<![CDATA[
بداياته وحياته المهنية
ولد إدوارد ويليام بارتون-رايت في الهند عام 1860، حيث كان والده يعمل مهندسًا مدنيًا. أمضى بارتون-رايت جزءًا كبيرًا من شبابه في الخارج، وعمل في مجموعة متنوعة من الوظائف، بما في ذلك العمل في السكك الحديدية والتعدين. سمحت له هذه التجارب بالسفر على نطاق واسع واكتساب معرفة واسعة بمختلف الثقافات والتقنيات.
في أواخر تسعينيات القرن التاسع عشر، عمل بارتون-رايت في اليابان لمدة ثلاث سنوات، حيث درس فنون الدفاع عن النفس اليابانية، بما في ذلك الجودو والجيوجيتسو. تأثر بشدة بفعالية هذه الفنون القتالية، ولاحظ كيف يمكن استخدامها للتغلب على الخصوم الأكبر والأقوى. خلال فترة وجوده في اليابان، حصل على تدريب من أساتذة بارزين مثل كانو جيكورو، مؤسس الجودو.
تأسيس بارتيتسو
عند عودته إلى إنجلترا عام 1898، قرر بارتون-رايت دمج الفنون القتالية التي تعلمها في اليابان مع أساليب الدفاع عن النفس الغربية. أسس مدرسة “بارتيتسو” في لندن عام 1899، وقدم نظامًا فريدًا للدفاع عن النفس يجمع بين عناصر من مختلف التخصصات القتالية.
اشتق اسم “بارتيتسو” من دمج اسم بارتون-رايت مع كلمة “جوجيتسو”. كان بارتون-رايت يهدف إلى إنشاء أسلوب دفاع عن النفس عملي وفعال يمكن استخدامه في مجموعة متنوعة من المواقف. تضمن تدريب بارتيتسو مجموعة واسعة من التقنيات، بما في ذلك:
- الملاكمة: لتعليم الضربات اللكمية والدفاع ضدها.
- المصارعة: لتعليم الإطاحة والسيطرة على الخصم على الأرض.
- الجودو والجيوجيتسو: لتعليم الرميات والإخضاع والمفاصل.
- لا كان (القتال بالعصا الفرنسي): لتعليم استخدام العصا كسلاح دفاعي.
- ركل سافات (الملاكمة الفرنسية): لتعليم استخدام الركلات في القتال.
كان بارتون-رايت يؤمن بأهمية التكيف مع الموقف المحدد واستخدام الأسلوب الأنسب للدفاع عن النفس. شجع طلابه على تطوير أسلوبهم الخاص وتجربة تقنيات مختلفة للعثور على ما يناسبهم.
شخصيات بارزة في بارتيتسو
جذبت مدرسة بارتون-رايت مجموعة متنوعة من الطلاب، بمن فيهم رجال الشرطة والعسكريون والرياضيون. من بين الشخصيات البارزة التي تدربت في بارتيتسو:
- يوكيو تاني: خبير الجيوجيتسو الياباني الذي درّس في مدرسة بارتون-رايت وأصبح أحد أبرز المدربين.
- ساداكازو يوشيموتو: خبير جيوجيتسو ياباني آخر عمل في مدرسة بارتون-رايت.
- بيير فيري: مدرب “لا كان” الفرنسي الذي قام بتدريس فن القتال بالعصا في بارتيتسو.
كان هؤلاء المدربون وغيرهم جزءًا أساسيًا من نجاح بارتيتسو. لقد جلبوا خبراتهم الخاصة إلى المدرسة وساعدوا في تطوير الأسلوب.
بارتيتسو وشيرلوك هولمز
أشهر ذكر لبارتيتسو كان في قصة “المشكلة الأخيرة” لآرثر كونان دويل، حيث استخدم شيرلوك هولمز “باريتسو” (وهو تهجئة خاطئة لـ “بارتيتسو”) لهزيمة البروفيسور موريارتي في شلالات ريشنباخ. أدى هذا الذكر إلى زيادة الاهتمام ببارتيتسو وساعد في ترسيخ مكانته في الثقافة الشعبية.
على الرغم من أن آرثر كونان دويل لم يصف بارتيتسو بالتفصيل، إلا أن استخدامه لهذا المصطلح أشار إلى أن هولمز كان على دراية بفنون الدفاع عن النفس الحديثة وفعالة. ساهمت هذه الإشارة أيضًا في الغموض المحيط ببارتيتسو، حيث لم يكن العديد من القراء على دراية بالأسلوب الفعلي.
