حياتها المبكرة
ولدت ديزي لويزا هانكورن سميث في 1 يونيو 1886 في بيرث، كولوني كيب، لويليام ألفريد هانكورن سميث وزوجته آني. كان لديها 10 أشقاء. عندما كانت ديزي في الثانية عشرة من عمرها، توفيت والدتها. أُرسلت ديزي إلى مدرسة داخلية في جراهامستاون. بعد بلوغها سن الرشد، انتقلت إلى روديسيا (زيمبابوي حاليًا) للعيش مع أحد أشقائها.
الزواج الأول ووفاة الزوج
في عام 1909، عادت ديزي إلى جنوب إفريقيا وتزوجت من ويليام ألفريد كويل، سمسار في الخدمة المدنية، في جوهانسبرج. أنجب الزوجان خمسة أطفال، توفي أربعة منهم في مرحلة الطفولة المبكرة لأسباب طبيعية على ما يبدو. في 11 يناير 1923، توفي ويليام كويل فجأة بعد مرض قصير. حصلت ديزي على مبلغ 1795 جنيهًا إسترلينيًا من بوليصة التأمين على حياة زوجها، وهو مبلغ كبير في ذلك الوقت.
الزواج الثاني ووفاة الزوج
بعد فترة وجيزة من وفاة ويليام، انتقلت ديزي إلى منزل جديد مع ابنها الوحيد الباقي، رودني. بعد فترة قصيرة، تزوجت من جورج كاولي، وهو عامل في ورشة ميكانيكية. ومع ذلك، لم يدم هذا الزواج طويلاً، حيث توفي جورج في عام 1926 بسبب مرض في الكبد. تلقت ديزي مبلغًا صغيرًا من المال من بوليصة التأمين على حياته.
الزواج الثالث والتحقيقات
في عام 1928، تزوجت ديزي من كلارنس دي ملكر، وهو حداد. كان كلارنس يتمتع بصحة جيدة، لكنه مرض فجأة في عام 1932 وتوفي. قبل وفاته، قام كلارنس بتغيير وصيته ليترك كل ممتلكاته لزوجته ديزي. أثارت وفاة كلارنس شكوكًا، خاصة وأن ديزي كانت حريصة جدًا على حرق جثته. ومع ذلك، أصر أحد أبناء كلارنس من زواج سابق، إيبين دي ملكر، على إجراء تشريح للجثة. كشف التشريح عن وجود كميات قاتلة من الزرنيخ في جثة كلارنس.
الاعتقال والمحاكمة
بعد اكتشاف الزرنيخ في جثة كلارنس، تم القبض على ديزي دي ملكر ووجهت إليها تهمة القتل. بدأت الشرطة أيضًا في التحقيق في وفاة زوجيها السابقين، ويليام كويل وجورج كاولي. تم استخراج جثث ويليام وجورج، وكشفت الفحوصات عن وجود آثار من الزرنيخ في جثتيهما أيضًا.
أصبحت محاكمة ديزي دي ملكر قضية مشهورة، وحظيت بتغطية إعلامية واسعة النطاق. قدم الادعاء أدلة قوية تشير إلى أن ديزي قامت بتسميم أزواجها للحصول على المال من بوالص التأمين على حياتهم. تم تقديم أدلة على أنها اشترت الزرنيخ قبل وفاة كل زوج. كما تم تقديم شهادات من شهود زعموا أنهم رأوا ديزي وهي تضيف شيئًا إلى طعام أو شراب أزواجها.
دافعت ديزي عن نفسها، مدعية أنها بريئة وأن أزواجها ماتوا لأسباب طبيعية. ومع ذلك، لم يقتنع المحلفون ببراءتها، وأدانوها بقتل كلارنس دي ملكر. لم يتم اتهامها بقتل الزوجين السابقين بسبب عدم وجود أدلة دامغة كافية.
الإعدام
حُكم على ديزي دي ملكر بالإعدام شنقًا. تم تنفيذ الحكم في 30 ديسمبر 1932 في سجن بريتوريا المركزي. أصبحت ديزي دي ملكر ثاني امرأة بيضاء يتم إعدامها في جنوب إفريقيا.
