلة أمريكية من أصل ألماني. اشتهرت بقتل العديد من كبار السن طمعاً في أموالهم، وحُكم عليها بالإعدام في نهاية المطاف.
السيرة الذاتية
ولدت آنا ماري فيلسر في بافاريا، ألمانيا. كان لديها طفولة مضطربة نسبياً، حيث حملت في سن مبكرة وأرسلت إلى الولايات المتحدة لتجنب الفضيحة. استقرت في سينسيناتي، أوهايو، حيث تزوجت وأنجبت طفلاً.
الحياة المبكرة
ولدت آنا ماري فيلسر في 7 يوليو 1906 في بافاريا بألمانيا. نشأت في عائلة متواضعة، وتعتبر الفترة التي قضتها في ألمانيا نقطة تحول في حياتها. في سن المراهقة، حملت آنا ماري من علاقة غير شرعية، وهو ما كان يعتبر فضيحة كبيرة في ذلك الوقت. لتجنب العار الذي قد يلحق بالعائلة، قرر والداها إرسالها إلى الولايات المتحدة، حيث كان يعيش أقارب لها.
الهجرة إلى الولايات المتحدة والزواج
في عام 1929، هاجرت آنا ماري إلى الولايات المتحدة واستقرت في سينسيناتي، أوهايو. وهناك، تزوجت من فيليب هان، وهو عامل في أحد المصانع. لم يكن الزواج سعيداً، وعانت آنا ماري من صعوبات مالية واجتماعية. كان لديها ابن اسمه أوسكار، وكانت تجد صعوبة في إعالته ورعايته.
بداية الجرائم
بدأت آنا ماري هان نشاطها الإجرامي في أوائل الثلاثينيات من القرن الماضي. كانت تستهدف كبار السن من الأثرياء الذين يعيشون بمفردهم. كانت تقترب منهم وتكسب ثقتهم، ثم تقدم لهم الرعاية مقابل الحصول على أموالهم أو ممتلكاتهم. ومع ذلك، كانت تقوم بتسميمهم ببطء بالزرنيخ حتى يموتوا، ثم تستولي على أموالهم.
ضحاياها
تشمل قائمة ضحايا آنا ماري هان المؤكدين:
- إرنستين كوخ: امرأة مسنة توفيت في عام 1932 بعد أن قدمت لها آنا ماري الرعاية.
- جاكوب واجنر: رجل مسن توفي في عام 1933 بعد أن استأجرته آنا ماري كمستأجر.
- جورج أوبيرجفيل: رجل مسن توفي في عام 1937 بعد أن سافر مع آنا ماري إلى كولورادو.
- ألبرت باركر: رجل مسن توفي في عام 1937 بعد أن قدمت له آنا ماري الرعاية في سينسيناتي.
يشتبه في أن آنا ماري هان قتلت العديد من الأشخاص الآخرين، ولكن لم يتمكن المحققون من إثبات ذلك بشكل قاطع.
طريقة القتل
استخدمت آنا ماري هان الزرنيخ لقتل ضحاياها. كانت تضع الزرنيخ في طعامهم أو شرابهم، مما يؤدي إلى تسممهم ببطء وموتهم في النهاية. كان الزرنيخ في ذلك الوقت مادة متاحة بسهولة، ولم يكن من السهل اكتشافه في الجثث.
التحقيق والقبض عليها
بدأ الشك يحوم حول آنا ماري هان بعد وفاة جورج أوبيرجفيل في عام 1937. كان أوبيرجفيل قد سافر معها إلى كولورادو، وبعد وفاته، اكتشف المحققون أنه كان قد أعطاها مبلغاً كبيراً من المال. أثار ذلك الشكوك حول دورها في وفاته، وبدأوا في التحقيق في ماضيها.
اكتشف المحققون أن آنا ماري هان كانت قد قدمت الرعاية لعدة أشخاص آخرين توفوا في ظروف غامضة. قاموا باستخراج جثث بعض الضحايا المشتبه بهم، ووجدوا آثاراً للزرنيخ في أجسامهم. بناءً على هذه الأدلة، تم القبض على آنا ماري هان بتهمة القتل.
المحاكمة والإدانة
بدأت محاكمة آنا ماري هان في عام 1938. كانت القضية تحظى بتغطية إعلامية واسعة، واهتم الجمهور بشكل كبير بتفاصيلها. قدم الادعاء أدلة قوية ضدها، بما في ذلك شهادات الشهود والنتائج التي توصل إليها خبراء السموم.
حاولت آنا ماري هان الدفاع عن نفسها، لكن حججها لم تكن مقنعة. في النهاية، أدانتها هيئة المحلفين بتهمة قتل ألبرت باركر وحكمت عليها بالإعدام.
الإعدام
تم إعدام آنا ماري هان بالكرسي الكهربائي في 7 ديسمبر 1938 في سجن أوهايو. كانت واحدة من أوائل النساء اللاتي تم إعدامهن في أوهايو في القرن العشرين.
تأثير القضية
أثارت قضية آنا ماري هان صدمة كبيرة في الولايات المتحدة. سلطت الضوء على ضعف كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، وأثارت المخاوف بشأن سلامة الرعاية المقدمة لهم. كما أدت القضية إلى زيادة الوعي بأهمية الكشف عن التسمم بالزرنيخ.
تعتبر آنا ماري هان واحدة من أشهر القتلة المتسلسلين في تاريخ الولايات المتحدة. قصتها هي تذكير مأساوي بالشر الذي يمكن أن يكمن وراء المظاهر اللطيفة.
دروس مستفادة
تترك لنا قضية آنا ماري هان عدة دروس مستفادة:
- الحذر في التعامل مع الغرباء: يجب أن نكون حذرين في التعامل مع الأشخاص الذين لا نعرفهم، وخاصةً عندما يتعلق الأمر بتقديم الرعاية أو المساعدة لكبار السن.
- أهمية التحقق من الخلفية: يجب علينا التحقق من خلفية الأشخاص الذين نوظفهم لتقديم الرعاية لكبار السن، والتأكد من أنهم جديرون بالثقة.
- اليقظة والمراقبة: يجب أن نكون يقظين ونراقب عن كثب كبار السن الذين يعيشون بمفردهم، والتأكد من أنهم يتلقون الرعاية المناسبة.
الإرث
لا تزال قضية آنا ماري هان تثير الاهتمام حتى اليوم. تم تناول قصتها في العديد من الكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية. إنها تذكير مأساوي بالقدرة على الشر الكامنة في النفس البشرية، وأهمية حماية كبار السن من الاستغلال والإيذاء.
في الثقافة الشعبية
تم تناول قصة آنا ماري هان في العديد من الأعمال الفنية، بما في ذلك:
- فيلم “The Stranger Beside Me” (2003): فيلم تلفزيوني يستند إلى كتاب يحمل نفس الاسم للمؤلفة آن رول.
- مسلسل “Deadly Women”: حلقة من المسلسل الوثائقي الذي يتناول قصص القاتلات.
خاتمة
كانت آنا ماري هان قاتلة متسلسلة خطيرة استغلت ضعف كبار السن لتحقيق مكاسب مالية. قُتلت العديد من الضحايا بدم بارد، وأثارت قضيتها صدمة كبيرة في المجتمع. تعتبر قصتها بمثابة تحذير من الشر الذي يمكن أن يكمن وراء المظاهر الخادعة، وأهمية حماية الفئات الأكثر ضعفاً في المجتمع.