نشأتها وتعليمها
ولدت جولي ماكستون في نيوزيلندا، ونشأت في بيئة أكاديمية حفزت لديها حب المعرفة والتعلم. تفوقها الدراسي المبكر قادها إلى الالتحاق بجامعة أوكلاند، حيث درست القانون وحصلت على درجة البكالوريوس في القانون مع مرتبة الشرف. شغفها بالدراسات القانونية لم يتوقف عند هذا الحد، بل أكملت دراساتها العليا في جامعة ييل المرموقة في الولايات المتحدة، حيث حصلت على درجة الماجستير في القانون. هذا التعليم المتميز وضعها على طريق التميز في المجال القانوني والأكاديمي.
مسيرتها المهنية كمحامية
بعد حصولها على شهاداتها العليا، بدأت جولي ماكستون مسيرتها المهنية كمحامية في نيوزيلندا. عملت في البداية في مجال المحاماة الخاصة، حيث اكتسبت خبرة واسعة في التعامل مع مختلف القضايا القانونية. تميزها في عملها привлек внимание العديد من المؤسسات القانونية المرموقة، وسرعان ما أصبحت شريكة في إحدى كبرى شركات المحاماة في نيوزيلندا. خلال فترة عملها كمحامية، تخصصت ماكستون في القانون التجاري وقانون الشركات، وقدمت المشورة القانونية للعديد من الشركات الكبرى والمؤسسات الحكومية. خبرتها الواسعة ومهاراتها المتميزة جعلت منها محامية مرموقة ومطلوبة في السوق القانوني.
انتقالها إلى الأوساط الأكاديمية
على الرغم من نجاحها في مجال المحاماة، إلا أن شغف جولي ماكستون بالتعليم والأبحاث قادها إلى تغيير مسارها المهني والانتقال إلى الأوساط الأكاديمية. في عام 1994، انضمت إلى كلية القانون بجامعة أوكلاند كأستاذة للقانون. خلال فترة عملها في جامعة أوكلاند، قامت بتدريس العديد من المقررات القانونية، وأشرفت على العديد من الرسائل العلمية، وساهمت في تطوير المناهج الدراسية. كما قامت بنشر العديد من الأبحاث والدراسات في مجلات علمية محكمة، مما ساهم في إثراء المعرفة القانونية.
في عام 2000، انتقلت جولي ماكستون إلى المملكة المتحدة لتولي منصب أستاذة للقانون في جامعة مانشستر. استمرت في التدريس والبحث العلمي، وساهمت في تطوير كلية القانون في الجامعة. كما شغلت منصب رئيس قسم القانون في جامعة مانشستر، حيث قادت الكلية نحو تحقيق التميز الأكاديمي والبحثي.
منصب أمين سجل جامعة أكسفورد
في عام 2006، تم اختيار جولي ماكستون لتولي منصب أمين سجل جامعة أكسفورد، وهو من أرفع المناصب الإدارية في الجامعة. تعتبر ماكستون أول امرأة تتولى هذا المنصب في تاريخ الجامعة العريق. بصفتها أمينة سجل جامعة أكسفورد، كانت ماكستون مسؤولة عن إدارة الشؤون الأكاديمية والإدارية للجامعة، والإشراف على تطوير السياسات والإجراءات، وتمثيل الجامعة في المحافل الوطنية والدولية.
خلال فترة عملها كأمينة سجل جامعة أكسفورد، قادت ماكستون العديد من المبادرات الهامة التي ساهمت في تطوير الجامعة وتعزيز مكانتها كواحدة من أفضل الجامعات في العالم. قامت بتطوير استراتيجية الجامعة، وعملت على تحسين تجربة الطلاب، وتعزيز البحث العلمي، وتوسيع نطاق التعاون الدولي. كما قامت بجمع التبرعات للجامعة، وتحسين إدارة الموارد المالية، وتعزيز التنوع والشمول في الجامعة.
إنجازاتها وتكريمها
حظيت جولي ماكستون بالعديد من الجوائز والتكريمات تقديراً لإسهاماتها المتميزة في مجال القانون والأوساط الأكاديمية. حصلت على وسام الإمبراطورية البريطانية برتبة قائد (CBE) في عام 2012، ثم حصلت على لقب “ديم” (Dame) في عام 2016، وهو من أرفع الأوسمة التي تمنحها الملكة في المملكة المتحدة. كما حصلت على العديد من الشهادات الفخرية من جامعات مرموقة حول العالم.
