حياتها المبكرة ونشأتها
ولدت بلانش باري في عائلة نبيلة في هيرفوردشاير. كان والدها هو هنري باري، وكانت والدتها هي أليس ميلبورن. تلقت تعليمًا جيدًا بالنسبة لامرأة في عصرها، وتعلمت القراءة والكتابة، بالإضافة إلى اللغات والموسيقى. يُعتقد أنها دخلت خدمة العائلة المالكة في سن مبكرة، ربما في عهد الملك هنري الثامن.
خدمتها في البلاط الملكي
بدأت بلانش باري خدمتها في البلاط الملكي كخادمة شرف للأميرة إليزابيث، الابنة الصغرى للملك هنري الثامن. كانت إليزابيث آنذاك طفلة صغيرة، وسرعان ما أقامت باري علاقة وثيقة معها. عندما أصبحت إليزابيث ملكة في عام 1558، عينت باري رئيسة لسيدات البلاط الملكي، وهو منصب شغلته حتى وفاتها.
بصفتها رئيسة سيدات البلاط الملكي، كانت باري مسؤولة عن كل جانب من جوانب الحياة الشخصية للملكة إليزابيث. كانت مسؤولة عن غرفة نوم الملكة، وملابسها، ومجوهراتها، والأشياء الشخصية الأخرى. كانت أيضًا مسؤولة عن الإشراف على سيدات البلاط الأخريات، والتأكد من أنهن يتصرفن بشكل لائق.
كانت باري شخصية قوية ومؤثرة في البلاط الإليزابيثي. كانت تتمتع بثقة الملكة إليزابيث، وغالبًا ما كانت تستشيرها في الأمور السياسية والاقتصادية. كانت باري أيضًا سخية جدًا في دعمها للأعمال الخيرية، وتبرعت بالكثير من المال للمدارس والمستشفيات وغيرها من المؤسسات الخيرية.
دورها السياسي والاقتصادي
لم تقتصر وظيفة بلانش باري على خدمة الملكة في شؤونها الشخصية فحسب، بل امتدت لتشمل أدوارًا سياسية واقتصادية هامة. كانت تعمل كوسيط بين الملكة والعديد من الشخصيات الهامة في الدولة، وكانت لها القدرة على التأثير في القرارات الملكية. كانت أيضًا تشارك في إدارة بعض الشؤون المالية للمملكة، مما يدل على ثقة الملكة الكبيرة بها.
لعبت باري دورًا في تشجيع التجارة والصناعة في ويلز، حيث كانت مهتمة بتطوير المنطقة التي نشأت فيها. دعمت العديد من المشاريع الاقتصادية التي ساهمت في تحسين معيشة السكان المحليين. كانت تؤمن بأهمية التعليم، وقامت بتمويل بناء المدارس وتوفير المنح الدراسية للطلاب المحتاجين.
دعمها للفنون
كانت بلانش باري محبة للفنون، وقدمت دعمًا كبيرًا للفنانين والموسيقيين والشعراء. كانت ترعى العديد من الفنانين، وتكلفهم بإنتاج أعمال فنية لتزيين القصور الملكية. كانت أيضًا تهتم بجمع الكتب والمخطوطات، وجمعت مكتبة كبيرة ضمت العديد من الأعمال الأدبية والعلمية الهامة.
كانت باري تقدر الشعر والموسيقى، وكانت تستضيف بانتظام عروضًا فنية في البلاط الملكي. شجعت الشعراء والموسيقيين على تقديم أعمال جديدة، وساعدت في نشر أعمالهم بين الجمهور. كانت تؤمن بأن الفنون تلعب دورًا هامًا في تطوير المجتمع وتعزيز الثقافة.
علاقتها بالملكة إليزابيث الأولى
كانت علاقة بلانش باري بالملكة إليزابيث الأولى علاقة صداقة وثقة عميقة. كانت باري بمثابة الأم البديلة لإليزابيث، وكانت ترافقها في جميع الأوقات. كانت إليزابيث تثق في باري ثقة عمياء، وكانت تستشيرها في جميع الأمور الهامة. كانت باري هي الشخص الوحيد الذي تجرأ على انتقاد الملكة أو تقديم النصيحة لها بصراحة.
تعتبر باري من أهم الشخصيات التي أثرت في حياة الملكة إليزابيث الأولى. ساهمت في تشكيل شخصية الملكة وقراراتها، ولعبت دورًا هامًا في نجاح عهدها. كانت باري مثالًا للمرأة القوية والمؤثرة في عصر النهضة، وتركت بصمة واضحة في التاريخ الإنجليزي.
- كانت بلانش باري مسؤولة عن تعليم إليزابيث في سنواتها الأولى.
- أدارت باري شؤون منزل إليزابيث عندما كانت الأخيرة قيد الإقامة الجبرية في عهد الملكة ماري الأولى.
- احتفظت باري بمكانة مرموقة في البلاط الملكي طوال فترة حكم إليزابيث.
وفاتها وإرثها
توفيت بلانش باري في 12 فبراير 1590، عن عمر يناهز 82 عامًا. حزنت الملكة إليزابيث بشدة على وفاة باري، وأمرت بإقامة جنازة رسمية لها. دُفنت باري في كنيسة سانت مارغريت، وستمنستر.
تركت بلانش باري إرثًا كبيرًا. كانت شخصية قوية ومؤثرة لعبت دورًا هامًا في البلاط الإليزابيثي. كانت أيضًا سخية جدًا في دعمها للأعمال الخيرية، وتركت بصمة واضحة في التاريخ الإنجليزي.
لا تزال بلانش باري شخصية محترمة في ويلز، حيث يُنظر إليها على أنها بطلة محلية. تم تسمية العديد من الشوارع والمباني على اسمها، ويتم الاحتفال بذكراها كل عام.
خاتمة
كانت بلانش باري شخصية بارزة في البلاط الإليزابيثي، حيث خدمت الملكة إليزابيث الأولى بأمانة وإخلاص لأكثر من خمسين عامًا. لعبت دورًا هامًا في السياسة والاقتصاد والفنون، وتركت إرثًا دائمًا كمثال للمرأة القوية والمؤثرة. علاقتها الوثيقة بالملكة إليزابيث جعلت منها شخصية محورية في عصر النهضة الإنجليزية، وساهمت في تشكيل التاريخ الإنجليزي بشكل كبير.