حياتها المبكرة وتعليمها
ولدت جولييت في 6 سبتمبر 1933، وأظهرت شغفًا مبكرًا بالحيوانات والتاريخ الطبيعي. درست علم الحيوان في جامعة لندن، حيث حصلت على درجة البكالوريوس. ثم تابعت دراساتها العليا في علم الآثار الحيواني، مما وضع الأساس لمسيرتها المهنية المتميزة.
مسيرتها المهنية
بدأت جولييت كلوتون-بروك مسيرتها المهنية في المتحف البريطاني للتاريخ الطبيعي (الآن المتحف الوطني للتاريخ الطبيعي)، حيث عملت كأمينة مساعدة في قسم علم الحيوان. في عام 1969، انتقلت إلى المتحف البريطاني، حيث شغلت منصب أمينة علم الحيوان حتى تقاعدها في عام 1993. خلال فترة عملها في المتحف البريطاني، قامت ببناء مجموعة كبيرة من العظام الحيوانية، والتي أصبحت موردًا قيمًا للباحثين من جميع أنحاء العالم.
كانت جولييت باحثة غزيرة الإنتاج، نشرت العديد من الكتب والمقالات حول علم الآثار الحيواني. تشمل أعمالها البارزة:
- “أصول تدجين الحيوانات” (The Origins of the Domestication of Animals): يعتبر هذا الكتاب عملاً كلاسيكيًا في هذا المجال، ويقدم نظرة شاملة لتاريخ تدجين الحيوانات من منظور أثري.
- “تاريخ الحيوانات الأليفة البريطانية” (A History of British Mammals): يستكشف هذا الكتاب تاريخ الثدييات في الجزر البريطانية، مع التركيز على تأثير البشر على توزيعها وتطورها.
- “الكلاب: تاريخ أثري” (Dogs: A Historical and Archaeological Perspective): يتناول هذا الكتاب تاريخ الكلاب من خلال الأدلة الأثرية، ويتتبع تطورها من الذئاب البرية إلى الحيوانات الأليفة التي نعرفها اليوم.
بالإضافة إلى عملها البحثي، كانت جولييت كلوتون-بروك معلمة وموجهة ملهمة. أشرفت على العديد من طلاب الدراسات العليا، وساهمت في تدريب جيل جديد من علماء الآثار الحيوانية. كانت أيضًا متحدثة مطلوبة، وقدمت محاضرات وورش عمل في جميع أنحاء العالم.
إسهاماتها في علم الآثار الحيواني
قدمت جولييت كلوتون-بروك مساهمات كبيرة في مجال علم الآثار الحيواني، مما ساعد على تطويره ليصبح تخصصًا علميًا راسخًا. تشمل بعض إسهاماتها الرئيسية:
- تطوير المنهجيات: ساهمت في تطوير منهجيات جديدة لدراسة العظام الحيوانية من المواقع الأثرية، مما سمح للباحثين باستخلاص المزيد من المعلومات حول العلاقات بين الإنسان والحيوان في الماضي.
- تحليل العظام الحيوانية: أجرت تحليلات تفصيلية للعظام الحيوانية من مجموعة واسعة من المواقع الأثرية، مما ساهم في فهمنا لأنماط الاستهلاك الغذائي، والاقتصاد الزراعي، والممارسات الطقسية في المجتمعات القديمة.
- دراسة تدجين الحيوانات: قدمت مساهمات كبيرة في فهمنا لتاريخ تدجين الحيوانات، بما في ذلك تحديد الأصول الجغرافية للحيوانات المستأنسة، وتتبع التغيرات المورفولوجية التي حدثت نتيجة للتدجين، وفهم الدور الذي لعبته الحيوانات في المجتمعات البشرية القديمة.
- التأثير على السياسات: لعبت دورًا فعالًا في تطبيق علم الآثار الحيواني على قضايا معاصرة مثل الحفاظ على الحياة البرية وإدارة الموارد الطبيعية.
جوائز وتكريمات
تقديراً لإسهاماتها البارزة في علم الآثار الحيواني، حصلت جولييت كلوتون-بروك على العديد من الجوائز والتكريمات، بما في ذلك:
- زميلة جمعية الآثار (FSA)
- زميلة الجمعية الحيوانية في لندن (FZS)
- جائزة إليزابيث بلاكويل من كلية هوبارت وويليام سميث، نيويورك، عام 1997، تقديراً لمساهماتها في فهم العلاقة بين البشر والحيوانات.
إرثها
تركت جولييت كلوتون-بروك إرثًا دائمًا في مجال علم الآثار الحيواني. ألهمت أجيالًا من الباحثين، وساهمت في تطوير هذا المجال ليصبح تخصصًا علميًا راسخًا. سيستمر عملها في إلهام الباحثين في المستقبل.
وفاتها
توفيت جولييت كلوتون-بروك في 21 سبتمبر 2015، عن عمر يناهز 82 عامًا. فقد المجتمع العلمي برحيلها شخصية رائدة في مجال علم الآثار الحيواني.
خاتمة
كانت جولييت كلوتون-بروك شخصية بارزة في مجال علم الآثار الحيواني، حيث ساهمت بشكل كبير في فهمنا لتاريخ الحيوانات الأليفة والعلاقة بين الإنسان والحيوان في الماضي. من خلال أبحاثها وتعليمها وتوجيهها، تركت إرثًا دائمًا سيستمر في إلهام الباحثين في المستقبل.