نشأته وتعليمه
ولد ميخائيل سوموف في موسكو عام 1908. بعد إكمال تعليمه الثانوي، التحق بمعهد موسكو للأرصاد الجوية المائية، وتخرج منه عام 1937. خلال سنوات دراسته، أظهر اهتمامًا كبيرًا بعلوم المحيطات والمناطق القطبية، مما دفعه إلى التخصص في هذا المجال.
بداية مسيرته المهنية
بعد تخرجه، بدأ سوموف حياته المهنية كباحث في المعهد القطبي التابع للإدارة الرئيسية للطريق البحري الشمالي. في هذه الفترة، شارك في العديد من الرحلات الاستكشافية إلى القطب الشمالي، حيث درس الظروف الجوية والمائية في هذه المنطقة النائية. اكتسب سوموف خبرة واسعة في العمل في البيئات القاسية، مما جعله مؤهلاً لتولي مهام أكثر صعوبة في المستقبل.
قيادة البعثة السوفيتية إلى القارة القطبية الجنوبية
في عام 1955، تم اختيار سوموف لقيادة أول بعثة سوفيتية إلى القارة القطبية الجنوبية. كانت هذه البعثة جزءًا من السنة الجيوفيزيائية الدولية، وهي جهد علمي عالمي يهدف إلى دراسة الأرض وظواهرها الطبيعية. كان الهدف الرئيسي للبعثة السوفيتية هو إنشاء قاعدة أبحاث دائمة في القارة القطبية الجنوبية وإجراء دراسات علمية في مجالات مختلفة، مثل علم الأرصاد الجوية، وعلم الجليد، والجيولوجيا، والجيوفيزياء.
غادرت البعثة السوفيتية الاتحاد السوفيتي في أواخر عام 1955 على متن السفينة “أوب”. بعد رحلة طويلة وشاقة عبر المحيط المتجمد الجنوبي، وصلت السفينة إلى ساحل أنتاركتيكا في أوائل عام 1956. اختار سوموف وفريقه موقعًا مناسبًا على ساحل بحر ديفيس لإنشاء قاعدة الأبحاث، والتي أطلق عليها اسم “ميرني” (Mirny)، وتعني “سلمي” باللغة الروسية.
أشرف سوموف على بناء قاعدة ميرني، والتي أصبحت مركزًا للأنشطة العلمية السوفيتية في القارة القطبية الجنوبية. قام الباحثون في القاعدة بإجراء دراسات علمية مكثفة في مجالات مختلفة، وجمعوا بيانات قيمة عن البيئة القطبية الجنوبية. بالإضافة إلى ذلك، قامت البعثة السوفيتية باستكشاف مناطق واسعة من القارة القطبية الجنوبية، ورسم خرائط جديدة، واكتشاف جبال وأنهار جليدية.
بفضل قيادته الحكيمة، تمكن سوموف من تحقيق أهداف البعثة السوفيتية بنجاح. عادت البعثة إلى الاتحاد السوفيتي في عام 1957، حيث تم استقبال أعضائها استقبال الأبطال. حصل سوموف على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإسهاماته في استكشاف القارة القطبية الجنوبية.
مناصبه اللاحقة
بعد عودته من القارة القطبية الجنوبية، شغل سوموف العديد من المناصب الهامة في المؤسسات العلمية السوفيتية. عمل كنائب لمدير معهد بحوث القطب الشمالي والجنوبي، وشارك في التخطيط والإشراف على العديد من الرحلات الاستكشافية إلى المناطق القطبية. كما قام بتأليف العديد من الكتب والمقالات العلمية حول استكشاف القارة القطبية الجنوبية وعلم المحيطات.
إسهاماته العلمية
قدم سوموف إسهامات كبيرة في مجال علم المحيطات واستكشاف المناطق القطبية. بفضل قيادته للبعثة السوفيتية إلى القارة القطبية الجنوبية، تمكن العلماء السوفييت من جمع بيانات قيمة عن البيئة القطبية الجنوبية، والتي ساهمت في فهم أفضل لتغير المناخ وتأثيره على القطبين. كما ساهم سوموف في تطوير التقنيات والمعدات المستخدمة في استكشاف المناطق القطبية.
تشمل بعض إسهاماته العلمية البارزة:
- تأسيس قاعدة ميرني، والتي أصبحت مركزًا للبحوث العلمية السوفيتية في القارة القطبية الجنوبية.
- استكشاف مناطق واسعة من القارة القطبية الجنوبية، ورسم خرائط جديدة.
- جمع بيانات قيمة عن المناخ والجليد والجيولوجيا في القارة القطبية الجنوبية.
- تطوير تقنيات ومعدات جديدة لاستكشاف المناطق القطبية.
- نشر العديد من الكتب والمقالات العلمية حول استكشاف القارة القطبية الجنوبية وعلم المحيطات.
تكريمه
حصل سوموف على العديد من الجوائز والأوسمة تقديرًا لإسهاماته في استكشاف القارة القطبية الجنوبية وعلم المحيطات، ومن بينها:
- وسام لينين
- وسام الراية الحمراء للعمل
- بطل العمل الاشتراكي
تكريمًا لذكراه، أطلق اسم سوموف على العديد من المعالم الجغرافية في القارة القطبية الجنوبية، مثل:
- بحر سوموف
- جبل سوموف
وفاته
توفي ميخائيل سوموف في لينينغراد في 30 ديسمبر 1973 عن عمر يناهز 65 عامًا. ترك وراءه إرثًا عظيمًا من الإنجازات العلمية والاكتشافات الجغرافية، وسيظل اسمه محفورًا في تاريخ استكشاف القارة القطبية الجنوبية.
خاتمة
كان ميخائيل سوموف عالم محيطات سوفيتيًا بارزًا ومستكشفًا قطبيًا لعب دورًا حاسمًا في استكشاف القارة القطبية الجنوبية. قاد أول بعثة سوفيتية إلى القارة القطبية الجنوبية، وأسس قاعدة ميرني، وجمع بيانات قيمة عن البيئة القطبية الجنوبية. بفضل إسهاماته العلمية، ساهم سوموف في فهم أفضل لتغير المناخ وتأثيره على القطبين، وترك إرثًا عظيمًا من الإنجازات التي ستظل تلهم الأجيال القادمة من العلماء والمستكشفين.