مقدمة
جين توبان (اسمها عند الولادة هونورا كيلي؛ 31 مارس 1854 – 17 أغسطس 1938)، الملقبة بـ “جولي جين”، كانت قاتلة متسلسلة أمريكية. اشتهرت توبان بقتل ضحاياها عن طريق إعطائهم جرعات زائدة من المورفين والأتروبين، ثم الاستلقاء بجانبهم في الفراش لمشاهدتهم وهم يموتون. اعترفت بقتل 31 شخصًا، على الرغم من أن العدد الفعلي لضحاياها قد يكون أعلى.
حياة جين توبان المبكرة
ولدت هونورا كيلي في بوسطن، ماساتشوستس. كانت والدتها قد توفيت بسبب مرض السل عندما كانت هونورا صغيرة جدًا، ويعتقد أن والدها، الذي كان يعاني من مشاكل عقلية، قد قام بخياطة جفونه حتى لا يرى الشر. بعد وفاة والدتها، تم وضع هونورا وشقيقتها الكبرى في دار أيتام. في وقت لاحق، تم إرسال هونورا إلى منزل آن توبان في عام 1864 كخادمة مأجورة، وعلى الرغم من أنها لم يتم تبنيها رسميًا، إلا أنها أخذت اسم توبان.
وصفت جين بأنها طفلة ذكية ومرحة، لكنها كانت أيضًا تبحث عن الاهتمام بشكل مفرط. كانت تكذب وتسرق أحيانًا لجذب الانتباه. على الرغم من هذه المشاكل، تمكنت من إكمال دراستها الثانوية.
مسيرتها المهنية كممرضة
في عام 1885، بدأت جين توبان التدريب لتصبح ممرضة في مستشفى كامبريدج. خلال فترة تدريبها، أظهرت اهتمامًا غير عادي بتأثيرات الأدوية على المرضى، وخاصة المورفين والأتروبين. بدأت في تجربة هذه الأدوية على المرضى، مع ملاحظة آثارها بدقة. غالبًا ما كانت تعطي المرضى جرعات صغيرة بما يكفي لعدم قتلهم، ولكنها كانت كافية لإحداث تغييرات في حالتهم.
بسبب سلوكها الغريب، تم طرد جين توبان من مستشفى كامبريدج، ولكنها تمكنت من الحصول على وظيفة في مستشفى ماساتشوستس العام. ومع ذلك، تم فصلها أيضًا من هذا المستشفى بعد فترة وجيزة بسبب قيامها بتزوير الوصفات الطبية.
بداية عمليات القتل
بعد فقدان وظيفتها في مستشفى ماساتشوستس العام، بدأت جين توبان العمل كممرضة خاصة. خلال هذه الفترة، بدأت في قتل المرضى الذين كانت ترعاهم. كانت تستخدم المورفين والأتروبين لقتلهم، وغالبًا ما كانت تستلقي بجانبهم في الفراش أثناء موتهم. كانت تستمد متعة جنسية من هذه الأفعال.
أول ضحاياها المؤكدين كانوا الزوجين ألدن ديفيس وإليزابيث بريمهال. عملت توبان كممرضة لهما في عام 1895. قامت توبان بتسميمهم بجرعات زائدة من المورفين. بعد ذلك، قتلت أخت ديفيس، ميني جيبس، في وقت لاحق من ذلك العام.
في عام 1901، قتلت توبان زوجة وليام بريغام، التي كانت تعاني من الاكتئاب. ثم قتلت توبان بريغام نفسه بعد بضعة أسابيع.
استمرت توبان في قتل المرضى والضيوف في جميع أنحاء نيو إنجلاند على مدى السنوات القليلة التالية. كان العديد من الضحايا من كبار السن أو المرضى الذين كانوا يعانون من أمراض خطيرة. جعل هذا من الصعب على السلطات اكتشاف نمط القتل.
القبض على جين توبان
بدأت الشكوك تحوم حول جين توبان في عام 1901، عندما توفيت عائلة ديفيس بأكملها في ظروف غامضة. بعد وفاة آخر أفراد العائلة، طلبت العائلة إجراء تحقيق في الوفيات. أظهر التحقيق أن توبان كانت الممرضة التي كانت ترعى العائلة قبل وفاتها. تم استدعاء توبان للاستجواب.
في عام 1901، اعترفت توبان بقتل 31 شخصًا، لكنها ادعت أنها قتلت أكثر من 100 شخص. قالت إنها تستمتع بالشعور بالسيطرة الذي تحصل عليه من قتل الناس.
