نشأته وحياته المبكرة
ولد كانتيلال جيفان شاه في الهند عام 1922. انتقلت عائلته إلى سيشيل عندما كان صغيراً، حيث استقروا وأسسوا أعمالاً تجارية. على الرغم من انخراط عائلته في مجال الأعمال، انجذب كانتي إلى العالم الطبيعي المحيط به منذ صغره. أمضى ساعات طويلة في استكشاف الغابات والشواطئ، مراقبًا النباتات والحيوانات المتنوعة التي تزخر بها سيشيل. أثار هذا التعرض المبكر للطبيعة شغفًا دائمًا بالحفاظ عليها.
بداية العمل في مجال الحفاظ على البيئة
بدأ اهتمام كانتيلال جيفان بالحفاظ على البيئة يتبلور في الخمسينيات والستينيات من القرن الماضي، وهي فترة شهدت فيها سيشيل تطورات اقتصادية سريعة. أدرك كانتي أن هذا النمو يهدد البيئة الطبيعية الهشة للجزر. بدأ في التعبير عن مخاوفه بشأن إزالة الغابات، وتلوث المياه، وتدمير الشعاب المرجانية. في البداية، كان يعمل بمفرده، ينشر الوعي بين السكان المحليين والزوار حول أهمية حماية البيئة.
تأسيس جمعية سيشيل للحفاظ على البيئة
في عام 1972، لعب كانتيلال جيفان دورًا حاسمًا في تأسيس جمعية سيشيل للحفاظ على البيئة (Nature Seychelles)، وهي أول منظمة غير حكومية مكرسة للحفاظ على البيئة في سيشيل. كان الهدف من تأسيس هذه الجمعية هو توحيد جهود المهتمين بالبيئة، ورفع مستوى الوعي العام، والضغط على الحكومة لاتخاذ تدابير لحماية البيئة. عمل كانتي كسكرتير فخري للجمعية لسنوات عديدة، وقاد العديد من المشاريع والمبادرات الهادفة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي في سيشيل.
إسهاماته في حماية الطيور
كان كانتيلال جيفان شغوفًا بشكل خاص بحماية الطيور في سيشيل، والتي تعتبر من بين الأنواع الأكثر تهديدًا بالانقراض في العالم. لعب دورًا فعالًا في إنشاء محميات طبيعية للطيور، وتنفيذ برامج لمكافحة الأنواع الغازية، وتوعية الجمهور بأهمية حماية الطيور. كان له دور كبير في إنقاذ العديد من أنواع الطيور النادرة من الانقراض، مثل ببغاء سيشيل الأسود (Coracopsis barklyi) والبلبل السيشيلي (Hypsipetes crassirostris).
جهوده في حماية السلاحف
بالإضافة إلى الطيور، كان كانتيلال جيفان مهتمًا بحماية السلاحف البحرية والسلاحف البرية في سيشيل. ساهم في إنشاء مناطق محمية لتعشيش السلاحف البحرية، وشارك في برامج لمراقبة وحماية السلاحف البرية العملاقة (Aldabrachelys gigantea) في جزيرة ألدابرا المرجانية، وهي أحد مواقع التراث العالمي لليونسكو. كان يعتقد أن السلاحف تلعب دورًا حيويًا في النظام البيئي، وأن حمايتها ضرورية للحفاظ على التوازن البيئي في سيشيل.
التعليم والتوعية البيئية
أدرك كانتيلال جيفان أهمية التعليم والتوعية في تحقيق أهداف الحفاظ على البيئة. كان يؤمن بأن تغيير السلوكيات والمواقف تجاه البيئة يبدأ من خلال التعليم والتوعية. قام بتنظيم العديد من ورش العمل والمحاضرات والرحلات الميدانية للطلاب والمعلمين وأفراد المجتمع، بهدف رفع مستوى الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة. كما كتب العديد من المقالات والكتيبات حول مواضيع بيئية مختلفة، ونشرها على نطاق واسع.
تكريمه والجوائز التي حصل عليها
تقديرًا لجهوده المتميزة في مجال الحفاظ على البيئة، حصل كانتيلال جيفان على العديد من الجوائز والأوسمة. في عام 1998، حصل على جائزة “جلوبال 500” من برنامج الأمم المتحدة للبيئة، وهي جائزة تمنح للأفراد والمنظمات الذين قدموا إسهامات بارزة في حماية البيئة. كما حصل على وسام الإمبراطورية البريطانية (MBE) من الملكة إليزابيث الثانية، تقديرًا لخدماته في مجال الحفاظ على البيئة في سيشيل.
