نشأته وتعليمه
ولد جيم هاينز في باريس، تكساس، ونشأ في مزرعة بالقرب من لويزيانا. التحق بجامعة ولاية لويزيانا، حيث درس الأدب الإنجليزي والصحافة. خلال فترة وجوده في الجامعة، انخرط هاينز في الحركة الحقوقية، وشارك في احتجاجات ضد الفصل العنصري. كما بدأ في استضافة فعاليات ثقافية في شقته، بما في ذلك قراءات الشعر وعروض الموسيقى.
انتقاله إلى المملكة المتحدة
في عام 1956، انتقل هاينز إلى إدنبرة، اسكتلندا، حيث افتتح متجراً للكتب المستعملة يُدعى “ذا بيبليوفايل” (The Paperback). سرعان ما أصبح المتجر مركزاً للحياة الثقافية في المدينة، واستضاف هاينز فعاليات مختلفة، بما في ذلك قراءات الشعر والعروض المسرحية والمعارض الفنية. كما بدأ في نشر مجلة أدبية تسمى “إدنبرة ماغازين” (Edinburgh Magazine). خلال فترة وجوده في إدنبرة، كان هاينز شخصية بارزة في مهرجان إدنبرة فرينج، حيث أنتج العديد من المسرحيات التجريبية.
في أوائل الستينيات، انتقل هاينز إلى لندن، حيث واصل عمله في مجال النشر واستضافة الفعاليات الثقافية. شارك في تأسيس “أدفيرتايزمنتس فور ماي سيلف” (Advertisements for Myself)، وهو متجر لبيع الكتب ومنتدى ثقافي. كما كان نشطاً في الحركة المناهضة للحرب، وشارك في احتجاجات ضد حرب فيتنام.
باريس وعشاءات الأحد
في عام 1969، انتقل هاينز إلى باريس، حيث أمضى بقية حياته. استأجر شقة كبيرة في الدائرة الرابعة عشرة، وبدأ في استضافة عشاءات الأحد الأسبوعية. أصبحت هذه العشاءات مشهورة بسرعة، وجذبت حشوداً متنوعة من الفنانين والكتاب والموسيقيين والطلاب والسياح من جميع أنحاء العالم. كان هاينز معروفاً بكرم ضيافته وقدرته على جمع الناس معاً.
كانت عشاءات الأحد فرصة للناس للقاء والتواصل ومشاركة الأفكار. كان هاينز يشجع ضيوفه على التبرع بمبلغ صغير لتغطية تكاليف الطعام، لكنه لم يرفض أبداً أي شخص لم يكن قادراً على الدفع. غالباً ما كان يقدم أماكن إقامة مجانية للضيوف الذين كانوا يمرون بأوقات صعبة.
بالإضافة إلى عشاءات الأحد، استضاف هاينز أيضاً فعاليات ثقافية أخرى في شقته، بما في ذلك قراءات الشعر وعروض الموسيقى والمعارض الفنية. كان دائماً حريصاً على دعم الفنانين والكتاب الشباب، ومنحهم منصة لعرض أعمالهم.
إسهاماته وأفكاره
كان جيم هاينز شخصية مؤثرة في الثقافة المضادة في الخمسينيات والستينيات. كان مؤيداً قوياً للحرية الفردية والتعبير الإبداعي والتسامح الاجتماعي. كان يعتقد أن الفن والثقافة يمكن أن يجمعا الناس معاً ويتحديان الوضع الراهن.
كان هاينز أيضاً رائداً في مجال المشاركة الاجتماعية. كان يعتقد أن الناس يجب أن يكونوا قادرين على مقابلة أشخاص جدد وتكوين صداقات بغض النظر عن خلفياتهم أو جنسياتهم. كانت عشاءات الأحد الخاصة به مثالاً على كيف يمكن للمشاركة الاجتماعية أن تخلق مجتمعاً أكثر انفتاحاً وتسامحاً.
بالإضافة إلى عمله كمضيف وناشر، كان هاينز أيضاً كاتباً. نشر العديد من الكتب، بما في ذلك سيرته الذاتية “ثانك يو، ديار” (Thank You, Dear) و “وورلدز إند” (Worlds End). كما كتب مقالات للعديد من المنشورات، بما في ذلك “ذا انترناشونال تايمز” (The International Times) و “ذا جاردين” (The Guardian).
حياته الشخصية
تزوج جيم هاينز ثلاث مرات ولديه أربعة أطفال. كانت زوجته الأولى هي هيذر هيوبري، وتزوجا عام 1960 وانفصلا عام 1970. كانت زوجته الثانية هي ليديا ريبيرو، وتزوجا عام 1972 وانفصلا عام 1986. كانت زوجته الثالثة هي آن كلارك، وتزوجا عام 1998 وظلا متزوجين حتى وفاته.
وفاته وإرثه
توفي جيم هاينز في 6 يناير 2021، في باريس، عن عمر يناهز 87 عاماً. ترك وراءه إرثاً من الكرم والضيافة والمشاركة الاجتماعية. سيتم تذكره لكونه شخصية مؤثرة في الثقافة المضادة، ومؤيداً قوياً للحرية الفردية والتعبير الإبداعي.
- صالونات أدبية وعشاءات الأحد: استضاف هاينز فعاليات ثقافية أسبوعية جمعت فنانين وكتاباً وموسيقيين وطلاباً وسياحاً، مما خلق مساحة فريدة للتواصل وتبادل الأفكار.
- دعم الفنانين والكتاب الشباب: كان هاينز حريصاً على دعم المواهب الناشئة، ومنحهم منصة لعرض أعمالهم وتشجيعهم على الإبداع.
- المشاركة الاجتماعية: آمن هاينز بأهمية التواصل بين الناس من مختلف الخلفيات، وكانت فعالياته تجسيداً لهذا المبدأ، حيث خلقت مجتمعاً منفتحاً ومتسامحاً.
خاتمة
كان جيم هاينز شخصية بارزة في الثقافة المضادة، ومؤيداً للحرية والتعبير الإبداعي. اشتهر بعشاءات الأحد التي جمعت أفراداً من جميع أنحاء العالم، مما عزز التواصل وتبادل الأفكار. ترك هاينز إرثاً من الكرم والمشاركة الاجتماعية، وسيظل يُذكر لدوره في إثراء الحياة الثقافية في لندن وباريس.