<![CDATA[
نشأته وحياته المبكرة
ولد ويليام هربرت حوالي عام 1423، وهو ابن ويليام أب توماس من راجلان وإليزابيث بيريك. كان والده شخصية قوية في جنوب ويلز، مما منح ويليام الشاب بداية قوية في الحياة. تميزت نشأته بتلقي تعليم جيد والتدريب على فنون الحرب، وهو ما كان ضرورياً لأي نبيل طموح في تلك الحقبة.
منذ صغره، أظهر ويليام ميلاً للقيادة والشجاعة. ساعد والده في إدارة ممتلكاته الشاسعة وفي الحفاظ على النظام في المنطقة. هذه الخبرة المبكرة أكسبته سمعة طيبة في المنطقة وعززت مكانته بين النبلاء الويلزيين.
مسيرته العسكرية
برز ويليام هربرت كقائد عسكري خلال حرب الوردتين، حيث وقف إلى جانب أسرة يورك. شارك في عدة معارك مهمة، وأظهر شجاعة وبراعة في التكتيكات العسكرية. من أبرز مشاركاته:
- معركة مورتيمر كروس (1461): لعب ويليام دوراً حاسماً في هذه المعركة التي انتصر فيها اليوركيون. قاد قواته ببسالة وساهم في تحقيق النصر الذي عزز موقف إدوارد الرابع كملك لإنجلترا.
- معركة توتون (1461): شارك أيضاً في هذه المعركة الدموية التي كانت نصراً حاسماً لليوركيين. كانت مشاركته تعزيزاً لمكانته كقائد عسكري موثوق به.
بفضل خدماته المتميزة، حصل ويليام على العديد من الأوسمة والمناصب الرفيعة. أصبح فارس الرباط، وهو وسام الفروسية الأعلى في إنجلترا، وتقلد منصب رئيس قضاة جنوب ويلز، مما منحه سلطة واسعة في المنطقة.
مسيرته السياسية
لم تقتصر مسيرة ويليام هربرت على الجانب العسكري، بل كان أيضاً سياسياً بارعاً. استغل نفوذه وعلاقاته القوية لتعزيز مصالح أسرة يورك ولعب دوراً مهماً في إدارة شؤون المملكة. من أبرز مساهماته السياسية:
- دعم إدوارد الرابع: كان ويليام من أشد المؤيدين لإدوارد الرابع، وساعده في تثبيت حكمه ومواجهة التحديات التي واجهها. كان له دور فعال في قمع التمردات والمؤامرات التي كانت تهدد استقرار المملكة.
- إدارة ويلز: بصفته رئيس قضاة جنوب ويلز، قام ويليام بإصلاحات إدارية وقضائية تهدف إلى تحسين الأوضاع في المنطقة وتعزيز العدالة. عمل على تطوير البنية التحتية وتشجيع التجارة، مما ساهم في ازدهار جنوب ويلز.
- التفاوض مع المعارضين: لعب ويليام دوراً في التفاوض مع المعارضين السياسيين لأسرة يورك، وحاول إقناعهم بالانضمام إلى صفوفهم أو على الأقل التوقف عن معارضة الملك. كان يتمتع بمهارات دبلوماسية عالية ساعدته في تحقيق بعض النجاح في هذا المجال.
كان ويليام هربرت شخصية مؤثرة في البلاط الملكي، وكان له تأثير كبير على القرارات السياسية والاقتصادية. كان يتمتع بثقة الملك إدوارد الرابع، الذي كان يعتمد عليه في كثير من الأمور.
زواجه وذريته
تزوج ويليام هربرت من آن ديفركس، ابنة والتر ديفركس، اللورد فيريير من تشارتلي. أنجب ويليام وآن عدة أطفال، من بينهم:
- ويليام هربرت، إيرل بيمبروك الثاني: خلف والده في لقب إيرل بيمبروك.
- سير والتر هربرت: فارس بارز شارك في العديد من المعارك.
- سير جورج هربرت: شخصية مهمة في البلاط الملكي.
- سيسلي هربرت: تزوجت من جون هاستينغز، اللورد هاستينغز الثاني.
- مارغريت هربرت: تزوجت من توماس تالبوت، الفيكونت ليليز.
كان لزواج ويليام هربرت من آن ديفركس أهمية كبيرة في تعزيز مكانته الاجتماعية والسياسية. فقد ساهم هذا الزواج في توسيع شبكة علاقاته وزيادة نفوذه في المجتمع الإنجليزي.
سقوطه وإعدامه
في عام 1469، وقع ويليام هربرت في خلاف مع ريتشارد نيفيل، إيرل وارويك، المعروف باسم “صانع الملوك”، الذي كان يتمتع بنفوذ كبير في المملكة. أدى هذا الخلاف إلى مواجهة عسكرية بين قوات ويليام وقوات وارويك في معركة إدجكوت مور.
هزم ويليام هربرت في معركة إدجكوت مور وأُسر مع شقيقه ريتشارد. تم إعدامهما بأمر من وارويك في 27 يوليو 1469 في نورثامبتون. كان إعدام ويليام هربرت صدمة كبيرة لأنصاره ومؤيديه، وكان بمثابة ضربة قوية لأسرة يورك.
يعتبر سقوط ويليام هربرت وإعدامه نقطة تحول في حرب الوردتين. فقد أظهر هذا الحدث مدى قوة ونفوذ إيرل وارويك، وأدى إلى تغيير في موازين القوى في المملكة.
تأثيره وإرثه
على الرغم من أن حياة ويليام هربرت كانت قصيرة نسبياً، إلا أنه ترك بصمة واضحة في التاريخ الويلزي والإنجليزي. كان قائداً عسكرياً وسياسياً بارعاً، ولعب دوراً مهماً في حرب الوردتين. ساهم في تعزيز مكانة أسرة يورك وفي إدارة شؤون المملكة. كما كان له دور في تطوير جنوب ويلز وتحسين الأوضاع فيها.
يذكر ويليام هربرت كشخصية قوية ومؤثرة في عصره. كان يتمتع بشعبية كبيرة بين أنصاره ومؤيديه، الذين كانوا يقدرون شجاعته وإخلاصه. يعتبره البعض بطلاً ويلزياً دافع عن مصالح بلاده وشعبه.
تستمر ذكرى ويليام هربرت حتى اليوم من خلال القصص والأساطير التي تروى عنه. يعتبر رمزاً للفخر والشجاعة والقيادة في ويلز.
خاتمة
كان ويليام هربرت، إيرل بيمبروك الأول، شخصية محورية في تاريخ إنجلترا وويلز خلال القرن الخامس عشر. بصفته نبيلاً، وقائداً عسكرياً، وسياسياً، ترك بصمة لا تُمحى في حرب الوردتين. صعوده السريع وسقوطه المفاجئ يجسدان التعقيدات السياسية والعسكرية في ذلك العصر. لا يزال إرثه يتردد صداه، مما يجعله شخصية بارزة في التاريخ الويلزي والإنجليزي.