فلسفته في الحفاظ على البيئة
كانتيلال جيفان يؤمن بأن الحفاظ على البيئة ليس مجرد مسألة علمية أو تقنية، بل هو أيضًا مسألة أخلاقية وروحية. كان يعتقد أن البشر جزء لا يتجزأ من الطبيعة، وأنهم مسؤولون عن حماية البيئة للأجيال القادمة. كان يدعو إلى اتباع نهج شامل ومتكامل في الحفاظ على البيئة، يجمع بين المعرفة العلمية والحكمة التقليدية، ويشارك فيه جميع أفراد المجتمع.
إرثه وتأثيره
ترك كانتيلال جيفان إرثًا دائمًا في مجال الحفاظ على البيئة في سيشيل. ألهمت جهوده العديد من الأفراد والمنظمات لمواصلة العمل في حماية التراث الطبيعي للبلاد. يعتبر اليوم رمزًا للحفاظ على البيئة في سيشيل، وقدوة يحتذى بها للأجيال القادمة. لا تزال جمعية سيشيل للحفاظ على البيئة التي أسسها تلعب دورًا حيويًا في حماية البيئة في سيشيل، وتنفيذ العديد من المشاريع والمبادرات الهادفة إلى الحفاظ على التنوع البيولوجي.
أهم إنجازاته
- تأسيس جمعية سيشيل للحفاظ على البيئة (Nature Seychelles).
- المساهمة في إنشاء محميات طبيعية للطيور والسلاحف.
- تنفيذ برامج لمكافحة الأنواع الغازية.
- توعية الجمهور بأهمية الحفاظ على البيئة.
- إنقاذ العديد من أنواع الطيور النادرة من الانقراض.
- الحصول على جائزة “جلوبال 500” من برنامج الأمم المتحدة للبيئة.
- الحصول على وسام الإمبراطورية البريطانية (MBE).
التحديات التي واجهته
على الرغم من إنجازاته العديدة، واجه كانتيلال جيفان العديد من التحديات في عمله. كان عليه أن يتعامل مع مقاومة من بعض الأفراد والشركات الذين كانوا يعطون الأولوية للتنمية الاقتصادية على حساب حماية البيئة. كما كان عليه أن يتعامل مع نقص الموارد والتمويل اللازم لتنفيذ مشاريع الحفاظ على البيئة. ومع ذلك، لم تثبط هذه التحديات من عزيمته، واستمر في العمل بجد وتفانٍ لتحقيق أهدافه.
أقوال مأثورة
عُرف كانتيلال جيفان بأقواله المأثورة التي تعبر عن فلسفته في الحفاظ على البيئة. من بين هذه الأقوال:
- “الطبيعة هي كنزنا الحقيقي، وعلينا حمايته للأجيال القادمة.”
- “الحفاظ على البيئة ليس مجرد واجب، بل هو ضرورة للبقاء على قيد الحياة.”
- “كل فرد منا يمكن أن يحدث فرقًا في حماية البيئة، مهما كان صغيرًا.”
نصائح للحفاظ على البيئة
قدم كانتيلال جيفان العديد من النصائح للأفراد والمنظمات حول كيفية المساهمة في الحفاظ على البيئة. من بين هذه النصائح:
- تقليل استهلاك الطاقة والمياه.
- إعادة تدوير النفايات.
- شراء المنتجات الصديقة للبيئة.
- زراعة الأشجار.
- دعم المنظمات التي تعمل في مجال الحفاظ على البيئة.
- نشر الوعي بأهمية الحفاظ على البيئة.
خاتمة
كان كانتيلال جيفان شخصية استثنائية كرس حياته لحماية البيئة في سيشيل. بفضل جهوده، تم إنقاذ العديد من الأنواع النادرة من الانقراض، وتم إنشاء محميات طبيعية لحماية التراث الطبيعي للبلاد. يظل إرثه مصدر إلهام للأجيال القادمة لمواصلة العمل في حماية البيئة وضمان مستقبل مستدام لسيشيل.