مقدمة
ماري وودفيل، كونتيسة بيمبروك (حوالي 1456–1481)، كانت شقيقة الملكة إليزابيث وودفيل، زوجة إدوارد الرابع، وعمة إدوارد الخامس. على الرغم من مكانتها المرموقة بفضل صلاتها بالعائلة المالكة، إلا أن زواجها القصير والمثير للجدل من ويليام هربرت، إيرل بيمبروك الثاني، شابته الظروف غير الاعتيادية التي أدت إلى فسخه. قصة ماري وودفيل تلقي الضوء على تعقيدات السياسة الأسرية في العصور الوسطى المتأخرة وتأثيرها على حياة النبلاء.
نشأتها وعائلتها
ولدت ماري وودفيل حوالي عام 1456، وهي ابنة ريتشارد وودفيل، إيرل ريفرز الأول، وجاكيتا من لوكسمبورغ. كانت عائلة وودفيل في الأصل من طبقة النبلاء الصغار، لكن صعودها إلى السلطة والنفوذ بدأ عندما تزوجت ابنتهم إليزابيث من الملك إدوارد الرابع في عام 1464. هذا الزواج المفاجئ رفع مكانة عائلة وودفيل، مما جعلهم شخصيات بارزة في البلاط الملكي الإنجليزي. كان لدى ماري العديد من الأشقاء، بما في ذلك إليزابيث وودفيل، والملكة القرينة، وأنتوني وودفيل، إيرل ريفرز الثاني، وليونيل وودفيل، أسقف سالزبوري، وريتشارد وودفيل، إيرل ريفرز الثالث. كانت نشأتها محاطة بالصراعات السياسية والدسائس الملكية التي ميزت حرب الوردتين.
زواجها من إيرل بيمبروك الثاني
في عام 1466، تزوجت ماري وودفيل من ويليام هربرت، إيرل بيمبروك الثاني. كان الزواج ترتيبًا سياسيًا يهدف إلى تعزيز نفوذ عائلة وودفيل وتأمين دعم ويليام هربرت لإدوارد الرابع. كان ويليام هربرت شخصية قوية ومؤثرة في ويلز والمقاطعات الغربية، وكان زواجه من ماري بمثابة تحالف استراتيجي لكلا الطرفين. ومع ذلك، كان هناك فارق كبير في العمر بينهما، حيث كان ويليام أكبر من ماري بحوالي عشرين عامًا. بالإضافة إلى ذلك، كان لدى ويليام بالفعل علاقة غير شرعية وأطفال غير شرعيين، مما أضاف طبقة أخرى من التعقيد إلى الزواج.
كان لزواج ماري وويليام تأثير كبير على مكانة عائلة وودفيل، حيث عزز من موقعهم في التسلسل الهرمي الاجتماعي والسياسي. ومع ذلك، لم يدم هذا الزواج طويلاً، حيث قُتل ويليام هربرت في عام 1469 بعد معركة إيدجكوت مور، وهي إحدى المعارك الرئيسية في حرب الوردتين. تركت وفاة ويليام ماري أرملة في سن مبكرة، مما وضعها في موقف صعب، خاصة في ظل الظروف السياسية غير المستقرة في ذلك الوقت.
فسخ زواجها الثاني
بعد وفاة ويليام هربرت، تزوجت ماري من شخص آخر يُدعى جون وودفيل، الذي كان يكبرها سناً بكثير. كان جون شقيق الملكة إليزابيث وودفيل، وكان هذا الزواج وسيلة أخرى لعائلة وودفيل لتعزيز قوتها ونفوذها. ومع ذلك، كان هذا الزواج غير عادي بشكل خاص بسبب فارق السن الكبير بينهما، حيث كان جون في العشرينات من عمره بينما كانت ماري في أواخر سن المراهقة. أثار هذا الزواج فضيحة في البلاط الملكي، حيث اعتبره الكثيرون غير لائق وغير مناسب.
