الخلفية
ولدت روكسانا الدروس في منطقة ريفية في ولاية نيويورك. تفاصيل حياتها المبكرة شحيحة، ولكن من المعروف أنها تزوجت من ويليام دروس وأنجبت منه عدة أطفال. كان الزواج مضطربًا، اتسم بالعنف وسوء المعاملة من قبل ويليام. كانت روكسانا تعاني من الفقر المدقع، وكانت تعيش في ظروف معيشية بائسة. ويليام دروس، زوجها، كان معروفًا بتعاطيه الكحول وإساءة معاملة زوجته وأطفاله. كانت الأسرة تعيش في كوخ صغير في بلدة ساوث دانيوب، مقاطعة هيركيمر.
جريمة القتل
في ليلة 9 ديسمبر 1884، توفي ويليام دروس في ظروف غامضة. زعمت روكسانا في البداية أن ويليام مات بسبب نوبة قلبية، لكن الشكوك سرعان ما بدأت تحوم حولها. لاحظ الجيران وجود علامات ضرب على جسد ويليام، مما أثار تساؤلات حول سبب الوفاة. بعد التحقيق، تم العثور على أدلة تشير إلى أن ويليام قد تسمم بالزرنيخ. تم القبض على روكسانا دروس واتهمت بقتل زوجها.
المحاكمة
أثارت محاكمة روكسانا دروس اهتمامًا كبيرًا من الجمهور ووسائل الإعلام. كانت القضية معقدة بسبب نقص الأدلة المباشرة. اعتمد الادعاء بشكل كبير على الأدلة الظرفية وشهادة الشهود. زعم الادعاء أن روكسانا قامت بتسميم زوجها بالزرنيخ بسبب سوء المعاملة التي كانت تعاني منها، ورغبتها في التخلص منه. من جهة أخرى، دفعت روكسانا ببراءتها، وأصرت على أن زوجها مات بسبب أسباب طبيعية. ذكرت أنها لم تكن لديها أي نية لقتله، وأنها كانت ضحية لظروفها.
شهدت المحاكمة العديد من الخلافات، بما في ذلك الأدلة الجنائية المشكوك فيها، وشهادات الشهود المتضاربة. كان أحد الشهود الرئيسيين هو الدكتور هاملين، الطبيب الذي فحص جثة ويليام. شهد الدكتور هاملين بأن سبب الوفاة كان تسممًا بالزرنيخ، ولكنه اعترف أيضًا بأنه لم يجرِ تشريحًا كاملاً للجثة. كما شهد العديد من الجيران والأقارب حول طبيعة العلاقة بين روكسانا وويليام، وسوء المعاملة التي كانت تعاني منها.
على الرغم من الأدلة الظرفية والشهادات المتضاربة، وجدت هيئة المحلفين روكسانا دروس مذنبة بتهمة القتل من الدرجة الأولى. تم الحكم عليها بالإعدام شنقًا. أثارت الإدانة جدلاً واسعًا، حيث اعتقد الكثيرون أن الأدلة لم تكن قاطعة بما يكفي لتبرير عقوبة الإعدام.
الاستئناف والجدل
بعد الإدانة، سعى محامو روكسانا دروس إلى استئناف الحكم. استند الاستئناف إلى عدة أسباب، بما في ذلك الأدلة غير الكافية، والأخطاء الإجرائية خلال المحاكمة، والتحيز المحتمل لهيئة المحلفين. ومع ذلك، رفضت المحكمة العليا الاستئناف، وأيدت الحكم بالإعدام. أثار رفض الاستئناف مزيدًا من الجدل العام حول القضية. العديد من الأشخاص، بمن فيهم نشطاء حقوق المرأة والمعارضون لعقوبة الإعدام، طالبوا بالعفو عن روكسانا دروس.
كانت هناك جهود مكثفة لحشد الدعم لروكسانا. تم تقديم التماسات ورسائل إلى حاكم ولاية نيويورك آنذاك، ديفيد بينيت هيل، لحثه على تخفيف الحكم أو منح العفو. ومع ذلك، رفض الحاكم التدخل، وأصر على أن المحاكمة كانت عادلة وأن الإدانة كانت مبررة. أدى رفض الحاكم إلى مزيد من الإدانة العامة، وتصاعد الجدل حول القضية.
