<![CDATA[
التوسع الإقليمي
على الرغم من أن الغموض يكتنف بدايات مملكة ألبا، إلا أنه من المؤكد أنه بحلول القرن العاشر، كان الملوك الذين حكموا المنطقة قد بدأوا في توسيع نفوذهم وسيطرتهم على مناطق أوسع. كان عهد الملك دونكان الأول (1034-1040) قصيرًا وعاصفًا. حاول غزو نورثمبريا، لكنه تعرض لهزيمة مذلة وقتل لاحقًا على يد ماكبث (1040-1057). على الرغم من أن شكسبير صوره كطاغية، إلا أن ماكبث يبدو أنه كان حاكمًا ناجحًا إلى حد ما. هُزم على يد مالكولم كانمور (1057-1093)، الذي خلفه.
عهد مالكولم الثالث كان له أهمية كبيرة. تزوج من مارغريت، التي لعبت دورًا رئيسيًا في إدخال التأثيرات الإنجليزية النورماندية. كما شهدت فترة حكمه سلسلة من الحملات ضد إنجلترا. بعد وفاة مالكولم ومارغريت، كان هناك صراع على السلطة، انتهى بفوز إدغار (1097-1107). تميز عهدا إدغار وألكسندر الأول (1107-1124) بالسلام النسبي. أعاد ديفيد الأول (1124-1153) الثورة في اسكتلندا. تمكن من الاستيلاء على المزيد من الأراضي. كما أسس البورغز الأولى في اسكتلندا وشجع دخول النبلاء النورمانديين إلى اسكتلندا.
شهد عهد مالكولم الرابع (1153-1165) سلسلة من الثورات. اضطر إلى التنازل عن بعض الأراضي للملك هنري الثاني ملك إنجلترا. كان ويليام الأول (1165-1214) أنجح. ومع ذلك، فقد شارك في تمرد ضد الملك هنري الثاني ملك إنجلترا. تم القبض عليه واضطر إلى الاعتراف بهنري سيدًا له. في وقت لاحق، تخلى الملك ريتشارد الأول ملك إنجلترا عن هذه المطالبة مقابل المال لتمويل حملته الصليبية. حكم ألكسندر الثاني (1214-1249) فترة سلمية نسبيًا. انتهى عهد ألكسندر الثالث (1249-1286) بسلام وازدهار. ومع ذلك، أدت وفاته المفاجئة إلى أزمة خلافة وأدت في النهاية إلى حروب الاستقلال الاسكتلندية.
المجتمع
خلال العصور الوسطى العليا، استمرت ثقافة اسكتلندا في التأثر بالثقافة الغيلية. استمر الاعتماد على القرابة، على الرغم من أن هذا بدأ يتضاءل. كان رؤساء العشائر لا يزالون شخصيات مهمة، لكن سلطتهم بدأت تتضاءل تدريجياً مع ظهور النظام الإقطاعي. كان المجتمع الاسكتلندي في هذه الفترة مجتمعًا هرميًا. كان الملك على القمة، يليه النبلاء ورجال الدين ثم عامة الناس.
اللغة
اللغة الغيلية الاسكتلندية كانت اللغة السائدة في معظم اسكتلندا خلال هذه الفترة. ومع ذلك، بدأت اللغة الإنجليزية الاسكتلندية في اكتساب أهمية في المناطق الجنوبية الشرقية. تم جلب اللغة النورماندية الفرنسية أيضًا إلى اسكتلندا من قبل النبلاء النورمانديين.
الدين
كانت الكنيسة الكاثوليكية هي الدين الرئيسي في اسكتلندا خلال العصور الوسطى العليا. تم تنظيم الكنيسة في أبرشيات وأسقفيات. تم بناء عدد من الأديرة والكنائس الجديدة خلال هذه الفترة. لعبت الكنيسة دورًا مهمًا في المجتمع الاسكتلندي. قدمت التعليم والرعاية الاجتماعية.
