تاريخ بورصة نيويورك الأمريكية
تعود جذور بورصة نيويورك الأمريكية إلى منتصف القرن التاسع عشر، عندما بدأت مجموعة من السماسرة في التداول بشكل غير رسمي في الهواء الطلق في مدينة نيويورك. في عام 1908، تم تأسيسها رسميًا باسم “New York Curb Agency”. كان الاسم يعكس حقيقة أن التداول كان يتم في الأصل على حافة الرصيف (“curb”) في الشارع. مع مرور الوقت، اكتسبت البورصة سمعة طيبة وأهمية متزايدة، وفي عام 1921 انتقلت إلى مقرها الحالي وأعيد تسميتها إلى “New York Curb Exchange”.
في عام 1953، تم تغيير اسم البورصة مرة أخرى إلى “American Stock Exchange” (AMEX). تحت هذا الاسم، استمرت البورصة في النمو والتوسع، وأصبحت مركزًا مهمًا لتداول أسهم الشركات الصغيرة والناشئة، بالإضافة إلى مجموعة متنوعة من المنتجات المالية الأخرى، مثل صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) والخيارات.
في عام 2008، استحوذت مجموعة NYSE Euronext، الشركة الأم لبورصة نيويورك، على بورصة الأوراق المالية الأمريكية (AMEX). بعد الاستحواذ، تم تغيير اسم AMEX إلى NYSE MKT في عام 2012، ثم إلى NYSE American في عام 2017.
أهمية بورصة نيويورك الأمريكية
على الرغم من صغر حجمها مقارنة ببورصة نيويورك، إلا أن بورصة نيويورك الأمريكية تخدم غرضًا حيويًا في النظام المالي الأمريكي. إليك بعض الأسباب التي تجعلها مهمة:
- منصة للشركات الصغيرة والمتوسطة: توفر بورصة نيويورك الأمريكية منصة للشركات الصغيرة والمتوسطة الحجم (SMEs) لإدراج أسهمها وجمع رأس المال. غالبًا ما تواجه هذه الشركات صعوبة في تلبية متطلبات الإدراج الأكثر صرامة في بورصات أكبر مثل بورصة نيويورك أو ناسداك.
- فرص استثمارية متنوعة: تتيح البورصة للمستثمرين الوصول إلى مجموعة واسعة من الشركات، بما في ذلك الشركات الناشئة والشركات المتخصصة في قطاعات معينة. هذا يوفر فرصًا لتنويع المحافظ الاستثمارية وزيادة العائدات المحتملة.
- التداول في المنتجات المالية المتخصصة: بالإضافة إلى الأسهم، يتم تداول مجموعة متنوعة من المنتجات المالية الأخرى في بورصة نيويورك الأمريكية، بما في ذلك صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) والخيارات. هذا يوفر للمستثمرين أدوات لتحقيق أهداف استثمارية محددة، مثل التحوط ضد المخاطر أو المضاربة على تحركات الأسعار.
- زيادة السيولة والشفافية: من خلال توفير سوق منظم ومنظم لتداول الأوراق المالية، تساعد بورصة نيويورك الأمريكية على زيادة السيولة والشفافية في السوق. هذا يسهل على المستثمرين شراء وبيع الأوراق المالية بأسعار عادلة.
- مؤشر رئيسي: مؤشر NYSE American Composite Index هو مؤشر مرجعي يقيس أداء جميع الأسهم المدرجة في بورصة نيويورك الأمريكية. يعتبر المؤشر مقياسًا مهمًا لصحة السوق بشكل عام وأداء الشركات الصغيرة والمتوسطة على وجه الخصوص.
عملية الإدراج في بورصة نيويورك الأمريكية
لكي يتم إدراج شركة في بورصة نيويورك الأمريكية، يجب عليها استيفاء مجموعة من المتطلبات المالية والإدارية. تختلف هذه المتطلبات اعتمادًا على نوع الشركة وحجمها، ولكنها تتضمن عمومًا ما يلي:
- الحد الأدنى لحقوق المساهمين: يجب أن يكون لدى الشركة حد أدنى من حقوق المساهمين، وهو الفرق بين إجمالي أصول الشركة وإجمالي التزاماتها.
- الحد الأدنى للدخل قبل الضرائب: يجب أن يكون لدى الشركة حد أدنى من الدخل قبل الضرائب على مدى فترة زمنية معينة.
- الحد الأدنى لعدد المساهمين: يجب أن يكون لدى الشركة حد أدنى من عدد المساهمين الذين يمتلكون عددًا معينًا من الأسهم.
- الحد الأدنى لسعر السهم: يجب أن يكون سعر سهم الشركة أعلى من حد أدنى معين.
- الامتثال لقواعد الحوكمة: يجب على الشركة الالتزام بقواعد حوكمة الشركات التي تهدف إلى حماية مصالح المساهمين.
بالإضافة إلى هذه المتطلبات، يجب على الشركات الراغبة في الإدراج في بورصة نيويورك الأمريكية دفع رسوم إدراج أولية ورسوم سنوية مستمرة.