الإعدام
في 28 فبراير 1887، تم إعدام روكسانا دروس شنقًا في سجن مقاطعة هيركيمر. كان الإعدام حدثًا عامًا، حضره حشد كبير من المتفرجين. يقال إن روكسانا حافظت على هدوئها وثباتها قبل الإعدام. قبل لحظات من إعدامها، نطقت بكلماتها الأخيرة، مصرة على براءتها، ومسامحة جلاديها. كانت روكسانا دروس آخر امرأة يتم إعدامها شنقًا في ولاية نيويورك. أثار إعدامها انتقادات واسعة النطاق، وأجج الجدل حول عقوبة الإعدام، وخاصة في قضايا النساء.
تأثير القضية وإرثها
تركت قضية روكسانا دروس تأثيرًا دائمًا على نظام العدالة الجنائية في ولاية نيويورك. أدت القضية إلى تدقيق متزايد في الأدلة الظرفية، وحقوق المتهمين، والتحيز المحتمل في المحاكمات. كما ساهمت في النقاش المستمر حول عقوبة الإعدام، وإمكانية الخطأ القضائي. ألهمت قصة روكسانا دروس العديد من الكتب والمسرحيات والأفلام الوثائقية التي استكشفت تفاصيل القضية، والظلم المحتمل الذي تعرضت له. تظل قضيتها بمثابة تذكير بالعيوب المحتملة في نظام العدالة، وأهمية ضمان العدالة والإنصاف لجميع المتهمين.
- الجدل حول الأدلة الظرفية: سلطت القضية الضوء على مخاطر الاعتماد المفرط على الأدلة الظرفية في المحاكمات الجنائية.
- حقوق المتهمين: أثارت القضية تساؤلات حول ما إذا كانت روكسانا دروس قد حصلت على تمثيل قانوني كافٍ، وما إذا كانت حقوقها قد انتهكت خلال المحاكمة.
- التحيز المحتمل: أظهرت القضية كيف يمكن للتحيزات المجتمعية ضد المرأة أن تؤثر على نتائج المحاكمات.
- عقوبة الإعدام: ساهمت القضية في النقاش المستمر حول عقوبة الإعدام، وأخلاقية تطبيقها في القضايا التي تعتمد على الأدلة الظرفية.
ردود الفعل الشعبية والثقافية
أثارت قضية روكسانا دروس ردود فعل شعبية وثقافية واسعة النطاق. تم تناول القصة في العديد من الكتب والمقالات والأفلام الوثائقية. أصبحت روكسانا دروس رمزًا للظلم والقمع، وتم تخليد ذكرىها في العديد من الأعمال الفنية والأدبية. يعتبر البعض قصتها بمثابة تحذير من مخاطر الأحكام المتسرعة، والتحيزات المجتمعية، والاعتماد المفرط على الأدلة الظرفية. يعتبرها آخرون ضحية لظروفها، وامرأة عانت من سوء المعاملة والعنف، ولم تحصل على العدالة التي تستحقها.
كما ألهمت قضية روكسانا دروس العديد من الحركات الاجتماعية والسياسية. استخدم نشطاء حقوق المرأة قصتها كدليل على التحيز الجنسي في نظام العدالة الجنائية. استخدم المعارضون لعقوبة الإعدام قضيتها كدليل على خطر إعدام الأبرياء. بغض النظر عن وجهة النظر، تظل قضية روكسانا دروس جزءًا مهمًا من تاريخ ولاية نيويورك، وتستمر في إثارة النقاش والجدل حتى اليوم.
الأثر على قوانين الإعدام في نيويورك
على الرغم من أن إعدام روكسانا دروس لم يؤدِ بشكل مباشر إلى إلغاء عقوبة الإعدام في ولاية نيويورك (الذي حدث لاحقًا)، إلا أن القضية ساهمت في الرأي العام المتزايد حول هذه العقوبة. أثارت الشكوك حول ذنب روكسانا، بالإضافة إلى حقيقة أنها كانت امرأة، تساؤلات حول عدالة تطبيق عقوبة الإعدام. يمكن اعتبار قضيتها جزءًا من السياق الأوسع الذي أدى في النهاية إلى إلغاء عقوبة الإعدام في الولاية.
خاتمة
تبقى روكسانا دروس شخصية مثيرة للجدل في تاريخ العدالة الجنائية في ولاية نيويورك. قضيتها تسلط الضوء على تعقيدات نظام العدالة، وأهمية ضمان العدالة والإنصاف لجميع المتهمين. إعدامها، باعتبارها آخر امرأة يتم إعدامها شنقًا في الولاية، يمثل نهاية حقبة. تظل قصتها بمثابة تذكير بأهمية التدقيق في الأدلة، وحماية حقوق المتهمين، والنظر في الظروف المخففة في جميع القضايا الجنائية.