الأصول والتأسيس
تعود جذور توكسيس إلى أواخر القرن التاسع عشر، عندما بدأت الكنائس البروتستانتية في كندا في البحث عن طرق جديدة لجذب الشباب وإبقائهم منخرطين في المجتمع الكنسي. كان الهدف هو توفير بديل جذاب للأنشطة الدنيوية التي كانت تجذب الشباب بعيدًا عن الكنيسة. في ذلك الوقت، كانت هناك مخاوف متزايدة بشأن تأثير التحضر والتصنيع على الشباب، وكانت الكنائس تسعى جاهدة لتقديم برامج هادفة تساعد في بناء شخصيات قوية وقيم أخلاقية.
تم تأسيس توكسيس رسميًا في عام 1898 من قبل مجموعة من القادة الكنسيين في تورنتو، أونتاريو. كان الاسم “توكسيس” اختصارًا لعبارة “To Uplift Christ In Society” أو “لرفع شأن المسيح في المجتمع”. كان هذا الاسم يعكس الهدف الأساسي للحركة، وهو استخدام الأنشطة والبرامج لتشجيع الشباب على تبني القيم المسيحية وتطبيقها في حياتهم اليومية.
الأهداف والمبادئ
كان لتوكسيس مجموعة واضحة من الأهداف والمبادئ التي وجهت أنشطته وبرامجه. يمكن تلخيص هذه الأهداف والمبادئ في النقاط التالية:
- التنمية الروحية: تشجيع الشباب على النمو في إيمانهم المسيحي وتعميق علاقتهم بالله. كان ذلك يتم من خلال دراسة الكتاب المقدس والصلاة والمشاركة في الخدمات الكنسية.
- التنمية البدنية: تعزيز الصحة واللياقة البدنية من خلال الأنشطة الرياضية والتمارين البدنية والرحلات الخارجية. كان يُنظر إلى الجسم السليم على أنه أساس لعقل سليم وروح قوية.
- التنمية العقلية: تطوير القدرات الفكرية للشباب من خلال التعليم والتدريب على المهارات المختلفة. كان ذلك يشمل دراسة التاريخ والجغرافيا والعلوم والفنون.
- التنمية الاجتماعية: تعليم الشباب كيفية التعاون والعمل مع الآخرين وبناء علاقات صحية. كان ذلك يتم من خلال الألعاب والأنشطة الجماعية والمشاريع الخدمية.
- خدمة المجتمع: غرس قيمة خدمة المجتمع في نفوس الشباب وتشجيعهم على المشاركة في الأعمال الخيرية والتطوعية. كان ذلك يشمل زيارة المرضى وكبار السن والمساعدة في تنظيف الحدائق والشوارع.
الأنشطة والبرامج
قدم توكسيس مجموعة متنوعة من الأنشطة والبرامج التي تهدف إلى تحقيق أهدافه. كانت هذه الأنشطة مصممة لتكون ممتعة وجذابة للشباب، مع التركيز على التعلم العملي والتجربة المباشرة. بعض الأنشطة والبرامج الأكثر شيوعًا تشمل:
- الاجتماعات الأسبوعية: كانت هذه الاجتماعات فرصة للشباب للتواصل مع بعضهم البعض ومع القادة الكنسيين، والمشاركة في الأنشطة الترفيهية والتعليمية.
- الرحلات الخارجية: كانت الرحلات الخارجية فرصة للشباب لاستكشاف الطبيعة وتعلم مهارات البقاء على قيد الحياة وبناء الصداقات. كانت هذه الرحلات غالبًا ما تتضمن التخييم والمشي لمسافات طويلة والتجديف.
- الألعاب والرياضة: كانت الألعاب والرياضة جزءًا مهمًا من برنامج توكسيس، حيث ساعدت في تعزيز اللياقة البدنية والروح الرياضية والتعاون. كانت الألعاب تشمل كرة القدم والبيسبول وألعاب القوى.
- المشاريع الخدمية: كانت المشاريع الخدمية فرصة للشباب لخدمة مجتمعهم وإحداث فرق إيجابي في حياة الآخرين. كانت المشاريع تشمل جمع التبرعات وتنظيف الحدائق وزيارة المرضى.
