خلفية الألبوم
قبل إصدار “إن-تاكت”، كانت فرقة “ذا شامان” معروفة بموسيقاها السيكدلية (Psychedelic) المستوحاة من موسيقى الروك في الستينيات. ومع انضمام “مستر سي”، بدأت الفرقة في استكشاف آفاق جديدة في موسيقى الرقص الإلكترونية (Electronic Dance Music) وموسيقى الأسيد هاوس (Acid House)، التي كانت تشهد ازدهارًا كبيرًا في أواخر الثمانينيات وأوائل التسعينيات.
كان “إن-تاكت” بمثابة تجسيد لهذا التحول الجذري في الأسلوب الموسيقي للفرقة. فقد دمج الألبوم بين الإيقاعات الراقصة القوية والأصوات الإلكترونية التجريبية، مع إضافة لمسة من السيكدلية التي كانت تميز أعمالهم السابقة. كما تميز الألبوم بكلمات جريئة ومثيرة للجدل، تناولت قضايا اجتماعية وسياسية مختلفة، مثل المخدرات والإباحية وحرية التعبير.
محتوى الألبوم
يضم ألبوم “إن-تاكت” مجموعة متنوعة من الأغاني التي تعكس التنوع الموسيقي للفرقة. من بين أبرز هذه الأغاني:
- “Hyperreal”: أغنية افتتاحية قوية، تتميز بإيقاع سريع وكلمات تحث على التحرر والتمرد.
- “Make It Mine”: أغنية رقص إلكترونية مثيرة، تتضمن عينات صوتية مميزة وموسيقى تصويرية آسرة.
- “Possible Worlds”: أغنية تجمع بين الإيقاعات الراقصة والمؤثرات الصوتية السيكدلية، مع كلمات غامضة تدعو إلى استكشاف العوالم الممكنة.
- “Omega Amigo”: أغنية تتميز بإيقاع لاتيني وإيقاعات أفريقية، تعكس اهتمام الفرقة بالموسيقى العالمية.
- “En-Tact”: الأغنية التي تحمل اسم الألبوم، وهي عبارة عن مقطوعة موسيقية تجريبية تجمع بين الأصوات الإلكترونية والأصوات الطبيعية.
بالإضافة إلى هذه الأغاني، يضم الألبوم مجموعة أخرى من المقطوعات الموسيقية التي تتراوح بين موسيقى الرقص الإلكترونية والموسيقى التجريبية، مما يجعله تجربة استماع متنوعة ومثيرة.
الاستقبال النقدي والتجاري
حظي ألبوم “إن-تاكت” باستقبال نقدي متباين، حيث أشاد بعض النقاد بجرأة الفرقة في تجربة أساليب موسيقية جديدة، بينما انتقد آخرون كلمات الأغاني المثيرة للجدل. ومع ذلك، حقق الألبوم نجاحًا تجاريًا كبيرًا، حيث وصل إلى المركز 26 في قائمة الألبومات الأكثر مبيعًا في المملكة المتحدة، وحصل على شهادة “الذهب” من صناعة التسجيلات البريطانية (BPI).
يعتبر “إن-تاكت” علامة فارقة في مسيرة فرقة “ذا شامان”، حيث ساهم في تعريف الجمهور بأسلوبهم الموسيقي الجديد، ومهد الطريق لإصدار ألبومهم الأكثر نجاحًا “بوزي” (Boss Drum) في عام 1992.
تأثير الألبوم
كان لألبوم “إن-تاكت” تأثير كبير على موسيقى الرقص الإلكترونية في أوائل التسعينيات. فقد ساهم الألبوم في نشر موسيقى الأسيد هاوس (Acid House) والموسيقى التجريبية، وألهم العديد من الفنانين الآخرين لتجربة أساليب موسيقية جديدة.
كما أثر الألبوم على ثقافة الشباب في ذلك الوقت، حيث ارتبطت كلمات الأغاني المثيرة للجدل بقضايا اجتماعية وسياسية مهمة، مثل حرية التعبير والمساواة. وقد ساهم ذلك في جعل فرقة “ذا شامان” صوتًا للجيل الشاب الذي كان يتوق إلى التغيير.
إرث الألبوم
لا يزال ألبوم “إن-تاكت” يعتبر من الألبومات الكلاسيكية في تاريخ موسيقى الرقص الإلكترونية. فهو يمثل نقطة تحول في مسيرة فرقة “ذا شامان”، ويعكس التغيرات التي كانت تشهدها الموسيقى والثقافة في أوائل التسعينيات.
تستمر أغاني الألبوم في الاستماع إليها حتى اليوم، ولا تزال كلماتها تحتفظ بصلتها بالقضايا الاجتماعية والسياسية المعاصرة. يعتبر “إن-تاكت” شهادة على قدرة الموسيقى على إحداث التغيير والتأثير في المجتمع.
الأسلوب الموسيقي والتأثيرات
يمكن وصف الأسلوب الموسيقي لألبوم “إن-تاكت” بأنه مزيج من موسيقى الرقص الإلكترونية، والأسيد هاوس، والموسيقى السيكدلية. وقد تأثرت الفرقة في هذا الألبوم بمجموعة متنوعة من الفنانين، بما في ذلك:
- ذا كيور (The Cure): فرقة روك بريطانية معروفة بموسيقاها القوطية والمؤثرة.
- نيو أوردر (New Order): فرقة سينثبوب بريطانية رائدة في مجال موسيقى الرقص الإلكترونية.
- كرافتويرك (Kraftwerk): فرقة ألمانية رائدة في مجال موسيقى الإلكترونيكا التجريبية.
- إينر سيتي (Inner City): فرقة هاوس أمريكية معروفة بإيقاعاتها الراقصة القوية.
من خلال الجمع بين هذه التأثيرات المختلفة، تمكنت فرقة “ذا شامان” من خلق أسلوب موسيقي فريد ومبتكر، يميز ألبوم “إن-تاكت” عن غيره من الألبومات في ذلك الوقت.
الأغلفة الفنية والترويج
تميز ألبوم “إن-تاكت” بأغلفة فنية جريئة ومثيرة للجدل، صممها الفنان البريطاني مايكل إنجلش (Michael English). وقد عكست هذه الأغلفة الفنية الروح التجريبية والمتمردة للألبوم.
قامت الفرقة بحملة ترويجية واسعة للألبوم، تضمنت عروضًا حية في المهرجانات والأندية في جميع أنحاء المملكة المتحدة وأوروبا. وقد ساهمت هذه العروض الحية في زيادة شعبية الفرقة والترويج لألبوم “إن-تاكت”.
النسخ المعاد إصدارها
تم إعادة إصدار ألبوم “إن-تاكت” عدة مرات على مر السنين، بما في ذلك نسخة موسعة صدرت في عام 2007، تضمنت أغاني إضافية وريمكسات.
تعكس هذه النسخ المعاد إصدارها الأهمية الدائمة للألبوم، واستمرارية شعبيته بين محبي موسيقى الرقص الإلكترونية.
خاتمة
ألبوم “إن-تاكت” لفرقة “ذا شامان” هو عمل موسيقي جريء ومبتكر، يمثل نقطة تحول في مسيرة الفرقة وفي تاريخ موسيقى الرقص الإلكترونية. يجمع الألبوم بين الإيقاعات الراقصة القوية والأصوات الإلكترونية التجريبية، مع إضافة لمسة من السيكدلية والكلمات الجريئة. يعتبر “إن-تاكت” شهادة على قدرة الموسيقى على إحداث التغيير والتأثير في المجتمع، ولا يزال يحظى بشعبية كبيرة بين محبي الموسيقى حتى اليوم.