مقدمة
تاج الفايكنج (Viking Crown) هو مشروع جانبي بدأه موسيقي الهيفي ميتال فيل أنسيلمو في منتصف التسعينيات. أول إصدار لتاج الفايكنج كان عبارة عن شريط تجريبي صدر في عام 1994، تلاه ألبوم كامل بعنوان “Unorthodox Steps of Ritual” في عام 1999. يُعرف أسلوب تاج الفايكنج بموسيقاه التجريبية والمتطرفة، وغالبًا ما يجمع بين عناصر البلاك ميتال والدارك أمبينت والموسيقى الصناعية.
نشأة المشروع وتأسيسه
في منتصف التسعينيات، كان فيل أنسيلمو، المعروف بدوره كمغني رئيسي لفرقة بانتيرا (Pantera) الشهيرة، يبحث عن منفذ إبداعي لاستكشاف جوانب موسيقية مختلفة بعيدًا عن صخب الميتال التقليدي. كان أنسيلمو مفتونًا بالموسيقى المتطرفة والتجريبية، وخاصةً البلاك ميتال والدارك أمبينت. هذا الاهتمام دفعه لتأسيس تاج الفايكنج كمشروع شخصي يسمح له بالتعبير عن هذه الجوانب الفنية.
لم يكن تاج الفايكنج فرقة بالمعنى التقليدي، بل كان في الأساس مشروعًا فرديًا يعتمد على أنسيلمو بشكل كامل. قام أنسيلمو بتأليف وتسجيل جميع الآلات والأصوات بنفسه، مما منحه حرية كاملة في التحكم بالإخراج الفني. هذا النهج سمح له بتجربة أفكار موسيقية جريئة وغير تقليدية لم يكن من الممكن استكشافها ضمن سياق بانتيرا.
الأسلوب الموسيقي والتأثيرات
يتميز الأسلوب الموسيقي لتاج الفايكنج بتطرفه وتجريبيته. يمكن وصفه بأنه مزيج فريد من البلاك ميتال والدارك أمبينت والموسيقى الصناعية. غالبًا ما تتضمن الموسيقى عناصر من الضوضاء والتجريب الصوتي، مما يخلق جوًا كئيبًا ومخيفًا. تختلف موسيقى تاج الفايكنج بشكل كبير عن موسيقى بانتيرا، مما يدل على تنوع اهتمامات أنسيلمو الموسيقية.
تتضمن التأثيرات الموسيقية لتاج الفايكنج العديد من فرق البلاك ميتال الرائدة، بالإضافة إلى فنانين في مجالات الدارك أمبينت والموسيقى الصناعية. من بين أبرز هذه التأثيرات:
- فرق البلاك ميتال النرويجية مثل داركثرون (Darkthrone) وميموتيوم (Mayhem).
- فنانو الدارك أمبينت مثل بورزوم (Burzum) وسيلينتيوم (Silencer).
- فرق الموسيقى الصناعية مثل ناين إنش نايلز (Nine Inch Nails) وسكينى بوبي (Skinny Puppy).
تظهر هذه التأثيرات في استخدام تاج الفايكنج للأصوات المشوهة، والإيقاعات البطيئة والكئيبة، والأجواء المظلمة والمخيفة. ومع ذلك، فإن تاج الفايكنج يضيف لمسته الخاصة إلى هذا المزيج، مما يخلق صوتًا فريدًا ومميزًا.
الإصدارات والأعمال
أصدر تاج الفايكنج عددًا قليلًا من الأعمال خلال فترة نشاطه، والتي تميزت بالتجريب والتطرف. من أبرز هذه الأعمال:
- الشريط التجريبي (Demo Tape, 1994): كان هذا الشريط هو أول إصدار لتاج الفايكنج، واحتوى على مجموعة من التسجيلات التجريبية التي استعرضت أسلوب المشروع الموسيقي. تميز الشريط بجودته الإنتاجية المنخفضة وأجوائه المظلمة والمخيفة.
- ألبوم خطوات طقسية غير تقليدية (Unorthodox Steps of Ritual, 1999): هو الألبوم الكامل الوحيد لتاج الفايكنج. تميز الألبوم بجودته الإنتاجية الأفضل من الشريط التجريبي، لكنه حافظ على نفس الأسلوب الموسيقي المتطرف والتجريبي. تلقى الألبوم ردود فعل متباينة من النقاد، حيث أشاد البعض بتجريبيته وجرأته، بينما انتقده آخرون بسبب تطرفه وصعوبة الاستماع إليه.
بالإضافة إلى هذه الإصدارات، قام تاج الفايكنج بتسجيل عدد من الأغاني التي لم تصدر رسميًا، والتي تم تداولها بين المعجبين عبر الإنترنت. هذه التسجيلات تعطي فكرة إضافية عن تطور أسلوب تاج الفايكنج الموسيقي.