تراجع بارتيتسو
على الرغم من نجاحه الأولي، بدأ بارتيتسو في التراجع في أوائل القرن العشرين. كان هناك عدة أسباب لهذا التراجع، بما في ذلك:
- تكلفة التدريب: كان تدريب بارتيتسو مكلفًا نسبيًا، مما جعله غير متاح للجميع.
- المنافسة من فنون الدفاع عن النفس الأخرى: أصبحت فنون الدفاع عن النفس الأخرى، مثل الجودو والملاكمة، أكثر شعبية في إنجلترا، مما أدى إلى تقليل الاهتمام ببارتيتسو.
- تغيير اهتمامات بارتون-رايت: تحول اهتمام بارتون-رايت تدريجيًا إلى مجالات أخرى، مثل الهندسة الكهربائية والعلاج الطبيعي.
بحلول عام 1903، أغلقت مدرسة بارتون-رايت أبوابها. نسي بارتيتسو إلى حد كبير لبقية القرن العشرين.
إحياء بارتيتسو
في أوائل العقد الأول من القرن الحادي والعشرين، بدأ بارتيتسو يشهد إحياء. كان هناك عدد من الباحثين والممارسين الذين أصبحوا مهتمين بإحياء هذا الفن القتالي المنسي. لعب هؤلاء الأفراد دورًا أساسيًا في إعادة اكتشاف تقنيات بارتيتسو وإعادة تقديمه إلى جيل جديد.
تشمل الجهود المبذولة لإحياء بارتيتسو:
- البحث في المصادر الأصلية: قام الباحثون بالبحث في الكتب والمقالات والمواد الأرشيفية الأخرى المتعلقة ببارتيتسو.
- إعادة بناء التقنيات: بناءً على بحثهم، قام الممارسون بإعادة بناء تقنيات بارتيتسو وتكييفها مع الممارسات الحديثة.
- نشر المعلومات: شارك الباحثون والممارسون معلوماتهم حول بارتيتسو من خلال الكتب والمقالات والمواقع الإلكترونية وورش العمل.
نتيجة لهذه الجهود، أصبح بارتيتسو الآن فنًا قتاليًا معروفًا ومحترمًا. يتم تدريسه في المدارس في جميع أنحاء العالم، ويستمر في التطور والنمو.
إرث إدوارد ويليام بارتون-رايت
يعتبر إدوارد ويليام بارتون-رايت شخصية رائدة في تاريخ فنون الدفاع عن النفس. كان لديه رؤية لإنشاء نظام دفاع عن النفس عملي وفعال يجمع بين أفضل جوانب الفنون القتالية الشرقية والغربية. على الرغم من أن بارتيتسو لم يدم طويلًا في شكله الأصلي، إلا أن إرثه لا يزال قائماً حتى اليوم. لقد ألهم عددًا لا يحصى من فناني الدفاع عن النفس وساهم في تطوير فنون الدفاع عن النفس المختلطة الحديثة.
بالإضافة إلى ذلك، كان بارتون-رايت رائدًا في إدخال فنون الدفاع عن النفس الآسيوية إلى الغرب. لقد كان من أوائل الأشخاص الذين أدركوا قيمة هذه الفنون القتالية وعملوا على نشرها في أوروبا وأمريكا الشمالية. لقد ساهم عمله في تغيير الطريقة التي ينظر بها الغرب إلى فنون الدفاع عن النفس وفتح الباب أمام المزيد من التبادل الثقافي بين الشرق والغرب.
خاتمة
إدوارد ويليام بارتون-رايت كان رجل أعمال ومبتكرًا إنجليزيًا قام بتطوير فن الدفاع عن النفس “بارتيتسو”، الذي يجمع بين عناصر مختلفة من الفنون القتالية الشرقية والغربية. على الرغم من أن بارتيتسو لم يستمر طويلًا، إلا أنه ترك إرثًا دائمًا في عالم فنون الدفاع عن النفس، حيث ساهم في تطوير فنون الدفاع عن النفس المختلطة الحديثة وإدخال الفنون القتالية الآسيوية إلى الغرب. يُذكر بارتون-رايت كرائد في مجال الدفاع عن النفس ومساهم بارز في تبادل الثقافات بين الشرق والغرب.