التأسيس والسنوات الأولى
تأسس السرب رقم 24 في قاعدة لافراك الجوية بالقرب من سيدني، نيو ساوث ويلز، في يونيو 1940. كان الهدف من تأسيسه هو توفير قوة قاذفة إضافية للدفاع عن أستراليا، التي كانت تواجه تهديدًا متزايدًا من اليابان. في البداية، تم تجهيز السرب بمجموعة متنوعة من الطائرات، بما في ذلك طائرات لوكهيد هدسون وقاذفات أخرى قديمة نسبيًا. كانت مهمة السرب الأساسية هي القيام بدوريات ساحلية ومهام مضادة للغواصات.
في السنوات الأولى، واجه السرب تحديات كبيرة بسبب نقص الطائرات الحديثة والمدربين ذوي الخبرة. ومع ذلك، سرعان ما اكتسب الطيارون وأفراد الدعم الخبرة اللازمة وأصبحوا قوة فعالة. خلال عامي 1940 و 1941، قام السرب بدوريات مكثفة على طول السواحل الأسترالية، بحثًا عن أي نشاط معاد.
الحرب العالمية الثانية
بعد الهجوم الياباني على بيرل هاربور في ديسمبر 1941، انخرطت أستراليا بشكل كامل في الحرب العالمية الثانية، وازدادت أهمية السرب رقم 24. تم نقل السرب إلى شمال أستراليا، حيث كان أقرب إلى مناطق القتال في المحيط الهادئ. شارك السرب في العديد من العمليات الهجومية ضد القوات اليابانية في غينيا الجديدة والجزر المحيطة بها.
خلال هذه الفترة، تم تجهيز السرب بطائرات أكثر حداثة، بما في ذلك طائرات بي-25 ميتشل المتوسطة القاذفة. لعبت هذه الطائرات دورًا حاسمًا في الهجمات على القواعد اليابانية والسفن والإمدادات. نفذ السرب العديد من المهام الجريئة، غالبًا في ظروف جوية صعبة وتحت نيران معادية كثيفة.
بعض المهام البارزة التي شارك فيها السرب خلال الحرب العالمية الثانية:
- الهجمات على رابول: شارك السرب في العديد من الهجمات على القاعدة اليابانية الرئيسية في رابول، والتي كانت تمثل تهديدًا كبيرًا للقوات المتحالفة.
- دعم القوات البرية في غينيا الجديدة: قدم السرب دعمًا جويًا حاسمًا للقوات البرية الأسترالية والأمريكية التي تقاتل في غينيا الجديدة.
- مهام الإغارة على السفن اليابانية: نفذ السرب العديد من المهام الناجحة للإغارة على السفن اليابانية، مما أدى إلى إلحاق أضرار كبيرة بالبحرية اليابانية.
فترة ما بعد الحرب
بعد انتهاء الحرب العالمية الثانية في عام 1945، تم تخفيض حجم القوات الجوية الملكية الأسترالية، وتم حل العديد من الأسراب. ومع ذلك، نجا السرب رقم 24 وتم تحويله إلى سرب نقل. تم تجهيز السرب بطائرات نقل مختلفة، بما في ذلك طائرات دوغلاس سي-47 داكوتا. لعب السرب دورًا هامًا في نقل الأفراد والإمدادات في جميع أنحاء أستراليا والمناطق المحيطة بها.
في الخمسينيات والستينيات، شارك السرب في العديد من العمليات الإنسانية والإغاثية. على سبيل المثال، قدم السرب المساعدة للمجتمعات المتضررة من الفيضانات والحرائق والأعاصير. كما شارك السرب في عمليات البحث والإنقاذ.
العمليات الحديثة
في السنوات الأخيرة، شارك السرب رقم 24 في مجموعة متنوعة من العمليات، بما في ذلك:
- عمليات حفظ السلام: شارك السرب في عمليات حفظ السلام في تيمور الشرقية وجزر سليمان.
- عمليات الإغاثة في حالات الكوارث: قدم السرب المساعدة للمجتمعات المتضررة من الكوارث الطبيعية في أستراليا والمناطق المحيطة بها.
- الدعم اللوجستي: يقدم السرب الدعم اللوجستي للقوات الجوية الملكية الأسترالية والقوات الأخرى التابعة لقوات الدفاع الأسترالية.
اليوم، السرب رقم 24 هو جزء حيوي من القوات الجوية الملكية الأسترالية. يواصل السرب تقديم مساهمة قيمة في الدفاع عن أستراليا ودعم المصالح الأسترالية في جميع أنحاء العالم.
الطائرات المستخدمة
على مر السنين، استخدم السرب رقم 24 مجموعة متنوعة من الطائرات، بما في ذلك:
- لوكهيد هدسون
- بي-25 ميتشل
- دوغلاس سي-47 داكوتا
- هوكري سايدلي 748
- بوينغ بي 737 بزنس جيت
الشعار
شعار السرب رقم 24 هو طائر العقاب الذهبي ينقض على فريسة. يرمز العقاب إلى القوة والشجاعة، بينما يمثل الانقضاض على الفريسة قدرة السرب على ضرب الأهداف بدقة وفعالية. يتميز الشعار باللونين الأزرق والذهبي، وهما الألوان الرسمية للقوات الجوية الملكية الأسترالية.
خاتمة
السرب رقم 24 بالقوات الجوية الملكية الأسترالية هو وحدة عسكرية ذات تاريخ طويل ومميز. منذ تأسيسه في عام 1940، لعب السرب دورًا هامًا في الدفاع عن أستراليا والمساهمة في المجهود الحربي للحلفاء. على مر السنين، شارك السرب في مجموعة متنوعة من العمليات، من مهام القصف خلال الحرب العالمية الثانية إلى عمليات حفظ السلام والإغاثة في حالات الكوارث في العصر الحديث. اليوم، يواصل السرب تقديم مساهمة قيمة في الدفاع عن أستراليا ودعم المصالح الأسترالية في جميع أنحاء العالم.