الاستقبال النقدي والتأثير
تلقى تاج الفايكنج استقبالًا نقديًا متباينًا خلال فترة نشاطه. أشاد بعض النقاد بتجريبية المشروع وجرأته في استكشاف مناطق موسيقية غير تقليدية، بينما انتقده آخرون بسبب تطرفه وصعوبة الاستماع إليه. غالبًا ما تم وصف موسيقى تاج الفايكنج بأنها “غير قابلة للهضم” أو “مخصصة فقط لمحبي الموسيقى المتطرفة”.
على الرغم من الاستقبال النقدي المتباين، فقد كان لتاج الفايكنج تأثير ملحوظ على مشهد الموسيقى المتطرفة. ألهم المشروع العديد من الفنانين لاستكشاف جوانب موسيقية غير تقليدية والجمع بين أنواع مختلفة من الموسيقى المتطرفة. كما ساهم تاج الفايكنج في توسيع حدود البلاك ميتال والدارك أمبينت، وفتح الباب أمام المزيد من التجارب الصوتية.
بالإضافة إلى ذلك، فإن حقيقة أن فيل أنسيلمو، وهو شخصية بارزة في عالم الميتال، كان وراء تاج الفايكنج، ساهمت في زيادة الاهتمام بالمشروع وجذب جمهور أوسع. على الرغم من أن تاج الفايكنج لم يحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا، إلا أنه يعتبر مشروعًا مهمًا ومؤثرًا في تاريخ الموسيقى المتطرفة.
تاج الفايكنج والإرث الموسيقي لفيل أنسيلمو
يمثل تاج الفايكنج جانبًا مهمًا من الإرث الموسيقي لفيل أنسيلمو. يشتهر أنسيلمو بدوره كمغني رئيسي لفرقة بانتيرا، وهي واحدة من أكثر فرق الميتال تأثيرًا في التسعينيات. ومع ذلك، فإن تاج الفايكنج يظهر أن أنسيلمو كان لديه اهتمامات موسيقية أوسع وأكثر تنوعًا من مجرد الميتال التقليدي.
من خلال تاج الفايكنج، تمكن أنسيلمو من استكشاف جوانب موسيقية تجريبية ومتطرفة لم يكن من الممكن استكشافها ضمن سياق بانتيرا. هذا المشروع سمح له بالتعبير عن رؤيته الفنية الخاصة والمساهمة في تطوير مشهد الموسيقى المتطرفة.
بالإضافة إلى ذلك، فإن تاج الفايكنج يوضح أن أنسيلمو ليس مجرد مؤدٍ موهوب، بل هو أيضًا ملحن ومنتج موسيقي مبدع. من خلال تأليف وتسجيل جميع الآلات والأصوات بنفسه، أظهر أنسيلمو قدرته على التحكم الكامل بالإخراج الفني وتقديم رؤية موسيقية فريدة.
على الرغم من أن تاج الفايكنج قد لا يكون معروفًا على نطاق واسع مثل بانتيرا، إلا أنه يمثل جزءًا مهمًا من الإرث الموسيقي لفيل أنسيلمو ويساهم في فهمنا لتطور أسلوبه الموسيقي واهتماماته الفنية.
مشاريع أخرى مشابهة لفيل أنسيلمو
بالإضافة إلى تاج الفايكنج، شارك فيل أنسيلمو في العديد من المشاريع الموسيقية الأخرى التي أظهرت تنوع اهتماماته الفنية. بعض هذه المشاريع تشمل:
- Superjoint Ritual: فرقة تجمع بين البانك والهاردكور والميتال، تأسست في أوائل الألفية.
- Down: فرقة سوثرن ميتال تضم أعضاء من فرق بارزة أخرى.
- Scour: فرقة بلاك ميتال تتميز بأسلوبها العنيف والسريع.
توضح هذه المشاريع أن أنسيلمو لم يقتصر على نوع موسيقي واحد، بل كان دائمًا يبحث عن طرق جديدة للتعبير عن نفسه واستكشاف مناطق موسيقية مختلفة. هذا التنوع هو أحد العوامل التي جعلته شخصية مؤثرة في عالم الموسيقى.
خاتمة
تاج الفايكنج هو مشروع موسيقي تجريبي ومتطرف بدأه فيل أنسيلمو في منتصف التسعينيات. يتميز المشروع بأسلوبه الموسيقي الفريد الذي يجمع بين البلاك ميتال والدارك أمبينت والموسيقى الصناعية. على الرغم من أن تاج الفايكنج لم يحقق نجاحًا تجاريًا كبيرًا، إلا أنه يعتبر مشروعًا مهمًا ومؤثرًا في تاريخ الموسيقى المتطرفة، ويوضح تنوع اهتمامات فيل أنسيلمو الموسيقية.