اكتشاف وتسمية بترولاكوصور
اكتُشفت أحفورة بترولاكوصور لأول مرة في تكوين ستانتون لايمستون في مقاطعة غرينوود، كانساس، في عام 1932. تم وصف العينة وتسميتها رسميًا في عام 1952 من قبل عالم الحفريات فرانك بيرنارد لوميس. اشتق اسم الجنس “بترولاكوصور” من الكلمات اليونانية “petra” التي تعني “صخرة” أو “حجر”، و “lakos” التي تعني “بحيرة” أو “حوض”، و “sauros” التي تعني “سحلية” أو “زاحف”. يشير هذا الاسم إلى الموقع الذي تم العثور فيه على الأحفورة، بالقرب من منطقة البحيرة الصخرية.
النوع الوحيد المعروف من بترولاكوصور هو بترولاكوصور كانساسينسيس (Petrolacosaurus kansensis)، والذي يشير اسمه المحدد إلى ولاية كانساس حيث تم اكتشافه.
الخصائص الفيزيائية لبترولاكوصور
كان بترولاكوصور حيوانًا صغيرًا نسبيًا، حيث بلغ طوله الإجمالي حوالي 40 سم (16 بوصة). امتلك جسمًا رشيقًا وأطرافًا طويلة ونحيلة، مما يشير إلى أنه كان حيوانًا رشيقًا ونشطًا. فيما يلي بعض الخصائص الفيزيائية الرئيسية لبترولاكوصور:
- الجمجمة: كانت جمجمة بترولاكوصور صغيرة وخفيفة الوزن، مع فتحتين صدغيتين على كل جانب من الجمجمة، وهي سمة مميزة للزواحف ثنائية الأقواس. سمحت هذه الفتحات بمزيد من الارتباط العضلي، مما أدى إلى قوة عضة أقوى.
- الأسنان: كان لدى بترولاكوصور أسنان صغيرة وحادة ومخروطية الشكل، مما يشير إلى أنه كان آكل للحشرات أو حيوانًا لاحمًا صغيرًا يتغذى على الحشرات والحيوانات الصغيرة الأخرى.
- العمود الفقري: كان لديه عمود فقري طويل ومرن، يتكون من العديد من الفقرات.
- الأطراف: كانت أطراف بترولاكوصور طويلة ونحيلة، مما يشير إلى أنه كان حيوانًا رشيقًا. كانت الأطراف الأمامية أقصر قليلاً من الأطراف الخلفية.
- الذيل: كان لديه ذيل طويل، ربما استخدم لتحقيق التوازن والمناورة.
تصنيف بترولاكوصور
يُصنف بترولاكوصور على أنه من الزواحف ثنائية الأقواس، وهي مجموعة رئيسية من الزواحف تتميز بوجود فتحتين صدغيتين على كل جانب من الجمجمة. تعتبر ثنائيات الأقواس مجموعة متنوعة للغاية، تشمل جميع الديناصورات والتماسيح والسحالي والثعابين والطيور الحديثة. يحتل بترولاكوصور موقعًا مهمًا في تطور ثنائيات الأقواس، حيث يُعتقد أنه يمثل مثالًا مبكرًا على هذه المجموعة.
داخل ثنائيات الأقواس، غالبًا ما يتم تصنيف بترولاكوصور على أنه من الزواحف المبكرة (Araeoscelidia)، وهي مجموعة من ثنائيات الأقواس الصغيرة الشبيهة بالسحالي التي عاشت خلال العصرين الكربوني والبرمي. تعتبر الزواحف المبكرة مهمة لأنها تمثل إحدى المجموعات الأولى من ثنائيات الأقواس التي تظهر في السجل الأحفوري.
ومع ذلك، لا يزال الموقع الدقيق لبترولاكوصور داخل شجرة عائلة ثنائيات الأقواس قيد المناقشة المستمرة بين العلماء. تشير بعض الدراسات إلى أنه قد يكون أكثر ارتباطًا بـ أشباه الأركوصورات (archosauromorphs)، وهي المجموعة التي تشمل التماسيح والديناصورات والطيور، بينما تشير دراسات أخرى إلى أنه قد يكون أكثر ارتباطًا بـ أشباه الليبيدوصورات (lepidosauromorphs)، وهي المجموعة التي تشمل السحالي والثعابين.