الاقتصاد
من الناحية الاقتصادية، كانت اسكتلندا في هذه الفترة مجتمعًا زراعيًا. كانت المحاصيل الرئيسية هي الشوفان والشعير. تم تربية الماشية والأغنام أيضًا. كان هناك دليل متزايد على التجارة الخارجية. تم تصدير البضائع الاسكتلندية مثل الصوف والجلود إلى أوروبا القارية. تم استيراد البضائع مثل النبيذ والملح إلى اسكتلندا. تم تطوير البورغز (المدن الملكية) كمراكز للتجارة والتصنيع.
الزراعة
كانت الزراعة هي النشاط الاقتصادي الرئيسي في اسكتلندا خلال العصور الوسطى العليا. كانت معظم الأراضي مملوكة من قبل الملك أو النبلاء أو الكنيسة. كان المزارعون يعملون في هذه الأراضي. تم استخدام نظام الحقول المفتوحة. تم تقسيم الحقول إلى شرائح وتم تخصيصها لمختلف المزارعين.
التجارة
كانت التجارة مهمة متزايدة في اسكتلندا خلال العصور الوسطى العليا. تم تطوير البورغز كمراكز للتجارة. تم منح البورغز مواثيق ملكية منحتهم حقوقًا تجارية خاصة. كان التجار الاسكتلنديون يتاجرون مع دول أخرى في أوروبا.
العملة
تم استخدام العملات المعدنية في اسكتلندا خلال العصور الوسطى العليا. تم سك العملات المعدنية الاسكتلندية في البداية على غرار العملات الإنجليزية. ومع ذلك، بدأت اسكتلندا في وقت لاحق في سك عملاتها الخاصة.
الفن والثقافة
شهدت العصور الوسطى العليا ازدهارًا في الفن والثقافة في اسكتلندا. تم إنتاج عدد من الأعمال الفنية والأدبية المهمة خلال هذه الفترة.
الأدب
تم كتابة الأدب الغيلي الاسكتلندي واللاتيني في اسكتلندا خلال العصور الوسطى العليا. تتضمن بعض الأعمال الأدبية المهمة “قصة بيرشان” و “كرونيكل الملوك الاسكتلنديين”.
الفن
تم إنتاج الفن في اسكتلندا خلال العصور الوسطى العليا في مجموعة متنوعة من الوسائط. وتشمل هذه النحت والمعادن والمخطوطات المضيئة. تعتبر الصليب الأسكتلندي العالي مثالاً هامًا على الفن الاسكتلندي في هذه الفترة.
العمارة
تم بناء عدد من القلاع والكنائس الجديدة في اسكتلندا خلال العصور الوسطى العليا. تم بناء القلاع لحماية البلاد من الغزو. تم بناء الكنائس لتوفير أماكن للعبادة.
القلاع
تم بناء القلاع في مواقع استراتيجية في جميع أنحاء اسكتلندا. تم بناؤها عادة على تلال أو بالقرب من مصادر المياه. تم بناء القلاع في البداية من الخشب، ولكن تم استبدالها لاحقًا بالحجر.
الكنائس
تم بناء الكنائس في مجموعة متنوعة من الأساليب المعمارية. تم بناء بعض الكنائس على الطراز الرومانسكي، بينما تم بناء البعض الآخر على الطراز القوطي. كانت كاتدرائية سانت أندروز واحدة من أهم الكنائس في اسكتلندا.
خاتمة
كانت العصور الوسطى العليا فترة مهمة في تاريخ اسكتلندا. شهدت هذه الفترة توسعًا إقليميًا ونموًا اقتصاديًا وازدهارًا ثقافيًا. أدت وفاة ألكسندر الثالث في عام 1286 إلى أزمة خلافة وحروب الاستقلال الاسكتلندية. ومع ذلك، تركت العصور الوسطى العليا إرثًا دائمًا في اسكتلندا.