محاكمة جين توبان وسجنها
في عام 1902، حوكمت جين توبان بتهمة القتل. خلال المحاكمة، قدمت شهادات تفصيلية عن جرائمها. تم العثور عليها غير مذنبة بسبب الجنون وأُرسلت إلى مستشفى ولاية توسون الحكومي للأمراض العقلية مدى الحياة.
أمضت توبان بقية حياتها في المستشفى. توفيت في عام 1938 عن عمر يناهز 84 عامًا.
دوافع جين توبان
كانت دوافع جين توبان لارتكاب جرائم القتل معقدة. كانت تعاني من مشاكل عقلية خطيرة، بما في ذلك اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع واضطراب السادية الجنسية. كانت تستمتع بالشعور بالسيطرة الذي تحصل عليه من قتل الناس، وكانت تستمد متعة جنسية من مشاهدة ضحاياها وهم يموتون.
بالإضافة إلى ذلك، كانت توبان تبحث عن الاهتمام بشكل مفرط. غالبًا ما كانت تكذب وتسرق لجذب الانتباه. ربما كانت تعتقد أن قتل الناس سيجعلها مشهورة.
إرث جين توبان
جين توبان هي واحدة من أشهر القتلة المتسلسلين في التاريخ الأمريكي. قصتها هي قصة مروعة عن الشر البشري. تُظهر قضيتها كيف يمكن للمرض العقلي أن يؤدي إلى العنف الشديد.
تعتبر قضية جين توبان تحذيرًا من مخاطر السماح للأشخاص الذين يعانون من مشاكل عقلية بالعمل في وظائف حساسة، مثل التمريض. كما أنها تذكرنا بأهمية مراقبة المرضى للتأكد من أنهم لا يتعرضون للإيذاء.
تفاصيل إضافية عن أساليبها
كانت جين توبان ماهرة بشكل خاص في إخفاء جرائمها. نظرًا لكونها ممرضة، كانت لديها معرفة واسعة بالأدوية وتأثيراتها. استخدمت هذه المعرفة لإعطاء ضحاياها جرعات قاتلة من المورفين والأتروبين، وهي أدوية يمكن أن تحاكي أعراض أمراض أخرى. بالإضافة إلى ذلك، غالبًا ما كانت تختار ضحاياها من بين كبار السن أو المرضى الذين يعانون من أمراض خطيرة، مما يجعل من الصعب اكتشاف أنهم قد تسمموا.
- استخدام الأدوية: كانت تستخدم المورفين والأتروبين بجرعات قاتلة.
- اختيار الضحايا: كانت تستهدف كبار السن والمرضى.
- إخفاء الجريمة: كانت تجعل الوفاة تبدو طبيعية.
تأثير وسائل الإعلام
حظيت قضية جين توبان بتغطية إعلامية واسعة النطاق في وقتها. ساهمت التفاصيل المروعة لجرائمها وشخصيتها الغريبة في جعلها شخصية سيئة السمعة في الثقافة الشعبية. ظهرت قصتها في العديد من الكتب والأفلام والبرامج التلفزيونية.
تأثيرها على مهنة التمريض
كان لقضية جين توبان تأثير كبير على مهنة التمريض. أدت إلى زيادة التدقيق في خلفيات الممرضين ومؤهلاتهم. كما أدت إلى تطوير بروتوكولات جديدة لمنع إساءة استخدام الأدوية في المستشفيات ودور رعاية المسنين.
دراسة حالة: عائلة ديفيس
تعتبر وفاة عائلة ديفيس من أبرز الحالات المرتبطة بجرائم جين توبان. بدأت القصة عندما استأجرت العائلة جين توبان لرعاية أفرادها المرضى. في فترة قصيرة، توفي جميع أفراد العائلة، مما أثار شكوكًا حول سبب الوفاة. التحقيقات اللاحقة كشفت عن دور توبان في تسميم العائلة.
الجوانب النفسية لشخصية جين توبان
تعتبر شخصية جين توبان موضوعًا معقدًا للدراسة النفسية. كانت تعاني من اضطرابات نفسية عميقة، بما في ذلك السادية الجنسية والحاجة المرضية إلى الاهتمام. هذه العوامل، بالإضافة إلى طفولتها المضطربة، ساهمت في تطورها كقاتلة متسلسلة.
خاتمة
جين توبان كانت قاتلة متسلسلة أمريكية قامت بقتل العشرات من الأشخاص عن طريق تسميمهم بالأدوية. كانت دوافعها معقدة، وتشمل المرض العقلي والحاجة إلى الاهتمام. قضيتها هي تذكير مروع بالشر البشري وأهمية حماية الفئات الضعيفة من المجتمع.