مقدمة
الناقلة ذات المدفع إم-40، عيار 155 ملم، كانت مركبة مدفعية ذاتية الدفع أمريكية الصنع، تم بناؤها على هيكل دبابة متوسطة تم توسيعه وتطويله. تم تصميمها في أواخر الحرب العالمية الثانية، واستخدمت بشكل أساسي في الحرب الكورية. كانت الإم-40 جزءًا من سلسلة من المركبات المدفعية ذاتية الدفع التي طورتها الولايات المتحدة لتوفير دعم ناري قوي ومرن للقوات البرية.
التصميم والتطوير
بدأ تطوير الناقلة إم-40 في عام 1944، استجابةً للحاجة إلى مركبة مدفعية ذاتية الدفع قادرة على حمل مدافع ثقيلة وتقديم الدعم الناري المباشر. تم اختيار هيكل دبابة إم-4 شيرمان كأساس للمركبة، ولكن تم تعديله بشكل كبير لاستيعاب المدفع عيار 155 ملم.
تشمل التعديلات الرئيسية على هيكل الدبابة ما يلي:
- توسيع وتطويل الهيكل: لزيادة المساحة الداخلية وتوفير مساحة كافية لتركيب المدفع وطاقمه.
- تعزيز نظام التعليق: لضمان قدرة المركبة على تحمل وزن المدفع الثقيل.
- إعادة تصميم الجزء الخلفي من الهيكل: لإنشاء منصة مفتوحة للمدفع وطاقمه.
تم تجهيز الناقلة إم-40 بمدفع عيار 155 ملم من طراز M1A1 أو M2، والذي كان قادرًا على إطلاق قذائف شديدة الانفجار (HE) وقذائف دخانية وقذائف إضاءة. كان للمدفع مدى أقصى يبلغ حوالي 23,500 متر. حملت المركبة 24 قذيفة عيار 155 ملم.
تألّف طاقم الناقلة إم-40 من ثمانية أفراد: قائد، ومدفعي، واثنان من مُلقّمي الذخيرة، واثنان من مشغلي الراديو، وسائق ومساعد سائق.
الخصائص التقنية
فيما يلي أبرز الخصائص التقنية للناقلة ذات المدفع إم-40:
- الوزن: حوالي 37 طنًا.
- الطول: حوالي 8.23 مترًا.
- العرض: حوالي 3.15 مترًا.
- الارتفاع: حوالي 2.84 مترًا.
- المدفع الرئيسي: مدفع عيار 155 ملم M1A1 أو M2.
- المدى الأقصى: حوالي 23,500 متر.
- المحرك: محرك بنزين كونتيننتال R975-C4 ذو 9 أسطوانات.
- القوة: 400 حصان.
- السرعة القصوى: حوالي 48 كيلومترًا في الساعة.
- المدى: حوالي 177 كيلومترًا.
الخدمة القتالية
دخلت الناقلة إم-40 الخدمة في الجيش الأمريكي في عام 1945، لكنها لم تشارك في القتال في الحرب العالمية الثانية. ومع ذلك، لعبت دورًا هامًا في الحرب الكورية (1950-1953)، حيث قدمت دعمًا ناريًا للقوات الأمريكية وقوات الأمم المتحدة. كانت الإم-40 فعالة بشكل خاص في قصف المواقع المحصنة للعدو وتدمير مواقع المدفعية.
بالإضافة إلى الحرب الكورية، خدمت الناقلة إم-40 أيضًا في عدد قليل من البلدان الأخرى، بما في ذلك اليابان.
المميزات والعيوب
المميزات:
- قوة النيران: كان المدفع عيار 155 ملم يوفر قوة نارية كبيرة وقدرة على تدمير الأهداف المحصنة.
- القدرة على الحركة: كانت المركبة قادرة على التحرك بسرعة نسبيًا عبر التضاريس الوعرة.
- الدعم الناري المباشر: كانت قادرة على تقديم الدعم الناري المباشر للقوات البرية.
العيوب:
- الحماية: كانت المركبة ضعيفة الحماية نسبيًا، حيث كانت مكشوفة لنيران العدو من الأعلى.
- الحجم: كان حجمها الكبير يجعلها هدفًا سهلاً.
- الصيانة: كانت تتطلب صيانة مكثفة.
الناقلات المشابهة
خلال الحرب العالمية الثانية وما بعدها، طورت العديد من الدول مركبات مدفعية ذاتية الدفع مماثلة للناقلة إم-40. بعض الأمثلة على ذلك تشمل:
- الناقلة البريطانية Bishop: كانت مركبة مدفعية ذاتية الدفع تعتمد على هيكل دبابة فالنتاين.
- الناقلة الألمانية Hummel: كانت مركبة مدفعية ذاتية الدفع تعتمد على هيكل دبابة Panzer III/IV.
- الناقلة السوفيتية SU-152: كانت مركبة مدفعية ذاتية الدفع ثقيلة تعتمد على هيكل دبابة KV-1S.
النسخ المحفوظة
توجد العديد من الناقلات إم-40 المحفوظة في المتاحف والمعارض العسكرية حول العالم. بعض الأمثلة على ذلك تشمل:
- متحف الجيش الأمريكي الوطني، فورت بيلڤوار، فيرجينيا، الولايات المتحدة.
- متحف باتون للدبابات والمدرعات، فورت نوكس، كنتاكي، الولايات المتحدة.
- متحف الحرب الإمبراطوري، لندن، المملكة المتحدة.
تأثير الناقلة إم-40
تركت الناقلة ذات المدفع إم-40 إرثًا هامًا في تاريخ المدفعية ذاتية الدفع. أظهرت فعالية هذه المركبة في الحرب الكورية أهمية توفير الدعم الناري المتنقل للقوات البرية. كما ساهمت في تطوير مركبات المدفعية ذاتية الدفع اللاحقة، والتي أصبحت جزءًا أساسيًا من الجيوش الحديثة.
على الرغم من أنها لم تعد في الخدمة، إلا أن الناقلة إم-40 لا تزال تذكر كمركبة مدفعية قوية وفعالة لعبت دورًا هامًا في الحرب الكورية.
خاتمة
الناقلة ذات المدفع إم-40 كانت قطعة مدفعية ذاتية الدفع أمريكية قوية وفعالة، لعبت دورًا حاسمًا في الحرب الكورية. تم تصميمها على هيكل دبابة متوسطة وتم تجهيزها بمدفع عيار 155 ملم، مما يوفر قوة نارية كبيرة. على الرغم من بعض العيوب، مثل الحماية الضعيفة والحجم الكبير، أثبتت الإم-40 أنها رصيد قيم للقوات البرية، مما يساهم في تطوير المدفعية ذاتية الدفع الحديثة.