البيئة والسلوك
عاش بترولاكوصور خلال العصر الكربوني المتأخر، منذ حوالي 302 مليون سنة. خلال هذا الوقت، كانت منطقة كانساس الحديثة جزءًا من بيئة دافئة ورطبة استوائية. استنادًا إلى هيكل جسمه وأسنانه، يُعتقد أن بترولاكوصور كان حيوانًا رشيقًا ونشطًا يتغذى على الحشرات والحيوانات الصغيرة الأخرى. ربما كان يعيش في الغابات الكثيفة والمناطق الحرجية في بيئته.
يشير هيكل جسم بترولاكوصور إلى أنه ربما كان حيوانًا شجريًا جزئيًا، قادرًا على تسلق الأشجار والشجيرات. ربما سمحت له أطرافه الطويلة وذيله الطويل بالحفاظ على التوازن والمناورة في بيئته الشجرية. من المحتمل أيضًا أنه كان صيادًا أرضيًا ماهرًا، قادرًا على الركض بسرعة والإمساك بالفريسة على الأرض.
نظرًا لصغر حجمه، ربما كان بترولاكوصور فريسة للحيوانات المفترسة الأكبر حجمًا في بيئته، مثل البرمائيات الكبيرة والزواحف الأخرى. ربما استخدم قدرته على التسلق والركض للاختباء من الحيوانات المفترسة وتجنبها.
أهمية بترولاكوصور
بترولاكوصور مهم لأنه يمثل مثالًا مبكرًا على الزواحف ثنائية الأقواس، وهي المجموعة التي تشمل جميع الديناصورات والتماسيح والسحالي والثعابين والطيور الحديثة. من خلال دراسة بترولاكوصور، يمكن للعلماء الحصول على نظرة ثاقبة حول التطور المبكر لهذه المجموعة المتنوعة من الزواحف.
بالإضافة إلى ذلك، يوفر بترولاكوصور معلومات قيمة حول البيئة والمناخ خلال العصر الكربوني المتأخر. من خلال دراسة الأحافير النباتية والحيوانية الموجودة مع بترولاكوصور، يمكن للعلماء إعادة بناء النظام البيئي الذي عاش فيه هذا الزاحف المبكر.
يساعد بترولاكوصور أيضًا على فهم كيفية تطور الصفات المميزة للزواحف الحديثة، مثل الفتحات الصدغية في الجمجمة. من خلال مقارنة بترولاكوصور بالزواحف الأخرى المبكرة والحديثة، يمكن للعلماء تتبع تطور هذه الصفات وكيف ساعدت الزواحف على التكيف مع البيئات المختلفة.
اكتشافات أخرى محتملة
على الرغم من أن بترولاكوصور معروف من عينة أحفورية واحدة مكتملة نسبيًا، إلا أن هناك دائمًا احتمال اكتشاف المزيد من الأحافير في المستقبل. قد توفر الاكتشافات المستقبلية معلومات جديدة حول تصنيف بترولاكوصور وبيئته وسلوكه.
قد تساعد الأحافير الجديدة أيضًا في حل بعض المناقشات المستمرة حول الموقع الدقيق لبترولاكوصور داخل شجرة عائلة ثنائيات الأقواس. من خلال مقارنة الأحافير الجديدة بالعينات الموجودة، يمكن للعلماء تضييق نطاق الاحتمالات وتحديد العلاقات التطورية لبترولاكوصور بشكل أفضل.
يمكن أن تساعد الأحافير الجديدة أيضًا في الكشف عن المزيد حول تطور ثنائيات الأقواس المبكرة. من خلال دراسة أحافير الزواحف المبكرة الأخرى، يمكن للعلماء الحصول على فهم أفضل لكيفية تطورت هذه المجموعة المتنوعة من الزواحف في البداية وكيف تنوعت مع مرور الوقت.
خاتمة
بترولاكوصور هو جنس منقرض من الزواحف ثنائية الأقواس التي عاشت خلال العصر الكربوني المتأخر. كان حيوانًا صغيرًا ورشيقًا نسبيًا، يُعتقد غالبًا أنه يمثل مثالًا مبكرًا على ثنائيات الأقواس. تم العثور على أحافير بترولاكوصور في ولاية كانساس الأمريكية، مما يوفر رؤى قيمة حول تطور الزواحف المبكرة وبيئتها وسلوكها. على الرغم من أنه معروف من عينة أحفورية واحدة فقط، إلا أن بترولاكوصور يظل موضوعًا مهمًا للدراسة لعلماء الحفريات وعلماء الأحياء التطورية على حد سواء.