رحلة سلتيك إلى النهائي
بدأت رحلة سلتيك في كأس الاتحاد الأوروبي 2002-2003 بشكل متواضع، لكنها سرعان ما اكتسبت زخماً. تحت قيادة المدرب مارتن أونيل، قدم سلتيك سلسلة من العروض القوية التي أظهرت قدرتهم الهجومية وصلابتهم الدفاعية. تضمنت بعض أبرز محطات رحلتهم:
- الفوز على بلاكبيرن روفرز: في الجولة الثانية، تغلب سلتيك على بلاكبيرن روفرز الإنجليزي في مباراة مثيرة، مما أظهر تصميمهم على المضي قدماً في البطولة.
- التغلب على سيلتا فيغو: في دور الـ16، قدم سلتيك أداءً مذهلاً ضد سيلتا فيغو الإسباني، أحد المرشحين للفوز باللقب، وفاز عليه بمجموع المباراتين.
- الانتصار على شتوتغارت: في دور الثمانية، واجه سلتيك شتوتغارت الألماني، وتمكن من الفوز عليه بصعوبة، مما أكد مكانته بين الفرق الكبرى في البطولة.
- مواجهة ليفربول: في نصف النهائي، التقى سلتيك بليفربول الإنجليزي في مباراة تاريخية. بعد التعادل 1-1 في جلاسكو، انتهت مباراة الإياب بفوز سلتيك 1-0، ليضمنوا مكانهم في النهائي.
النهائي في إشبيلية
وصل عشرات الآلاف من مشجعي سلتيك إلى إشبيلية لحضور المباراة النهائية ضد بورتو. على الرغم من الحرارة الشديدة والإجراءات الأمنية المشددة، حافظ المشجعون على روح معنوية عالية وقدموا دعماً لا يلين لفريقهم. امتلأت شوارع إشبيلية باللونين الأخضر والأبيض، وأصبحت المدينة بأكملها مسرحاً للاحتفالات والأغاني.
كانت المباراة النهائية نفسها قمة في الإثارة والتشويق. تقدم بورتو أولاً، لكن سلتيك تعادل عن طريق النجم السويدي هنريك لارسون. ثم تقدم بورتو مرة أخرى، لكن لارسون عاد ليسجل هدف التعادل الثاني بضربة رأس رائعة. انتهى الوقت الأصلي بالتعادل 2-2، ليحتكم الفريقان إلى الوقت الإضافي. في الوقت الإضافي، سجل بورتو هدف الفوز، ليحرم سلتيك من الفوز باللقب.
على الرغم من الخسارة المؤلمة، استقبل مشجعو سلتيك فريقهم استقبال الأبطال. لقد أدركوا أنهم كانوا جزءاً من رحلة تاريخية وأن فريقهم قدم أداءً مشرفاً. كما أثنى الكثيرون على سلوك مشجعي سلتيك في إشبيلية، حيث أظهروا روحاً رياضية عالية واحتراماً للجميع.
تأثير “فتيان إشبيلية”
ترك “فتيان إشبيلية” إرثاً دائماً في تاريخ نادي سلتيك وكرة القدم الاسكتلندية. لقد أثبتوا أن سلتيك قادر على المنافسة على أعلى المستويات في أوروبا، وألهموا جيلاً جديداً من اللاعبين والمشجعين. كما عززوا سمعة كرة القدم الاسكتلندية في جميع أنحاء العالم.
بالإضافة إلى ذلك، ساهم “فتيان إشبيلية” في تعزيز الروح الرياضية والتسامح بين الجماهير. لقد أظهروا أن كرة القدم يمكن أن تكون وسيلة للتواصل والتقارب بين الثقافات المختلفة. ولا يزال مشجعو سلتيك يتذكرون رحلتهم إلى إشبيلية بفخر واعتزاز.
أبرز اللاعبين في فريق “فتيان إشبيلية”
ضم فريق سلتيك الذي وصل إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 2002-2003 العديد من اللاعبين الموهوبين الذين لعبوا دوراً حاسماً في نجاح الفريق. من بين هؤلاء اللاعبين:
- هنريك لارسون: المهاجم السويدي الأسطوري، والذي يعتبر أحد أفضل اللاعبين في تاريخ سلتيك. سجل هدفين في المباراة النهائية وكان له تأثير كبير طوال البطولة.
- كريس سوتون: المهاجم الإنجليزي القوي، والذي شكل ثنائياً خطيراً مع لارسون في خط الهجوم.
- جون هارتسون: المهاجم الويلزي، والذي كان يتميز بقوته البدنية وقدرته على تسجيل الأهداف الحاسمة.
- نيل لينون: لاعب خط الوسط الأيرلندي الشمالي، والذي كان يتميز بمهاراته القيادية وقدرته على التحكم في إيقاع اللعب.
- بول لامبرت: لاعب خط الوسط الاسكتلندي، والذي كان يتميز بمهاراته التمرير وقدرته على قطع الكرات.
- جاكي مكنمارا: الظهير الأيمن الاسكتلندي، والذي كان يتميز باندفاعه الهجومي وصلابته الدفاعية.
- بوبو بالدي: المدافع الغيني، والذي كان يتميز بقوته البدنية وقدرته على التعامل مع المهاجمين الخصوم.
- جويل تشاندر: الحارس البولندي، والذي قدم أداءً جيداً طوال البطولة وأنقذ العديد من الكرات الحاسمة.
إرث مارتن أونيل
لا يمكن الحديث عن “فتيان إشبيلية” دون ذكر الدور الحاسم الذي لعبه المدرب مارتن أونيل. لقد كان أونيل مهندس هذا الفريق الناجح، وقادهم ببراعة إلى نهائي كأس الاتحاد الأوروبي. لقد تميز أونيل بقدرته على بناء فريق قوي ومتماسك، وغرس في اللاعبين الثقة والإيمان بقدراتهم. كما كان يتمتع بشخصية قوية وحضور طاغٍ، مما جعله يحظى باحترام وتقدير الجميع.
لقد ترك أونيل إرثاً دائماً في نادي سلتيك، ولا يزال يعتبر أحد أفضل المدربين في تاريخ النادي. لقد ألهم جيلاً كاملاً من المدربين واللاعبين، وساهم في تطوير كرة القدم الاسكتلندية.
ذكريات لا تُنسى
لا يزال مشجعو سلتيك يتذكرون رحلتهم إلى إشبيلية والنهائي الدرامي ضد بورتو كواحدة من أبرز اللحظات في تاريخ النادي. لقد كانت تجربة لا تُنسى، مليئة بالإثارة والتشويق والأمل. على الرغم من الخسارة المؤلمة، إلا أنهم فخورون بفريقهم وبما حققوه. لقد أظهروا للعالم أجمع أن سلتيك فريق كبير، وأن مشجعيه هم الأفضل في العالم.
ستبقى ذكريات “فتيان إشبيلية” خالدة في قلوب مشجعي سلتيك إلى الأبد.
خاتمة
على الرغم من خسارة سلتيك في نهائي كأس الاتحاد الأوروبي 2002-2003، إلا أن رحلة “فتيان إشبيلية” أصبحت جزءاً لا يتجزأ من تاريخ النادي. لقد كانت قصة عن الشغف والتصميم والوحدة، وألهمت جيلاً كاملاً من اللاعبين والمشجعين. ستبقى ذكرى هذه الرحلة خالدة في قلوب كل من دعم سلتيك، وستظل تذكرنا دائماً بقوة كرة القدم وقدرتها على توحيد الناس.