مخاطر الاستثمار في بورصة نيويورك الأمريكية
كما هو الحال مع أي استثمار في سوق الأوراق المالية، هناك مخاطر مرتبطة بالاستثمار في الشركات المدرجة في بورصة نيويورك الأمريكية. تشمل بعض المخاطر الرئيسية ما يلي:
- تقلبات الأسعار: يمكن أن تكون أسعار الأسهم المدرجة في بورصة نيويورك الأمريكية متقلبة للغاية، خاصةً أسهم الشركات الصغيرة والناشئة. يمكن أن تتأثر الأسعار بمجموعة متنوعة من العوامل، بما في ذلك الظروف الاقتصادية وأداء الشركة واتجاهات السوق.
- مخاطر السيولة: قد يكون من الصعب شراء أو بيع بعض الأسهم المدرجة في بورصة نيويورك الأمريكية بكميات كبيرة دون التأثير على السعر. هذا يرجع إلى حقيقة أن بعض هذه الأسهم قد لا يتم تداولها بشكل متكرر.
- مخاطر الشركة: تواجه كل شركة مخاطر خاصة بها، مثل المنافسة والتغيرات التكنولوجية والتحديات التنظيمية. يمكن أن تؤثر هذه المخاطر على أداء الشركة وبالتالي على سعر سهمها.
- مخاطر السوق: يمكن أن تؤثر الظروف الاقتصادية والسياسية العامة على سوق الأوراق المالية بأكمله. يمكن أن تؤدي فترات الركود الاقتصادي أو عدم الاستقرار السياسي إلى انخفاض أسعار الأسهم بشكل عام.
يجب على المستثمرين إجراء أبحاثهم الخاصة وطلب المشورة المالية من متخصص مؤهل قبل الاستثمار في أي شركة مدرجة في بورصة نيويورك الأمريكية.
صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) في بورصة نيويورك الأمريكية
تلعب صناديق الاستثمار المتداولة (ETFs) دورًا مهمًا في بورصة نيويورك الأمريكية. هذه الصناديق هي عبارة عن سلال من الأصول، مثل الأسهم أو السندات، التي يتم تداولها في البورصة مثل الأسهم الفردية. تقدم صناديق الاستثمار المتداولة للمستثمرين طريقة سهلة وفعالة من حيث التكلفة لتنويع محافظهم الاستثمارية والوصول إلى قطاعات أو استراتيجيات استثمارية معينة.
توجد مجموعة واسعة من صناديق الاستثمار المتداولة المدرجة في بورصة نيويورك الأمريكية، تغطي مجموعة متنوعة من القطاعات والأسواق والمؤشرات. يمكن للمستثمرين استخدام صناديق الاستثمار المتداولة للوصول إلى قطاعات مثل التكنولوجيا والرعاية الصحية والطاقة، أو للاستثمار في الأسواق الناشئة أو الأسواق الدولية، أو لتتبع أداء مؤشرات معينة مثل مؤشر S&P 500.
مستقبل بورصة نيويورك الأمريكية
تواجه بورصة نيويورك الأمريكية، مثل جميع البورصات، تحديات وفرص في عالم يتغير باستمرار. تساهم عوامل مثل التكنولوجيا الجديدة والتنظيمات المتغيرة والمنافسة المتزايدة في تشكيل مستقبل البورصة.
أحد التحديات الرئيسية التي تواجه بورصة نيويورك الأمريكية هو المنافسة من البورصات الأخرى ومنصات التداول البديلة. أدت التكنولوجيا إلى ظهور منصات تداول جديدة تقدم رسومًا أقل وسرعة أكبر، مما يجذب بعض المتداولين بعيدًا عن البورصات التقليدية.
ومع ذلك، تتمتع بورصة نيويورك الأمريكية أيضًا ببعض المزايا التي يمكن أن تساعدها على النجاح في المستقبل. أولاً، تتمتع البورصة بتاريخ طويل وسمعة قوية، مما يجعلها وجهة جذابة للشركات التي تتطلع إلى الإدراج. ثانيًا، تقدم البورصة مجموعة واسعة من المنتجات والخدمات، بما في ذلك تداول الأسهم وصناديق الاستثمار المتداولة والخيارات. ثالثًا، تستثمر البورصة باستمرار في التكنولوجيا الجديدة لتحسين كفاءتها وقدرتها التنافسية.
خاتمة
تعتبر بورصة نيويورك الأمريكية (NYSE American) بورصة أمريكية مهمة للأوراق المالية، على الرغم من أنها أصغر من بورصة نيويورك الرئيسية. تلعب دورًا حيويًا في توفير منصة للشركات الصغيرة والمتوسطة لإدراج أسهمها وجمع رأس المال، وتتيح للمستثمرين الوصول إلى مجموعة واسعة من الفرص الاستثمارية المتنوعة. على الرغم من وجود مخاطر مرتبطة بالاستثمار في بورصة نيويورك الأمريكية، إلا أنها تظل جزءًا لا يتجزأ من النظام المالي الأمريكي.