الشبهات حول قتل ابنها
لم تتوقف الشكوك عند هذا الحد، فقد أثيرت شبهات حول تورط ديزي في وفاة ابنها رودني، الذي توفي أيضًا في ظروف غامضة بعد وفاة والده ويليام كويل. لم يتم توجيه اتهامات رسمية لها في هذه القضية، لكن الشكوك ظلت قائمة.
الدوافع المحتملة
كان الدافع الرئيسي وراء جرائم ديزي دي ملكر هو المال. كانت تعاني من ضائقة مالية وكانت تسعى للحصول على المال من بوالص التأمين على حياة أزواجها. لعبت المقامرة دورًا كبيرًا في دوافعها، حيث كانت تنفق الكثير من المال على سباقات الخيل وغيرها من أشكال المقامرة. بالإضافة إلى ذلك، قيل إنها كانت تسعى للحصول على حياة مريحة وفاخرة، وهو ما لم تستطع تحقيقه بدون المال الذي حصلت عليه من بوالص التأمين.
تأثير القضية
كانت قضية ديزي دي ملكر بمثابة صدمة للمجتمع في جنوب إفريقيا. سلطت القضية الضوء على قضايا العنف المنزلي، والجشع، والفساد. كما أثارت القضية تساؤلات حول فعالية نظام العدالة الجنائية. أصبحت ديزي دي ملكر شخصية سيئة السمعة في التاريخ الجنوب أفريقي، ولا تزال قصتها تثير الاهتمام والفضول حتى يومنا هذا.
ديزي دي ملكر في الثقافة الشعبية
أصبحت قصة ديزي دي ملكر موضوعًا للعديد من الكتب والأفلام والمسرحيات. تم تصويرها على أنها امرأة جذابة وماكرة وقادرة على فعل أي شيء للحصول على ما تريد. غالبًا ما يتم استخدام قصتها كتحذير من مخاطر الجشع والطمع.
- في عام 1976، أنتج فيلم تلفزيوني بعنوان “ديزي دي ملكر” من بطولة سوزان هايوارد.
- كتبت باربرا بريتاين كتابًا بعنوان “كورقة لعب: قصة ديزي دي ملكر” يحلل بالتفصيل حياتها وجرائمها.
- تم إنتاج العديد من المسرحيات التي تتناول قصة حياتها وجرائمها في جنوب أفريقيا.
التحليل النفسي لشخصية ديزي دي ملكر
حاول العديد من علماء النفس تحليل شخصية ديزي دي ملكر وفهم دوافعها. يعتقد البعض أنها كانت تعاني من اضطراب الشخصية المعادية للمجتمع، وهو اضطراب يتميز بعدم التعاطف، والتلاعب، والسلوك الإجرامي. يعتقد البعض الآخر أنها كانت مجرد امرأة يائسة لجأت إلى العنف للحصول على ما تريد.
الدروس المستفادة من القضية
هناك العديد من الدروس التي يمكن تعلمها من قضية ديزي دي ملكر. من بين هذه الدروس:
- الجشع والطمع يمكن أن يؤدي إلى عواقب وخيمة.
- من المهم أن نكون حذرين بشأن من نثق بهم.
- يجب أن يكون نظام العدالة الجنائية فعالًا وعادلاً.
أسئلة متكررة حول ديزي دي ملكر
- من هي ديزي دي ملكر؟ ديزي دي ملكر كانت ممرضة من جنوب إفريقيا أدينت بقتل زوجيها الأولين بالزرنيخ.
- متى ولدت ديزي دي ملكر؟ ولدت في 1 يونيو 1886.
- متى تم إعدام ديزي دي ملكر؟ تم إعدامها في 30 ديسمبر 1932.
- لماذا قتلت ديزي دي ملكر أزواجها؟ يعتقد أنها قتلتهم للحصول على المال من بوالص التأمين على حياتهم.
خاتمة
ديزي دي ملكر هي شخصية مثيرة للجدل في التاريخ الجنوب أفريقي. كانت امرأة أدينت بارتكاب جرائم مروعة، ولا تزال قصتها تثير الاهتمام والفضول حتى يومنا هذا. قضيتها هي تذكير بمخاطر الجشع والطمع، وأهمية نظام العدالة الجنائية الفعال.