- التدريب على المهارات: كان توكسيس يقدم مجموعة متنوعة من الدورات التدريبية على المهارات المختلفة، مثل الإسعافات الأولية والنجارة والتصوير الفوتوغرافي. كانت هذه الدورات تهدف إلى تزويد الشباب بمهارات قيمة يمكنهم استخدامها في حياتهم اليومية.
الهيكل التنظيمي
كان لتوكسيس هيكل تنظيمي هرمي، مع وجود فروع محلية في الكنائس الفردية، ومنظمة إقليمية تدير الفروع المحلية، ومنظمة وطنية تشرف على الحركة بأكملها. كان لكل فرع محلي قادة متطوعون من الكنيسة، وكان يتم اختيار القادة الإقليميين والوطنيين من بين القادة المحليين.
كان الهيكل التنظيمي يهدف إلى ضمان أن تكون الحركة منظمة وفعالة، وأن يتم توجيه الأنشطة والبرامج من قبل قادة مؤهلين وملتزمين. كان الهيكل أيضًا يهدف إلى تعزيز التعاون والتنسيق بين الفروع المحلية والمنظمات الإقليمية والوطنية.
الاختلافات بين المجموعات
على الرغم من أن جميع مجموعات توكسيس تشاركت نفس الأهداف والمبادئ الأساسية، إلا أن هناك بعض الاختلافات بينها. تعتمد هذه الاختلافات على الكنيسة أو المنطقة التي تعمل فيها المجموعة. على سبيل المثال، قد تركز بعض المجموعات بشكل أكبر على الأنشطة الروحية، بينما قد تركز مجموعات أخرى بشكل أكبر على الأنشطة الرياضية أو الخدمة المجتمعية.
بالإضافة إلى ذلك، قد تختلف المناهج والموارد المستخدمة من قبل المجموعات المختلفة. قد تستخدم بعض المجموعات مواد تدريبية مختلفة أو أساليب قيادة مختلفة. ومع ذلك، فإن جميع المجموعات تشترك في الالتزام بتنمية الشباب في جميع جوانب حياتهم.
التأثير والإرث
كان لتوكسيس تأثير كبير على حياة الآلاف من الشباب في كندا. ساعد البرنامج في بناء شخصيات قوية وقيم أخلاقية في الشباب، وشجعهم على خدمة مجتمعهم وإحداث فرق إيجابي في العالم. لعب توكسيس دورًا هامًا في تطوير قادة المستقبل في الكنائس والمجتمعات في جميع أنحاء كندا.
على الرغم من أن توكسيس لم يعد موجودًا اليوم، إلا أن إرثه لا يزال حيًا. لا يزال العديد من الأشخاص الذين شاركوا في توكسيس يتذكرون البرنامج بمودة، ويقدرون الدروس التي تعلموها والصداقات التي بنوها. لا تزال العديد من الكنائس والمنظمات الشبابية تستخدم أساليب ومبادئ توكسيس في برامجها الخاصة.
أسباب الزوال
هناك عدة أسباب لزوال توكسيس في منتصف القرن العشرين. أحد الأسباب هو ظهور برامج شبابية أخرى أكثر جاذبية للشباب، مثل الكشافة والمرشدات. كانت هذه البرامج تقدم مجموعة واسعة من الأنشطة والفرص التي لم يستطع توكسيس منافستها.
سبب آخر هو التغيرات الاجتماعية والثقافية التي حدثت في كندا في القرن العشرين. أصبحت الكنيسة أقل مركزية في حياة الناس، وأصبح الشباب أكثر اهتمامًا بالأنشطة الدنيوية. بالإضافة إلى ذلك، كان هناك تراجع في عدد المتطوعين المستعدين لتكريس وقتهم وطاقتهم لقيادة مجموعات توكسيس.
خاتمة
كان توكسيس برنامجًا فريدًا ومهمًا للشباب قدم مساهمة كبيرة للمجتمع الكندي. على الرغم من أن البرنامج لم يعد موجودًا، إلا أن إرثه لا يزال حيًا، ولا يزال العديد من الأشخاص يقدرون الدروس التي تعلموها والصداقات التي بنوها من خلال توكسيس. يظل توكسيس مثالًا على كيف يمكن للكنائس والمنظمات الشبابية أن تلعب دورًا هامًا في تطوير قادة المستقبل وبناء مجتمعات أقوى.