بالإضافة إلى ذلك، تم اختيار جولي ماكستون كعضو في العديد من اللجان والمجالس الاستشارية الوطنية والدولية، حيث قدمت المشورة للحكومات والمنظمات الدولية في مختلف القضايا المتعلقة بالتعليم والقانون. كما ألقت العديد من المحاضرات والمداخلات في مؤتمرات وندوات دولية، وساهمت في نشر الوعي بأهمية التعليم والبحث العلمي.
مؤلفاتها ومنشوراتها
تعتبر جولي ماكستون مؤلفة وباحثة غزيرة الإنتاج، ولها العديد من المؤلفات والمنشورات في مجال القانون. من بين أبرز مؤلفاتها:
- “الحقوق المدنية في نيوزيلندا” (Civil Rights in New Zealand)
- “قانون الشركات في نيوزيلندا” (Company Law in New Zealand)
- “التعليم العالي في القرن الحادي والعشرين” (Higher Education in the 21st Century)
بالإضافة إلى ذلك، قامت بنشر العديد من المقالات والأبحاث في مجلات علمية محكمة، تناولت فيها مختلف القضايا القانونية والتعليمية. ساهمت هذه المؤلفات والمنشورات في إثراء المعرفة القانونية والتعليمية، وأثرت في السياسات والممارسات في هذا المجال.
رؤيتها للتعليم العالي
تؤمن جولي ماكستون بأهمية التعليم العالي في بناء مجتمعات مزدهرة ومستدامة. ترى أن التعليم العالي يجب أن يكون متاحاً للجميع بغض النظر عن خلفياتهم الاجتماعية والاقتصادية. كما تؤكد على أهمية تطوير المهارات والمعارف التي يحتاجها الطلاب للنجاح في سوق العمل المتغير باستمرار. تدعو إلى تعزيز البحث العلمي وتشجيع الابتكار والإبداع في الجامعات. كما تشدد على أهمية التعاون بين الجامعات والقطاع الخاص والمجتمع المدني لتحقيق التنمية المستدامة.
تعتبر ماكستون أن الجامعات يجب أن تكون أماكن للحوار والنقاش الحر، حيث يمكن للطلاب والباحثين تبادل الأفكار والآراء بحرية. كما ترى أن الجامعات يجب أن تكون أماكن للتنوع والشمول، حيث يشعر الجميع بالترحيب والاحترام. تؤكد على أهمية تطوير القيادات الشابة في الجامعات، وتمكينهم من المشاركة في صنع القرارات.
دورها في دعم المرأة في التعليم والقانون
تعتبر جولي ماكستون نموذجاً ملهماً للمرأة في التعليم والقانون. طوال مسيرتها المهنية، عملت على دعم وتمكين المرأة في هذه المجالات. كانت من أوائل النساء اللاتي تولين مناصب قيادية رفيعة المستوى في الجامعات والمؤسسات القانونية. كما قامت بتأسيس العديد من البرامج والمبادرات التي تهدف إلى دعم المرأة في التعليم والقانون.
تؤمن ماكستون بأهمية تحقيق المساواة بين الجنسين في التعليم والقانون. ترى أن المرأة يجب أن تحصل على فرص متساوية للتعليم والتدريب والتقدم الوظيفي. كما تشدد على أهمية مكافحة التمييز والتحيز ضد المرأة في هذه المجالات. تدعو إلى إنشاء بيئات عمل داعمة للمرأة، حيث يمكنها تحقيق التوازن بين حياتها المهنية والشخصية.
من خلال عملها الدؤوب وجهودها المستمرة، ساهمت جولي ماكستون في تغيير الصورة النمطية للمرأة في التعليم والقانون، وألهمت العديد من الشابات لتحقيق طموحاتهن في هذه المجالات.
خاتمة
جولي ماكستون هي شخصية بارزة في مجال القانون والأوساط الأكاديمية. بفضل تعليمها المتميز وخبرتها الواسعة وقيادتها الحكيمة، حققت العديد من الإنجازات الهامة وساهمت في تطوير التعليم العالي والقانون على مستوى العالم. تعتبر نموذجاً ملهماً للجيل القادم من القادة والأكاديميين، ومثالاً يحتذى به في التفوق والتميز.