لسوء الحظ، لم يدم هذا الزواج طويلاً أيضًا. في عام 1469، أُعدم جون وودفيل، مما ترك ماري أرملة مرة أخرى. كانت الظروف المحيطة بإعدام جون وودفيل غامضة، لكن يُعتقد أنها كانت نتيجة للصراعات السياسية والدسائس التي كانت سائدة في ذلك الوقت. تركت وفاة جون ماري في وضع ضعيف، حيث فقدت زوجها ونفوذ عائلتها في ظل تدهور الأوضاع السياسية.
حياتها اللاحقة ووفاتها
بعد إعدام زوجها الثاني، عاشت ماري وودفيل حياة هادئة نسبيًا. لم تتزوج مرة أخرى، وقضت معظم وقتها في إدارة ممتلكاتها ورعاية أسرتها. على الرغم من أنها لم تعد تلعب دورًا بارزًا في السياسة، إلا أنها ظلت على اتصال وثيق بأفراد عائلتها، وخاصة شقيقتها الملكة إليزابيث وودفيل. خلال فترة حكم إدوارد الرابع، تمكنت ماري من الحفاظ على مكانتها وممتلكاتها، لكن الأمور تغيرت بشكل كبير بعد وفاته.
عند وفاة إدوارد الرابع في عام 1483، اندلعت أزمة خلافة، حيث طعن ريتشارد الثالث في حق ابن أخيه إدوارد الخامس في العرش. أدت هذه الأزمة إلى سقوط عائلة وودفيل من السلطة، حيث تم سجن العديد من أفراد العائلة أو إعدامهم. كانت ماري وودفيل من بين أولئك الذين عانوا من تداعيات هذه الأزمة. فقدت ماري الكثير من ممتلكاتها، وتم تقليص نفوذها بشكل كبير. توفيت ماري وودفيل في عام 1481، في ظروف غامضة. على الرغم من أن سبب وفاتها غير معروف، إلا أنه من المحتمل أن يكون مرتبطًا بالضغوط والمصاعب التي واجهتها خلال حياتها المضطربة.
إرثها
على الرغم من أن ماري وودفيل لم تكن شخصية بارزة في التاريخ الإنجليزي، إلا أن حياتها تلقي الضوء على تعقيدات السياسة الأسرية والدسائس الملكية في العصور الوسطى المتأخرة. كانت ماري ضحية للظروف السياسية والاجتماعية التي كانت سائدة في ذلك الوقت، وحياتها القصيرة مليئة بالزواج السياسي والمآسي الشخصية. تعتبر قصة ماري وودفيل مثالًا على كيف يمكن أن تتأثر حياة الأفراد بشكل كبير بالأحداث التاريخية الكبرى والصراعات السياسية.
بالإضافة إلى ذلك، تذكر ماري وودفيل كجزء من عائلة وودفيل، التي لعبت دورًا مهمًا في تاريخ إنجلترا خلال حرب الوردتين. كان صعود عائلة وودفيل إلى السلطة ونفوذها بمثابة قصة نجاح ملحوظة، لكنها كانت أيضًا سببًا في الكثير من الجدل والصراع. كانت ماري وودفيل جزءًا من هذه العائلة المعقدة والمثيرة للجدل، وحياتها تعكس صعود وهبوط عائلة وودفيل.
خاتمة
ماري وودفيل، كونتيسة بيمبروك، كانت شخصية ثانوية في التاريخ الإنجليزي، لكن حياتها تعكس تعقيدات السياسة الأسرية والدسائس الملكية في العصور الوسطى المتأخرة. من خلال زواجها من ويليام هربرت وإعدام زوجها الثاني، شهدت ماري صعود وهبوط عائلة وودفيل. على الرغم من أن حياتها كانت قصيرة ومضطربة، إلا أنها تظل جزءًا من قصة أكبر عن الصراع على السلطة والنفوذ في إنجلترا في العصور الوسطى.